إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النَّبيُّ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)المُتَتَبِّعُ لِمَوَاضِعِ الْغَفْلَةِ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النَّبيُّ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)المُتَتَبِّعُ لِمَوَاضِعِ الْغَفْلَةِ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْمُ عَلْيُكّمٌ ورحَمُةّ الله وبُركآتُهْ



    أميرُ المؤمنينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَصِفُ النَّبيَّ الأكرمَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بقولِهِ:
    ( مُتَتَبِّعٌ بِدَوَائِهِ مَوَاضِعَ الْغَفْلَةِ وَمَوَاطِنَ الْحَيْرَةِ نهجُ البلاغَةِ، خطبة رقم 108.
    وَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴾، الأعْرَافِ،الآية 172.
    الغَافلونَ في الآيةِ المُتقدِّمَةِ هُمُ المَرضَى الّذينَ يتتبَّعَهُم الرَّسولُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، وهو الشَفيقُ الرَّحيمُ، يبحثُ عَنْ أصحابِ الغَفلَةِ ويداويِهم بدوائِهِ، علّ اللهُ يهدي بِهِ لِدينِهِ مَنْ يشاءُ، فيستنقذَهُ مِمَّنْ ذرَأهُم اللهُ لِجَهنَمَ، ويجعلُهُ مَعَ الّذينَ آمنوا وازدادوا إيماناً .
    ثُمَّ يبحثُ
    (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)عنْ مواطنِ الحِيرَةِ فيرفعُهَا بعلمِهِ.. فينقلُ النَّاسُ مِنَ الحَيرةِ والشَّكِّ إلَى الإطمئنانِ واليقينِ..
    وفي كلِّ زمانٍ..
    قومٌ ينتسبونَ لِدينِهِ.. ينقلونَ النَّاسَ منَ اليقينِ إلَى الشَّكِّ والحَيرَةِ !
    أولئكَ أعداءُ اللهِ.. قطّاعُ طَريقِ عبادِهِ المؤمنينَ..

    يقتحِمُ هؤلاءِ كلَّ طُرُقِ الضَّلالِ ويتيهئونَ في الحَيرةِ فَيَضِلُّون ويُضِلُّون، وقدْ نَهَى عنْ ذلكَ أميرُ المؤمنينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) بقولِهِ:
    ( وَأَمْسِكْ عَنْ طَرِيقٍ إِذَا خِفْتَ ضَلَالَهُ، فَإِنَّ الْكَفَّ عَنْ حَيْرَةِ الضَّلَالَةِ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْأَهْوَال‏ )، تحَفُ العُقولِ ، ص69.
    بعدَ أنْ يُؤدي النَّبيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) دورَه كطبيبٍ عالمٍ بخفايَا النُّفوسِ وخباياها، وحبائلِ إبليسٍ ومردتَهِ، ويُبيِّن لِلنَّاسِ الطَّريقَ، ويُعطيِهِم المَراهِمَ، ويَكوي مَا يحتاجُ إلَى كَيٍّ.. يصيرُ كلُّ واحدٍ منهم طبيبَ نفسَهُ..
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) لِرَجُلٍ: ( إِنَّكَ قَدْ جُعِلْتَ طَبِيبَ نَفْسِكَ، وَبُيِّنَ لَكَ الدَّاءُ، وَعُرِّفْتَ آيَةَ الصِّحَّةِ، وَدُلِلْتَ عَلَى الدَّوَاءِ، فَانْظُرْ كَيْفَ قِيَامُكَ عَلَى نَفْسِكَ )، الكافي، ج2، ص454.
