حوار على مقربة من الذكرى
علي حسين الخباز
قلت أسأله، ما إن اعتدل في جلسته، وردّ تحايا الناس اليه، والسؤال عن صحته، نظر إليّ مبتسماً، وكأنه قرأ ما في دواخلي، وقال: ما لديك اليوم، أراك تضمر شيئاً؟ قلت: هو سؤال شغل القلب والفكر: ما هي نظرية تقديم المفضول على الفاضل..؟ فقال بعدما ارتشف شايه: لما انتصر العباسيون أصبح الاعتزال يمثل النخبة التي تدعم السلطان العباسي، فنظروا لشرعيته بكل الوسائل، مثلاً ابتكروا فكرة جواز تقديم المفضول على الفاضل، وهذه النظرية هي على الضد من معتقد أهل البيت (عليهم السلام) الذي يرى وجوب تقديم الفاضل بموجب نظرية النص، وولدت بؤر ومراكز: كالخوارج والمرجئة والاعتزال والقدرية، والزندقة والغلاة، وأصحاب القياس في الكوفة أو غيرها.
ونظرية الفضول على الفاضل ترى بأن وجود ظالم حاكم وغير عادل على رأس الأمة لا يبرر الثورة ضده، والاتجاه العلوي أصبح رمزاً للثورة والفكر، ومعقلاً لقلق سلاطين الحكم الاموي، قلت: عفوا أستاذ مرهون.
دعنا ننتفع بحضورك: كيف كان الامام الصادق ينظر الى مفهوم الثورة؟ أجاب: كان العباسيون يعتقدون أن التحركات وفعاليات الثورية تخضع الى توجيه مركزي، وهي من ايحاءات الامام (عليه السلام)؛ لكونه الوريث الشرعي للخلافة.
وفكر الشيعة يرى أن اجتثاث الظلم لا يتم إلا بالحل الثوري، وتبنى هذا الاتجاه الشهيد زيد بن علي (عليهما السلام)، والامام يرى أن الأمة افتقدت الهدف الكفيل بتوحيدها كل تبنى فكرة يتعبد بها ويتخندق حولها ويقاتل من اجلها.
الامام (عليه السلام) كان ينظر الى أن الظلم لا يحتمله الحاكم وحده، وانما تشاركه الامة في ذلك، للمشكلة علتان حاكم منحرف وامة تخلت عن مسؤوليتها. قال أحد الحاضرين: أستاذ مرهون وكأنك تتحدث عن واقعنا السياسي. قلت: يعني أن المشكلة قبل أن تكون مشكلة سلطة.
قال أحد الحاضرين: لكن مهمة الامام المعصوم هي الثورة على السلطات الظالمة، قال أستاذ مرهون: هذا فهم ناتج عن عدم استيعاب لدور الامام، أن مسؤولية الامام هي الهداية لا الثورة، السؤال هو: هل أن الأرضية الاجتماعية والثقافية مهيأة لمثل هذه الثورة أم ان الامة لا تعرف من اهداف الثورة شيئاً.
ابتعدت الثورة عن التعبئة الجماهيرية؛ كونها تمثل بعداً سياسياً، رفض سلطان، وإقامة سلطان آخر، الهدف في بال الأمة تغيير نظام إزالة حكم، والامام الصادق (عليه السلام) تبنى نهضة علمية وثورة اجتماعية والسياسية بوعي، والنهضة أحدثت انعطافة تاريخية في حياة الأمة، قام بالفتوحات العلمية في كل الحقول قد أذهلت الجميع وأصبحت موضع افتخار ودعوتي للاعتزاز اعادت ثقة الأمة بإسلامها.
قال أحد أطراف أهل الحوار: يعني أن المذهب الجعفري ظهر بكامل محتواه؟ أجابه الأستاذ مرهون: لم يحصر الامام فكره في الاطار المذهبي هدفه كان ابعد، انطلق كمسؤول من قبل الله لحماية الرسالة ووحدة الأمة، وطرد كل ما هو غريب عن فكر وسلوك ليس له صلة بالإسلام، ومع هذا اطلقوا على الشيعة اسم الجعفرية.
إذن، هدفه وحدة الأمة، ان يبقى الإسلام محوراً جامعاً لفصائل الأمة. سأل احد الجالسين:ـ وكيف عالج الانحراف السياسي؟ ولماذا تركه الى المرحلة الثانية؟ أجاب أستاذ مرهون: المهم ان يبقى الإسلام هو المرجع، لتبقى عناصره في ضمير الأمة، ويقطع الطريق امام دعاة الالحاد الزنادقة والغلاة، ولمحة الحاضر تحت سقف واحد، ولا يتم تحقيق هذه الأولويات الا بإعادة ثقة الأمة برسالتها، وابعادها عن تعاطي الفكر الدخيل، الذي استهدف البنى الثقافية التحتية.
قلت: هل يعرف الأستاذ مرهون اني حاورته من اجل كسب الثواب في ذكرى ولادة الامام الصادق (عليه السلام)؟ قال: أنا سأحدثكم عن ولادة مولاي (عليه سلام الله).
