وفي إثبات الهداة (
[1]): روى الحافظ أبو نعيم من علماء أهل السنّة في كتاب (حلية الأولياء) على ما وجدته منقولاً عنه… قال:
حكى أبو يزيد البسطامي، قال: خرجت من بسطام قاصداً لزيارة البيت الحرام، فمررت بالشام إلى أن وصلت إلى دمشق، فلمّا كنت بالغوطة مررت بقرية من قراها، فرأيت في القرية تل تراب وعليه صبي رباعي السنّ يلعب بالتراب، فقلت في نفسي: هذا صبي ما إن سلّمت عليه لما يعرف السلام، وإن تركت السلام أخللت بالواجب، فأجمعت رأيي على أن أسّلم عليه، فسلّمت عليه، فرفع رأسه إليّ وقال: والذي رفع السماء وبسط الأرض، لولا ما أمر الله به من ردّ السلام لما رددت عليك، استصغرت أمري واستحقرتني لصغر سنّي، عليك السلام ورحمة الله وبركاته وتحيّاته ورضوانه.
ثم قال: صدق الله: ]وإذا حييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها[(
[2]) فسكت.
فقلت: ]أو ردّوها[.
فقال ذاك فعل المقصّر مثلك، فعلمت أنّه من الأقطاب المؤيّدين.
فقال: يا أبا يزيد ما أقدمك إلى الشام؟
فقلت: يا سيّدي قصدت بيت الله الحرام..
فنهض وقال: أعلى وضوء أنت.
قلت: لا.
فقال: اتبعني.
فتبعته قدر عشر خطاً فرأيت نهراً أعظم من فرات.. فتوضّأ، وتوضأت، وإذا قافلة مارة فسألت أحدهم عن النهر، فقال: هذا جيحون..
ثم قال لي الغلام: قم، فقمت معه، ومشيت معه عشرين خطوة… فوصلنا عند غيبوبة الشمس إلى نخل كثيرة وجلسنا، ثم قام وقال لي: امش، فمشيت خلفه يسيراً، وإذا نحن بالكعبة.. فسألت الرجل الذي فتح الكعبة عنه فقال: هذا سيّدي محمد الجواد صلى الله عليه واله فقلت: ]الله أعلم حيث يجعل رسالته[.
([1]) إثبات الهداة: ج6 ص155 ط قم.
([2]) سورة النساء: 86.
[1]): روى الحافظ أبو نعيم من علماء أهل السنّة في كتاب (حلية الأولياء) على ما وجدته منقولاً عنه… قال:
حكى أبو يزيد البسطامي، قال: خرجت من بسطام قاصداً لزيارة البيت الحرام، فمررت بالشام إلى أن وصلت إلى دمشق، فلمّا كنت بالغوطة مررت بقرية من قراها، فرأيت في القرية تل تراب وعليه صبي رباعي السنّ يلعب بالتراب، فقلت في نفسي: هذا صبي ما إن سلّمت عليه لما يعرف السلام، وإن تركت السلام أخللت بالواجب، فأجمعت رأيي على أن أسّلم عليه، فسلّمت عليه، فرفع رأسه إليّ وقال: والذي رفع السماء وبسط الأرض، لولا ما أمر الله به من ردّ السلام لما رددت عليك، استصغرت أمري واستحقرتني لصغر سنّي، عليك السلام ورحمة الله وبركاته وتحيّاته ورضوانه.
ثم قال: صدق الله: ]وإذا حييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها[(
[2]) فسكت.
فقلت: ]أو ردّوها[.
فقال ذاك فعل المقصّر مثلك، فعلمت أنّه من الأقطاب المؤيّدين.
فقال: يا أبا يزيد ما أقدمك إلى الشام؟
فقلت: يا سيّدي قصدت بيت الله الحرام..
فنهض وقال: أعلى وضوء أنت.
قلت: لا.
فقال: اتبعني.
فتبعته قدر عشر خطاً فرأيت نهراً أعظم من فرات.. فتوضّأ، وتوضأت، وإذا قافلة مارة فسألت أحدهم عن النهر، فقال: هذا جيحون..
ثم قال لي الغلام: قم، فقمت معه، ومشيت معه عشرين خطوة… فوصلنا عند غيبوبة الشمس إلى نخل كثيرة وجلسنا، ثم قام وقال لي: امش، فمشيت خلفه يسيراً، وإذا نحن بالكعبة.. فسألت الرجل الذي فتح الكعبة عنه فقال: هذا سيّدي محمد الجواد صلى الله عليه واله فقلت: ]الله أعلم حيث يجعل رسالته[.
([1]) إثبات الهداة: ج6 ص155 ط قم.
([2]) سورة النساء: 86.