    تَعَالوا نَرى الرَّسوَلَ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)المُتَتَبِّعِ لِمَوَاضِعِ الْغَفْلَةِ وَمَوَاطِنِ الْحَيْرَةِ عِنْدَ المُسلِمينَ مِنْ خِلالِ الأحاديثِ الشَّرِيفَةِ :-
    رُوِيَ أَنَّ رَجُلاً اِسْتَوْصَى رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَقَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): «لاَ تَغْضَبْ قَطُّ، فَإِنَّ فِيهِ مُنَازَعَةَ رَبِّكَ». فَقَالَ: زِدْنِي. فَقَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): «إِيَّاكَ وَ مَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ، فَإِنَّ فِيهِ اَلشِّرْكَ اَلْخَفِيَّ»)، فَقَالَ: زِدْنِي. فَقَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): «صَلِّ صَلاَةَ مُوَدِّعٍ، فَإِنَّ فِيهِ اَلْوُصْلَةَ وَ اَلْقُرْبَى». فَقَالَ: زِدْنِي. فَقَالَ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): اِسْتَحْيِ مِنَ اَللَّهِ تَعَالَى اِسْتِحْيَاءَكَ مِنْ صَالِحِي جِيرَانِكَ، فَإِنَّ فِيهِ زِيَادَةَ اَلْيَقِينِ، وَقَدْ أَجْمَعَ اَللَّهُ مَا يَتَوَاصَى بِهِ اَلْمُتَوَاصُونَ مِنَ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ فِي خَصْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَ هِيَ اَلتَّقْوَى، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ
    : ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتٰابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ إِيّٰاكُمْ أَنِ اِتَّقُوا اَللّٰهَ ﴾، سُورَةُ النِّسَاءِ ، الآية 131 . وَ فِيهِ جِمَاعُ كُلِّ عِبَادَةٍ صَالِحَةٍ، وَ بِهِ وَصَلَ مَنْ وَصَلَ إِلَى اَلدَّرَجَاتِ اَلْعُلَى وَ اَلرُّتْبَةِ اَلْقُصْوَى، وَ بِهِ عَاشَ مَنْ عَاشَ بِالْحَيَاةِ اَلطَّيِّبَةِ وَ اَلْأُنْسِ اَلدَّائِمِ، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ إِنَّ اَلْمُتَّقِينَ فِي جَنّٰاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾، سُورَةُ القَمَرِ ، الآية 54)، تفسیر البرهان ، ج 2، ص185.
    فَإِنَّ فِيهِ مُنَازَعَةَ رَبِّكَ.. أيْ أنَّ مَنْ يغضبُ ويعاقبُ، هذا كأنَّهُ ربٌّ مصّغرٌ؛ لأنَّ ربَّ العالمينَ هو الّذي يَغضبُ وهو الّذي يُعاقبُ، لِذا فمَنْ أرادَ أنْ يغضبَ ويعاقبَ، فليحذَرُ مِنْ أنْ يكونَ ربّاً آخرَ!.. فَلَو أنَّ صّدِيقَاً إستَعَارَ مِنْي كتاباً ووَقَعَ مِنْهُ في ماءٍ آسنٍ سهواً وَتَلَفَ ، لا تجب معاقبته، فربُّ العالمينَ لا يؤاخذ على السهو، حتَّى لو أدى هذا السَّهو إلَى القَتلِ!.. مَثلاً: لَو مرَّ إنسانٌ عَلَى قَارِعَةِ الطَّريقِ وَلمْ يُراعي أساليبِ السَّلامةِ فَصَدَمَهُ سائقُ سيارةٍ مَا كانَ قَاصداً ذلكَ وإنَّمَا تَفاجَئَ بهِ فَماتَ؛ هذا قَتلُ خطأٍ وسهوٍ، مَا عليِهِ إلَّا دفعُ الديّة، ليسَ هُناكَ عقوبَةٌ أُخرَى.. أمَّا الّذي يغضبُ علَى مُرتكِبِ السَّهوِ ويضربَهُ ويعّنفَهُ ويلومَهُ، هذا صَارَ ربّاً، بلْ أشدُّ عقوبَةً مِنَ الرَبِّ!..ً هُناكَ روايةٌ شبيهَةٌ يخاطبُ فيها رَبُّ العالمينَ مُوسى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، فَقَدْ وَرَدَع َنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)أنَّهُ قَالَ: ( قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: يَا مُوسَى إِنَّ اَلْفَخْرَ رِدَائِي وَ اَلْكِبْرِيَاءَ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي فِي شَيْءٍ مِنْهُمَا عَذَّبْتُهُ بِنَارِي يَا مُوسَى إِنَّ مِنْ إِعْظَامِ جَلاَلِي إِكْرَامَ اَلْعَبْدِ اَلَّذِي أَنَلْتُهُ حَظّاً مِنَ اَلدُّنْيَا عَبْداً مِنْ عِبَادِي مُؤْمِناً قَصُرَتْ يَدُهُ فِي اَلدُّنْيَا فَإِنْ تُكُبِّرَ عَلَيْهِ فَقَدِ اِسْتُخِفَّ بِجَلاَلِي )، مستدركُ الوسائِلِ ، ج12، ص30.. وعليه، فإنَّهُ يجبُ علَى الإنسانِ عندمَا يغضبُ، أنْ لَا يكونَ غضبُهُ بأكثرِ مِنْ غضبِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ!
    فَقَالَ: زِدْنِي.. إنَّ العبارةَ السَّابقَةَ كافيةٌ، فلو أنَّ أحَدَنَا قالَ للنِّاسِ : أنا إنسانٌ لَا أغضبُ أبداً، فإنَّهُم سيقولونَ: أنتَ علَى ألفِ خيرٍ!.. ولكنَّ هذا الصَّحابيُّ طلبَ الزِّيادَةَ.