علي حسين الخباز
قلت أسأله، ما إن اعتدل في جلسته، وردّ تحايا الناس اليه، والسؤال عن صحته، نظر إليّ مبتسماً، وكأنه قرأ ما في دواخلي، وقال: ما لديك اليوم، أراك تضمر شيئاً؟ قلت: هو سؤال شغل القلب والفكر: ما هي نظرية تقديم المفضول على الفاضل..؟ فقال بعدما ارتشف شايه: لما انتصر العباسيون أصبح الاعتزال يمثل النخبة التي تدعم السلطان العباسي، فنظروا لشرعيته بكل الوسائل، مثلاً ابتكروا فكرة جواز تقديم المفضول على الفاضل، وهذه النظرية هي على الضد من معتقد أهل البيت (عليهم السلام) الذي يرى وجوب تقديم الفاضل بموجب نظرية النص، وولدت بؤر ومراكز: كالخوارج والمرجئة والاعتزال والقدرية، والزندقة والغلاة، وأصحاب القياس في الكوفة أو غيرها.
ونظرية الفضول على الفاضل ترى بأن وجود ظالم حاكم وغير عادل على رأس الأمة لا يبرر الثورة ضده، والاتجاه العلوي أصبح رمزاً للثورة والفكر، ومعقلاً لقلق سلاطين الحكم الاموي، قلت: عفوا أستاذ مرهون.
دعنا ننتفع بحضورك: كيف كان الامام الصادق ينظر الى مفهوم الثورة؟ أجاب: كان العباسيون يعتقدون أن التحركات وفعاليات الثورية تخضع الى توجيه مركزي، وهي من ايحاءات الامام (عليه السلام)؛ لكونه الوريث الشرعي للخلافة.
وفكر الشيعة يرى أن اجتثاث الظلم لا يتم إلا بالحل الثوري، وتبنى هذا الاتجاه الشهيد زيد بن علي (عليهما السلام)، والامام يرى أن الأمة افتقدت الهدف الكفيل بتوحيدها كل تبنى فكرة يتعبد بها ويتخندق حولها ويقاتل من اجلها.
الامام (عليه السلام) كان ينظر الى أن الظلم لا يحتمله الحاكم وحده، وانما تشاركه الامة في ذلك، للمشكلة علتان حاكم منحرف وامة تخلت عن مسؤوليتها. قال أحد الحاضرين: أستاذ مرهون وكأنك تتحدث عن واقعنا السياسي. قلت: يعني أن المشكلة قبل أن تكون مشكلة سلطة.
قال أحد الحاضرين: لكن مهمة الامام المعصوم هي الثورة على السلطات الظالمة، قال أستاذ مرهون: هذا فهم ناتج عن عدم استيعاب لدور الامام، أن مسؤولية الامام هي الهداية لا الثورة، السؤال هو: هل أن الأرضية الاجتماعية والثقافية مهيأة لمثل هذه الثورة أم ان الامة لا تعرف من اهداف الثورة شيئاً.
ابتعدت الثورة عن التعبئة الجماهيرية؛ كونها تمثل بعداً سياسياً، رفض سلطان، وإقامة سلطان آخر، الهدف في بال الأمة تغيير نظام إزالة حكم، والامام الصادق (عليه السلام) تبنى نهضة علمية وثورة اجتماعية والسياسية بوعي، والنهضة أحدثت انعطافة تاريخية في حياة الأمة، قام بالفتوحات العلمية في كل الحقول قد أذهلت الجميع وأصبحت موضع افتخار ودعوتي للاعتزاز اعادت ثقة الأمة بإسلامها.
قال أحد أطراف أهل الحوار: يعني أن المذهب الجعفري ظهر بكامل محتواه؟ أجابه الأستاذ مرهون: لم يحصر الامام فكره في الاطار المذهبي هدفه كان ابعد، انطلق كمسؤول من قبل الله لحماية الرسالة ووحدة الأمة، وطرد كل ما هو غريب عن فكر وسلوك ليس له صلة بالإسلام، ومع هذا اطلقوا على الشيعة اسم الجعفرية.
إذن، هدفه وحدة الأمة، ان يبقى الإسلام محوراً جامعاً لفصائل الأمة. سأل احد الجالسين:ـ وكيف عالج الانحراف السياسي؟ ولماذا تركه الى المرحلة الثانية؟ أجاب أستاذ مرهون: المهم ان يبقى الإسلام هو المرجع، لتبقى عناصره في ضمير الأمة، ويقطع الطريق امام دعاة الالحاد الزنادقة والغلاة، ولمحة الحاضر تحت سقف واحد، ولا يتم تحقيق هذه الأولويات الا بإعادة ثقة الأمة برسالتها، وابعادها عن تعاطي الفكر الدخيل، الذي استهدف البنى الثقافية التحتية.
قلت: هل يعرف الأستاذ مرهون اني حاورته من اجل كسب الثواب في ذكرى ولادة الامام الصادق (عليه السلام)؟ قال: أنا سأحدثكم عن ولادة مولاي (عليه سلام الله).