تويت
سلام الى قراء صدى الروضتين..
سلام الله عليكم..
أنا مسجد قِباء، أوّل مسجدٍ تمّ بناؤه في الإسلام، عندما هاجر النّبي (ص) من مكّة إلى المدينة على مشارف المدينة من النَّاحية الجنوبيّة الغربيّة، وأبعد عن مركز المسجد النَّبويّ حوالي أربعة كيلومتراتٍ، ولي مكانةٌ عظيمةٌ في التَّاريخ الإسلاميّ، حيث إنَّ بنائي كان أوّل عملٍ قام به الرَّسول الكريم فور وصوله المدينة (يثرب سابقاً).
وشارك في عملية البِناء بنفسه، فكان شاهداً على ميلاد الحضارة الإسلاميّة ودولتها العظيمة. يحرص الحُجاج والمعتمرون على زيارتي والصَّلاة في عند زيارتهم للمدينة المنوّرة، وذلك اقتداء بسُنّة النَّبي (ص) الذي كان يأتيني كلَّ سبتٍ ماشياً وراكباً، والصَّلاة في أجرها يعادل أجر العُمرة، قال (ص): "من تطهر في بيته ثُمّ أتى مسجد قِباء فصلَّى فيه صلاةً كان له كأجر عُمرةٍ".
حين وصل النَّبي (ص) إلى منطقةٍ قريبةٍ من يثرب وهو في طريق هجرته من مكّة إلى المدينة تُسمَّى قِباء في يوم الاثنين الثَّامن من شهر ربيع الأول من السَّنة الرَّابعة عشرة للنُّبوة. نزل النَّبي (ص) بقريةٍ لبني عمرو بن عوف هي قِباء، وسميت قباء على اسم بئرٍ في تلك المنطقة، عمل فيها على تأسيسي وتسميتي بمسجدٍ قِباء تيمناً باسم المكان، وصلَّى الرَّسول (ص) أوّل صلاةٍ فيه.
وقد شارك الرَّسول الكريم أصحابه في البناء والحفر ونقل الحِجارة وهذا دليلٌ على تواضع الرَّسول وأنَّه قائدٌ عظيمٌ، فالقائد من يشارك ويعاون ويساعد من معهم ولا يكتفي بإصدار الأوامر والتَّعليمات.
لأهميتي التَّاريخيّة والدِّينيّة، فقد توالت علي عمليات التَّرميم والتَّوسعة في مختلف العصور الإسلاميّة، كانت فيه بئر تُنسب لأبي أيوب الأنصاري وفي ما يعرف بـ(مبرك الناقة)، وهو محل نزول ناقة رسول الله بعد رحلة الهجرة.