تويت
الأنا.. بين الأنوية والوعي:
الى أي مفهوم تنتمي هذه الأنا، ربما الى اكثر من منحى دلالي، منها: ما يرتبط بصفة الانانية التي توصل الانسان الى الكثير من الأمور المرفوضة في المجتمعات: كالكذب والحسد، وعدم الاكتراث بمصالح الآخرين، والأناني يفوق اهتمامه بمصالحه الخاصة اكثر من أي اهتمام آخر، ومن الممكن أن يلغي أي انسان تقتضي المصلحة ازاحته.
وهناك الأنا الواعية الفاعلة الساعية الى تقدير النفس ورعايتها، فوجود الأنا أمر طبيعي، لكن المبالغة في هذا الحب يأخذه الى الانانية وحب التملك، فيلغي محبة الآخر ووجوده، ويجعله يتجاوز على الكثير من القيم الأخلاقية، وصولاً الى انتهازية مريضة تعمل على استغلال الناس من أجل تحقيق منفعة شخصية، وبهذا الفعل سيدمر أي علاقة مبنية على التعاون وقيم التراحم الإنساني كأنها مصالح فقط، والنظر الى تلك العلاقة الرحيمة بأنها تعمل لخاطر المصلحة.
بينما نجد أن حب الانسان على الابداع والتميز، ومن دون هذا الاحترام للذات لا يمكن امتلاك القدرة لحب الناس، ويعني أن المشكلة أساساً ليست في حب الأنا، وإنما في فهم هذه الأنا وإبعادها عن الغرور والكبر، لتكون شعوراً يتنامى بالثقة بالنفس، وامتلاكه للشعور بالطمأنينة تجاه المجتمع واحترام عقليته وقدراته.
القضية تكمن في تحقيق الموازنة بين الأنا الفاعلة والأنوية الساعية الى إرضاء النفس، فلابد من توازن وتوافق بين ما تريده للنفس وما تقدمه للناس.