كنت هناك في جبهات القتال، حيث لا يجب أن أكون هناك
أصبحتُ وأمسيت اسمع صوت الرصاص والهاونات
ارى دخانا ونساء ثم بكاء الأطفال..
وكأن الموت ينادي.. وكأن الحلم اصبح سرابا
تلونت السماء بالدخان.. وتطايرت حبات الرمال
واضحت الرؤيا مشوشة تخفي الحقيقة خلفها
انا بنت العراق الابية.. انا من حاصرتني الاحزان
انا الأم أخط اسمي بأفق الخلود
ليرتسم بصورتي وإبائي مجد لا ينتهي
سأبقى هنا في قلوب القراء
بقلم حنان لوثائق الحق
سأرحل من هذ الافق كفراشة الى افقٍ آخرٍ
ارهقني الزمني واوجعتني الايام
لكن الامل باق.. فمع الصبر تنجلي الهموم
فيرحل الدخان وتستقر الرمال
لن أقول وداعاً يا بني الشهيد(1)..
بل سأقول: اهلاً بك في منزلك الجديد..
يا من ازهرت لي اربع زهور: (زهراء، علي، اسراء ومصطفى)..
وآخرهم قد ولد لك يا حبيبي قبل يومين من حضورك، وأنا انتظرك الآن
يا بني قد انتميت الى اشرف رجال.. فسعدا لك يا بُني.. وسعداً لأهلك ومدينتك.. حيث لاحقت الاعداء داعش في كل مكان (الموصل، الرمادي، بيجي، الصينية، الفلوجة، تكريت).
فقد رفعت رأسي يا بني بعدما عرفتُ بأنك قد وقفت مثل امامنا العباس (عليه السلام) ساقي عطاشى كربلاء، تسقي عطاشى العوائل المهجرة بحب وعطاء، فقذفوك اتباع يزيد (داعش) بهاون؛ لكي يمنعوا المظلومين من شرب الماءِ، كما فعل قبلهم سيدهم يزيد مع امامنا الحسين (عليه السلام) فارتسمت باستشهادك لوحة مزهرة بالألوان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عباس جاسب رحيمة البنداوي، استشهد بتاريخ 14/3/2017م.
من مكافحة الارهاب/ فوج البصرة/ رئيس عرفاء.
من سكنة محافظة ميسان/ قضاء الميمونة/ قرية البندة.