يعتبر الاعتقاد بظهور الامام المهدي الموعود في آخر الزمان من المبادئ الاعتقادية الراسخة في الإسلام، ويوم بعد يوم يصبح الحديث عن المنقذ العالمي ذا أهمية بالغة.
من آراء أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في تأويل بعض الآيات القرآنية، أنها نزلت في الامام القائم، فهم (سلام الله عليهم) عدل القرآن بنص النبي(ص)، ويذكر أن اربعاً وعشرين موضعاً من آيات الله تعالى خُصّص تأويلها عند الأئمة للقائم (عليه السلام).
أول من مهّد لأمر القائم (عج) وغيبته وخروجه في آخر الزمان هو النبي الأكرم(ص) فقد بشر به وبخروجه في اخر الزمان، واستضافت الروايات عن النبي حول غيبة الامام وخروجه "سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما مُلئت ظلماً وجوراً" وهو من أولاد فاطمة، وانه التاسع من ولد الحسين.
والمتتبع لمسيرة أهل البيت (صلوات الله عليهم) يجد انهم مهّدوا لغيبة الامام (عجل الله فرجه)، وتناقلت الأجيال احاديثهم بشأن غيبة الامام وخروجه يقول الامام أمير المؤمنين(عليه السلام): (للقائم منا غيبة أمدها طويل، إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة).
قال الإمام الحسن السبط(عليه السلام): "إن القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه، فإن الله (عز وجل) يخفي ولادته، ويغيب شخصه؛ كي لا يكون لأحد في عنقه بيعة اذا خرج.. وهو الامام التاسع من ولد أخي الحسين، يطيل الله عمره في غيبته، ثم يظهره بقدرته".
وقال الإمام الحسين (عليه السلام): "منا اثنا عشر مهدياً، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم التاسع من ولدي، وهو القائم بالحق، يحيي الله به الأرض بعد موتها، ويظهر به الدين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، له غيبة يرتد بها اقوام ويثبت فيها على الدين آخرون".
وقال الإمام محمد الباقر (عليه السلام): "تسلم الروم على يديه، ويبني لهم مسجدا ويستخلف عليهم رجالا من أصحابه، ثم ينصرف".
وقال الامام جعفر الصادق(عليه السلام): "من أقر بالأئمة من آبائي وولدي وجحد المهدي، كان كمن أقر بجميع الأنبياء (عليهم السلام) وجحد محمدا بنبوته".
وقال الامام موسى الكاظم (عليه السلام): "هو الطريد الوحيد الغريب الغائب عن اهله الموتور بأبيه".
وقال الامام علي الرضا (عليه السلام): "يا دعبل، الامام بعدي محمد ابني، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره".
وقال الامام محمد الجواد(عليه السلام): "إن القائم منا هو المهدي الذي يجب ان ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره، واعلم أن أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج".
قال الامام علي الهادي(عليه السلام): "إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين، فتوقعوا الفرج، والامام الحسن العسكري(عليه السلام) يقول: "لا يخلي الله الأرض - الى أن تقوم الساعة - من حجة الله على خلقه، به يدفع البلاء عن اهل الأرض، وبه ينزل الغيث، وبه يخرج بركات الأرض".
وهذه الأخبار تدل دلالة واضحة على حرص النبي والأئمة من أهل بيته على أهمية الغيبة، وما ذلك الا لحرصهم لتثبيت فكرة الغيبة، وترسيخها في أذهان الناس بلحاظ أحاديثهم بشأن الغيبة أنها ما هي إلا لإزالة الظنون والشكوك التي قد تثار حول ظهور الغيبة او الشبة فيها.
يتصور البعض أن عقيدة المهدي المنتظر خاصة بالشيعة، بينما هي عند السنة اصيلة كأصالتها عند الشيعة، لا فرق بين الجميع في ثبوت البشارة عن النبي بالمهدي المنتظر ولا في مهمته العالمية، ولا شخصيته المتميزة، ولا في علامات ظهوره ومعالم ثورته، الاختلاف او الفرق اننا نحن الشيعة نعتقد بأنه الامام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري المولود سنة (255 هـ) وان الله تعالى مد في عمره كما مد في عمر الخضر، فهو حي غائب حتى يأذن الله تعالى له بالظهور، بينما غالبية علماء السنة لم يثبت عندهم انه مولود غائب، بل سوف يولد ويحقق ما بشر به النبي(ص).
ملاحظة:
كتاب (دولة العدل الإلهي في ظهور القائم المهدي) تأليف: الدكتور عباس عبد الأمير الشوك، وهي من إصدارات: جمعية الهداية الثقافية قسم الدراسات والبحوث) .