    إِيَّاكَ وَ مَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ، فَإِنَّ فِيهِ اَلشِّرْكَ اَلْخَفِيَّ.. أيْ لِماذا تُخطئ، فتضطرَ لطلبِ السَّماحِ منْ الطَّرفِ الآخرِ؛ هذا فيِهِ ذلّة!.. لَا ينبغي لِلمؤمنِ أنْ يكونَ إنساناً كثيرَ الخَطأِ وكثيرَ الإعتذارِ، رُغم أنَّ مَنْ يَعتذِرُ خيرٌ مِمَّنْ يُخطئ ولَا يعتذرُ، ولكنَّ العاقلَ لَا يجعلُ نَفسَهُ في موضعِ الإعتذارِ، هُناكَ عُرُفٌ في بلادِ الغربِ، قبلَ أنْ يتكلمَ كلمةٌ يقولُ: سَامحني!.. هذا التَّعبيرُ لَا ضرورةَ لَهُ، هو لمْ يرتكبْ خطأً حتَّى يَطلبْ مِنْهُ المعذرَةَ.
    فَإِنَّ فِيهِ اَلشِّرْكَ اَلْخَفِيَّ.. إنَّ الإنسانَ لَابُّدَ أنْ يكونِ بينَ يدي ربِّهِ مُتذللاً، وليسَ أمامَ البَشرِ! نعمْ، قدْ يضطرُّ بعضَ الأحيانِ إلَى ذلكَ، ولكنَّ المؤمنَ يحاولُ ألَّا يُقصّر كَي لَا يعتذرَ.
    فَقَالَ: زِدْنِي ..أيضاً هذا لَا يكفي-.
    صَلِّ صَلاَةَ مُوَدِّعٍ.. هُناكَ راويةٌ أُخرَى عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : ( يَا عَبْدَ اَللَّهِ إِذَا صَلَّيْتَ صَلاَةً فَرِيضَةً فَصَلِّهَا لِوَقْتِهَا صَلاَةَ مُوَدِّعٍ يَخَافُ أَنْ لاَ يَعُودَ إِلَيْهَا ثُمَّ اِصْرِفْ بِبَصَرِكَ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِكَ فَلَوْ تَعْلَمُ مَنْ عَنْ يَمِينِكَ وَ شِمَالِكَ لَأَحْسَنْتَ صَلاَتَكَ وَ اِعْلَمْ أَنَّكَ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ يَرَاكَ وَ لاَ تَرَاهُ وسائل الشیعة ،ج5، ص474 ، لَعَلَّ بعضَ التَّفاسيرِ تشيرُ إلَى صلاةِ العِشاءِ، بإعتبارِ أنَّ الإنسانَ عندمَا ينامُ في الَّليلِ قدْ لَا يستيقظُ، ألَا يقولُ تعالَى في كتابِهِ الكريمِ: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾، سُورَةُ الزُّمَرِ ، الآية 42؟!.. فالكثيرُ مِنَ النَّاسِ ماتوا أثناءَ نَومِهِم؛ ولكنَّ توصيةَ النَّبيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)هُنَا توصيَّةٌ عامَّةٌ.
    ومَا يحثُّ الإنسانَ علَى تلكَ الصَّلاةِ، أنْ يجعَلَ في بالِهِ إحتمالينِ:

    الإحتمالُ الأوَّلُ: عِندمَا يُصلِي صلاةَ العَصرِ -مثلاً- قدْ لَا يوفَقُ لِصَلاةِ العِشاءينِ .
    الإحتمالُ الثَّانيُّ: إنْ جاءَهُ الإقبالُ والخُشوعُ في هذهِ الصَّلاةِ، قدْ لَا يأتيهِ في الصَّلاةِ اللَّاحِقَةِ.. لِذا، عَليِهِ أنْ يغتنِمَ الفُرصَةَ، ولَا يقطعُ هذا الإقبالُ باختيارِهِ!.. فإنْ كانَ في المسجدِ في صلاةِ العِشاءِ وجاءتْهُ الرِّقَةُ ، عليهِ أنْ لَا يستعجِلُ في الخُروجِ، بلْ يبقَى دقائقَ إلَى أنْ يزولَ هذا الإقبالُ .
    فَإِنَّ فِيهِ اَلْوُصْلَةَ وَ اَلْقُرْبَى.. أيْ مَنْ يُريدُ أنْ يكونَ مُتصلاً باللهِ عَزَّ وَ جَلَّ ،ومنْ يُريدُ القُربَى مِنْهُ؛ عليهِ أنْ يُصلي صَلاةَ مُودّعٍ .
