إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هؤلاء بناتي/ مَثَل.. ورباط "الي مينوش العنب يكول حامض " بقلم: منتهى محسن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هؤلاء بناتي/ مَثَل.. ورباط "الي مينوش العنب يكول حامض " بقلم: منتهى محسن


    كل مثل من هذه الأمثال الشعبية يرتبط بدلالات لها عقدة تسمى الرباط، وتتخلل الموضوع كحكايات تُسرد لتوضيح الدلالة، وكانت هذه الأمثال يعتنى بها ويتعامل المجتمع معها في كل موقف وحديث.
    ولذا سنسلط الضوء في كل مقالة حول احد الأمثال، ليكون مادة دسمة نستخرج منها المصاديق والدلالات، ومثلنا الانف يحاكي جماعة من الناس لا يستطيعون اللحاق بالناجحين او الاسوياء، فيرموهم بأتعس الخصال، كالصفة التي نعت بها العنب الطيب المذاق، الشهي الطعم، الحلو المنظر، بانه حامض وغير مستساغ .
    أما المصاديق فهي كثيرة ومتعددة حد التخمة والتشظي، ومنها هذا المصداق الاول:
    طالب في المرحلة الدراسية المنتهية، ضيّع وقته وساعات نهاره وليله في متابعة الموبايل، حتى صار شغله الشاغل، لا يكل ولا يمل منه، منفقا سويعاته مرتحلا في المواقع وتقنيات التواصل المنفلتة دون ضابط او حرام، وبين لعب ولهو تنقضي مدة الدراسة المحدودة، وعند الامتحان يذهب مترنحا غير واثق من النجاح او حتى الحفاظ على ماء الوجه .
    في حين يستمر بعض زملائه بهذه التجربة بكل إرادة وتحدٍّ وإصرار، محققين أحسن المعدلات ومفرحين قلوب الاباء بنتائجهم الباهرات، ثم تتبلور خطواتهم البناءة حصيلة تعبهم وترتيب أولوياتهم، وإدارة اوقاتهم بكل اتقان، وصولاً لخطوات الانخراط في الجامعات وفق رغباتهم في معدلاتهم الرائعات، الطب او الهندسة او العلوم او التربية او ما شاكل من العلوم النافعات.
    بينما الطالب الفاشل الذي لم يقوَ على إدارة نفسه او وقته، سقط في الهلاك، ومن حنقه وغيظه وحسده وكردة فعل سلبية، صار يتبجح على زملائه الأذكياء المتفوقين ويرميهم بكلام ليس فيه ذرة من الصحة او الصواب :
    (وشنو يعني الجامعة هل يومين؟، وين اكو فرص عمل..!، تخلص اربع سنوات ويكعدون بالبيت، على شنو هالكين ارواحهم واهاليهم بالخصوصي، وتالي كل شي ماكو؟ يركضون والعشا خباز..!.
    لو رايحين متصدقين بفلوس المدرسين للفقرا هواي احسن، ناس بطرانه..؟!)
    وهكذا عاب على العنب الناضج حموضته وسوء طعمه، بينما تحلت قمرية البيت بعناقيد العنب اللذيذ الذي حصده الآباء وتذوقوه بكل رغبة وشوق، اثر إعلان نتائج أولادهم الباهرة .
    مصداق آخر :
    امرأة فشلت في تربية بناتها، ولم تستطع إلزامهن بالأحكام الشرعية نتيجة تهاونها عند بداية النشء بتطبيق الأحكام الدينية، جهلاً او خوفاً عليهن من حرارة الجو وحجج شبيهة مماثلة، وتساهلن في أمر الامتثال بالحجاب او الصيام في شهر رمضان بعدما وصلن سن التكليف، وكان من تداعيات هذا الأمر انحراف البنات عن جادة الطريق، وارتداء ما يحلو لهن من ملابس دون حرج وبمرأى الأبوين، المحزن في الامر أن الاباء ألجموا السنتهم، وصاروا لا حول لهم ولا قوة قبال عناد البنات وتمردهم على الأحكام.!..
    ولما يلتقون بعائلة ملتزمة في إحدى المناسبات او في الشارع العام ويشاهدون بأم اعينهم، كيف تحيا العائلة المسلمة المرجوة في زمن الانفلات الأخلاقي بضوابط ودون انتهاك للأحكام الاسلامية، يرموهم بالتخلف والجهل وقلة التمدن، لكن تلك العائلة الملتزمة بالحجاب الاسلامي والمتخلية عن مواد التجميل بكافة اصنافها، واقتفاء البنات بخطى الام الواعية الرشيدة التي جاهدت لإنتاج جيل مشرف يثلج قلب نبينا الاكرم (ص) وحفيده الموعود (عج)، هي الامل والبشرى التي نطمح ان تكثر وتتضاعف وتزداد، أما الأم البائسة صاحبة العائلة المتهالكة التي لم تستطع ضبطها فتسرف في القول: (هاي بيا عصر هذوله منين جايين... من اهل الكهف، جبب وعبايات ومحنكات..!! شكو يمعودين، هذوله رجعونا بزمن وأد البنات، لألف سنة لي ورا.. ..!
    الدنيا موت حر.. شنو السالفة، لا وجمالة حتى بتهم الصغيرة ام العشر سنين ملبسيها عبايه وخانكيها خنك خطية؟
    عودين هن ضمنن الجنة بهذا اللبس!! هو الدين باللبس وهل المضايقة؟ الدين الصحيح الي مياذي احد ويسوي زين، مو بهاي الهدوم والمظاهر الخداعة، ناس معقدة...؟)
    وبهذا عابوا على العنب مذاقه الطيب، وقد ظهر للعيان كامل النضوج لافت للأنظار، وحاولوا مداراة فشلهم حينما تخاذلوا عن اداء دورهم الرسالي في انشاء عائلة ممتثلة للأحكام في زمن التحديات، وراحوا يرمون العوائل العفيفة بالانتقاد غير المبرر وغير الواعي، ولكن دون جدوى... ولات حين مناص.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X