إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هؤلاء بناتي/حسن الظن بالله أمونة جبار الحلفي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هؤلاء بناتي/حسن الظن بالله أمونة جبار الحلفي


    إن الإنسان المتفائل والمحسن للظن بالله تعالى تجده بعد الوقوع في الخطأ يعيش الأمل في العفو والصفح، فيوقظه هذا الأمل من الغفلة، حيث إن العبارة الواردة في دعاء كميل التي تقول: «ما هكذا الظن بك ولا المعروف من فضلك» ناظرة إلى الدنيا أيضاً، ولا تختص فقط بالآخرة. إن حسن الظن بالله تعالى هو بمعنى أن يعتقد الإنسان أنه سيتعامل مع (الكريم) و(الستار) و(الغفار)، وحينئذ لكيلا يحارب الكريم، وحتى إذا ارتكب خطأ، فإنه يستعين برداء كرمه ليستر نفسه، فيصير حسن ظنه هذا سبباً لنجاته. فإذا حرص الإنسان في الدنيا على عدم هتك حرمة الدين، لكنه ارتكب بعض الذنوب مع اعترافه بحرمتها، وقال: «ربنا غلبت علينا شقوتنا ) وأرادوا يوم القيامة أن يلقوه في جهنم، فقال: «ما هكذا الظن بك»، فإن الجواب سيكون: وماذا كان ظنك؟ فيقول: كنت أظن أنني سأواجه الستار والكريم والغفار والحنان والمنان، لا القهار، وحينئذ سيصدر الأمر بأن: اعفوا عنه.
    لكن إذا لم يتمكن الإنسان من اكتساب هذه العقيدة في الدنيا، فإن ذلك الكلام لن يصدر منه في الآخرة أبداً؛ إذ ينبغي عليه أن يكون معتقداً به في الدنيا، ويكون هذا الاعتقاد ممتزجاً بسيرته وسلوكه، حتى يتسنى له التفوه بمثل ذلك الكلام في الآخرة؛ لأنه لا يحق لأي أحد الحديث في ذلك اليوم من دون إذن، والكلام آنذاك الحق والصدق لا غير. . وعليه إذا خاطب أحد ربه قائلاً: «ما هكذا الظن بك ولا المعروف من فضلك»، سيعلم من ذلك أنه قضى زماناً طويلاً في الدنيا على هذا النهج القويم، حتى أذن له بتقديم مثل هذا الطلب، ويبقى أن ذلك لا يعني غفران الله تعالى للجميع، بل( يغفر لمن يشاء) فهو يغفر لمن يرى أن هناك مصلحة في الغفران له؛ إذ باعتباره حكيماً مطلقاً، فإن إرادته تابعة لحكمته، فهو مصان من تبعات الإرادة والمشيئة العبثيتين.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X