قال تعالى:{ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} الكهف :10
كثيرا ما يتردد سؤال اين نجد الكهف حتى نأوي اليه ؟
عندما يتدبر الانسان ويتأمل ويتفكر في قصة اصحاب الكهف لابد ان يجد دروس وعبر واهداف كثيرة ، او قد تكون عدة فوائد بالنسبة له وللبشرية جمعاء ، فتلك الفوائد عامة وليس خاصة بشخص معين ، لإن القرآن دستور حياة لنا جميعا فلا نقف و نقول :-
<<وماذا يعنينا ذلك>> ؟
إذ ان هؤلاء الفتية آووا الى الكهف ولذا يجب ان نتخذهم عبرة فلا بد لنا ان نأوي نحن ايضا الى كهف يحمينا لأننا نحن نعيش في مجتمع فاسد كمجتمع اصحاب الكهف ...
فالعيش في زمن الفتن ، والفجور ، والقتل ، والكذب ، والاختلاط ، والغيبة ، والنميمة ، وكسب مال الحرام ، و نساء كاسيات عاريات ، و ما الى ذلك في هذا المجتمع الجاهل المنقطع عن الله عز وجل
يتطلب منا ان ننسحب منه ونلتجئ إلى العزلة ، او ان نكون مع مجتمع مؤمن فهناك نقول : الوحدة خير من جليس السوء ، لكن الجليس الصالح خير من الوحدة ، يعني يفضّل لك ان تبقى في بيتك خير الف مرة من مكان فيه اختلاط او غيبة او نميمة او فسق او فيه عمل لا يرضي الله او ان تكون في مسجد ،او ان تجلس في مجلس من مجالس اهل العلم افضل الف مرة من ان تبقى و حدك في البيت ..
عن الإمام علي عليه السلام "جالس العلماء يَزدد علمكَ و يحسَن ادبك وتُزكى نفسك "
خلاصة الحديث وفيه تكمن اجابة السؤال ..
على الانسان ان يكون له جلسة مع الله يسميها ♧كهف♧ سواء في البيت ، او في محراب صلاته من على سجادته ، او في المساجد ، او المراقد المقدسة للائمة الطاهرة و ذراريهم و اصحابهم النجباء .. فيذكر الله تعالى و يسبّحه و يتلو القرآن و يتفكر ويتأمل ويتدبر في آياته المباركة..
وبهذا قد اتخذ لنفسه كهفًا تقرب الى الله عز وجل فيه...