لماذا نريد من البعض التنازل عن بعض ثوابته الدينية ومعتقداته كي نلتقي، وهناك الكثير من الوسائل التي اتاحها لنا الدين الإسلامي؛ كي نغلق الباب بوجه من يريد ان يلعب على قهر الخلافات، وتأجيج العداوة، وأن نبتعد عن الغلو؟
وأهل التشخيص السليم يريدون اعتماد اطار عام للاسلام، يدخل كل مسلم ينطق بالشهادتين، ولقد اكرم الله تعالى الإسلام بأصول يمكن ان تكون أصول التصالح والتعايش بين السنة والشيعة، كالانتساب: ((إن الدين عند الله الإسلام))، وعقيدة الشيعة والسنة: ((قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد))، ويؤمنون بالله الواحد الأوحد الأوحد، المتنزه عن الشبيه والصاحبة والوالد والولد، والقبلة الواحدة، وأصول الدين والعبادات الموحدة: كالصوم والصلاة والزكاة، والحج وبقية الفرائض، وما روتها الشريعة المعروفة عند جميع اهل الطوائف.
ولا يجوز ان يبنى التكفير على الظن، والاختلاف في القضايا الاجتهادية لا يصح أن يكون مجالاً لتفتيت وحدة الأمة، الذي تحتاجه الأمة هو سعة الأفق والتسامح الذي يحتضن جميع المسلمين في اطار الامة الواحدة؛ لأن الدين الإسلامي اوجب التآلف والتراحم ونهى عن التنازع.
إن الحاضر والمستقبل يحملان للأمة تحديات كبيرة، فلا مجال لاجترار أحداث الماضي والعدو يلعب على هذه الخلافات، وليترك بحث الماضي لأهل العلم والتخصص؛ لأنهم قادرون على التشخيص السليم دون اثارة حدة الصراع، ويهيئون الطريق نحو حد ادنى من التعايش السليم.