    فَقَالَ: زِدْنِي ..هذا الإنسانُ يطمَعُ في المَزيدِ-.
    اِسْتَحْيِ مِنَ اَللَّهِ تَعَالَى اِسْتِحْيَاءَكَ مِنْ صَالِحِي جِيرَانِكَ.. بعضُ النَّساءِ إذا كانتْ لَهَا جَارةً مؤمنةً، فإنَّها تَخشَى منَ الفَضيحَةِ، إنْ خرجَتْ بِلَا حِجابٍ شَرعيٍّ، لأنَّ هذهِ الجَارَةُ قدْ تُنقَلُ عنْهَا الأخبارُ، بأنَّهَا إمرأةٌ غيرُ مؤمنَةٍ ومتهتِكَةٍ؛ فَترتدي الحِجابَ الشَّرعيَّ، ولكنْ عندَمَا تبتعدُ عَنْهَا تُخفِّفُ منْ حِجابِهَا وتَتزينُ؛ وهذا يَعني أنْ هذهِ المَرأةُ تخافُ منْ الجَارةِ.. أيضاً هُناكَ منْ يخافُ منْ الجَارِ، فلَا يُدخِلُ إلَى منزلِهِ أُناساً مَعروفينَ بسوءِ السُّمعَةِ، البعضُ مِمَّنْ لَهُم مُخالفاتٍ أخلاقيَّةٍ يترصّدُ آخرَ الَّليلِ كي لَا يراهُ الجيرانُ، فيُدخلَ إلَى المنزلِ أمثالَ هؤلاءِ.. فإذنْ، علَى المؤمنِ أنْ يستحيَ منَ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ -على الأقل- كمَا يستحي منْ جيرانِهِ .
    فَإِنَّ فِيهِ زِيَادَةَ اَلْيَقِينِ ..أي لا تجعلِ الله عز وجل أهون الناظرين!!!
    وَقَدْ أَجْمَعَ اَللَّهُ مَا يَتَوَاصَى بِهِ اَلْمُتَوَاصُونَ مِنَ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ .. وكأنَّ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ يقولُ: الشَّرائعُ السَماويَّةُ كُلُّهَا كلمةٌ واحدةٌ؛ فاللهُ عَزَّ وَ جَلَّ أوصَى المسلمينَ، وأوصَى النَصَارَى، وأوصَى اليهودَ، بكلمةٍ واحدةٍ.. لمْ يَقلْ: منْ أهلِ الكتابِ، بلْ حتَّى قبلَ موسى وعيسى (عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ)أي منذُ آدمَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ).
    فِي خَصْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَ هِيَ اَلتَّقْوَى.. هذا ما أوصى الله تعالى به الأولين والآخرين؛ التقوى.. والتقوى إجمالاً هي: أن يراعي المتقي: غضب الله، ورضا الله، ونظر الله، وسمع اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ .
    - قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتٰابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ إِيّٰاكُمْ أَنِ اِتَّقُوا اَللّٰهَ ﴾، سُورَةُ النِّسَاءِ ، الآية 131).. يستشهدُ النَّبيُّ الأكرمُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) بهذهِ الآيةِ الكريمةِ التَّي طالمَا مررنَا عليها دونَ أنِ نَعيَ مَعناها!.. فالإنسانُ هذهِ الأيامُ أشبهَ مَا يكونُ بموظَفٍ، والكاميرا الخَفيَّةُ مُسلطَةٌ عليهِ، هذا الموظفُ يتقي مديرَ الشَّركةِ؛ لأنَّ أيَ زللٍ أو خطأٍ سيؤدي إلَى عتابِهِ أو عقابِهِ أو فصلِهِ منْ عملِهِ.. فلَو عاشَ الإنسانُ في الدُّنيَا كمَا يعيشُ الموظفُ في المؤسسةِ الّتي فيها رقابةٌ بالكاميرا؛ يكونُ إنساناً مُتقياً
    ههنا الإمتحانُ.. بكيفيّةِ قيامنُا علَى أنفُسِنَا..
    سلامُ الله عليك يا رسولَ اللهِ.. يا طبيبَ النُّفوسِ والأرواحِ..
    أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِين..‏
    اللهم بحقِّ حبيبك محمد (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ).. انْفَعْنِي بِطِبِّكَ فَلَا طَبِيبَ أَرْجَى عِنْدِي مِنْك.‏
    وخُذ بيدنا لما تُحبّ وترضى.. وارحم موتانا.. سيَّما من فقدنا في أيامنا هذه.. وشافِ مرضانا..وطَبِّب نفوسنا وأرواحنا وأبداننا،وأدخلنا في كلِّ خيرٍ أدخلت فيه محمداً وآله.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X