كان التأثير واضحاً عليه، وضعت الرؤيا بصمتها على سريرته، وكأنها براكين من التوق تأججت فيه، واتسعت فوهتها، يقول: إن اللقاء مع الشهادة شيء ممتع، يأخذه الى عوالم الشجر، شجر بكل الألوان وأثمار تتدلى حولي وأنا منذهل، الآن عرفت أن الشهادة في سبيل الله امان ليس فيه كالموت خوف ورهبة، ووصل حد الالفة كأنها تعرفني، انا يا سيدتي حسين فرج صابر، وادعى أبا نور الاسدي، عشت حياتي في كربلاء، فشعرت اني قريب عنك، ويقولون اني اخذت من كربلاء الكثير العقل والحكمة والاقدام، ويرى البعض أني كربلائي اللسان.
نعم سيدتي، لقد خدمني الحظ فقارعت النظام البائد، ولم يوقفني الخوف يوما ولهذا يرى زملائي صلابتي كربلائية، وخدمني الحظ يوما لكوني من رموز الانتفاضة الشعبانية في كربلاء، واعتقلت في عام 1991، وسجنت في معتقل الرضوانية، كنت اراك وكربلاء معي أينما اذهب، وكنت قريبة المنهل، تمنيتك كثيرا كي تنقذيني من ردهات التعذيب المهلكة، لكن، اطلق سراحي عام 1994م.
وعندما سمعت الفتوى المقدسة اسرعت للانتماء الى فصائل الحشد الشعبي المقدس، كنت اشعر انها تعرف عني كل شيء، قالت لي: لقد رأيتك في جميع هذه المواقف البطلة، لكن اكثر شيء أفرحني بطولاتك الرائعة في جسر (حمد الله) وفي مناطق تكريت، لقد كنت شجاعا يا حسين فرج، وترد الكيل بكيلين على الأعداء، كنت اناديك هكذا هو القتال يا حسن هذا هو ظني بك، فسألتها: متى اللقاء يا سيدتي، قالت: لا تتعجل انا قريبة عنك، ولهذا توسلت بها أن تأخذني الى حيث ربى الخلود.