قراءة انطباعية في خطبة الجمعة ) 417
يعد النص الوعظي في خطب الجمعة محور توصيلي يعتمد على انتقاء المؤثر من منهجية أئمة أهل البيت عليهم السلام بتناصاته القرآنية والرسالية المحمدية وفي خطبة 4آب / 2006 م لسماحة السيد احمد الصافي / دام عزه / في الصحن الحسيني الشريف ، المعروف إن التناص الفاعل يعتمد على التداخل والتفاعل من خلال توسيع الفكرة وشرحها وتبسيطها للتلقي الشمولي وتعميق المضمون الدلالي ، وانتقاء التناص لمعالجة فكرة سماحة السيد استحضر جمل من مناجاة الإمام السجاد عليه السلام ( ان الإنسان يذنب والله يستر ، والله لا يفضح ) الجمل المتناهية جمل انتقائية ، تستمد جذور التعالق مع حياة الناس العامة والفكرية وصياغة الموقف الفكري والوجداني المثير وتحول الخطاب من لفظته المباشرة الى لغة موقف فيها ايحاء ودلالة ومضمون لايعتمد على اللغة الخطابية المباشرة وحتى بعيدا عن قولبة الاساليب التقريرية المعروفة في اغلب خطب الجمعة ، تمنح خطب الجمعة في الصحن الحسيني التنبيه على بعض المناحي المهمة في الحياة اليومية لتكون وسيطا فكريا بين التعبير السجادي المبارك وبين المتلقي ، يقول الامام السجاد عليه السلام ( ومن ابعد غورا في الباطل واشد اقداما على السوء مني ) ويبدأ في فعل الإضاءة واكتشاف اغوار الجملة ليؤثر في متلقيه نراه ينبهه بمفردة ( لاحظ ) ومثل هذا التقديم والشرح وتفسير الجملة هو تعبير عن موقف ، ومجموعة المواقف تكوّن لنا سمات المنهج والهوية الفكرية الانتماء لمنهجية اهل البيت عليهم السلام ، والتركيز مع الايجاز ، معظم التناصات المعتمدة في الخطاب قصيرة لها قيمتها بمعنى اقرب ان الخطبة تخلق تحاورا ذهنيا بين فكر الامام وعقل المتلقي وهذا الحوار وجداني مؤثر دون اطناب او اسراف ، بمعنى لدينا في النص الوعظي ، مرتكزين الاول هو مرتكز التناص جملة المعصوم عليه السلام والمرتكز الثاني هو اسلوبية العرض ، طريقة توصيل الفكرة ، والاستشهاد بأمثال من حيثيات الواقع أخذ مال الحرام يؤدي اما الى القبول او الرفض ، القبول يعني قبول دعوة الشيطان والرفض اختيار دعوة الله سبحانه تعالى ، ليأتي التناص الذي هو مرتكز استشهاد وهذه المرتكزات هي التي حولت خطب الجمعة من الجرس العالي الذي يصل اجيانا الى النشاز عند معظم خطباء الجمعة من الجرس العالي الذي يصل احيانا الى النشاز عند معظم خطباء الجمعة الى هدوء في تناول جوهر المعنى ، يقول الامام زين العابدين عليه السلام ( حين اقف بين دعوتك ودعوة الشيطان فاتبع دعوته علي غير عمي مني في معرفة به ) هذا التناص مورده الصحيفة السجادية ، وغاية الاستشهاد هو السعي لاستيعاب دقائق الفكرة وعمقها الوجداني ثم شرحه وتفسيره وتهيئة عوالم الإرسال بما يمتلك الخطيب من وسائل ، شرح الجملة هي توسيع مدارك اليقظة وهو موقف يريد به الخطيب ان يضيف لمساحة التوصيل مؤثر اقرب لمفهوم التلقي العام عندما يكون الأمر عبارة عن مدرك بصير لأتباع الشيطان وليس عبر غفلة ، يعني اتباع الشيطان بدراية والعلم موجود بان دعوة الله الى الجنة ودعوة الشيطان الى النار ، يعبّر سماحة السيد بان هذه الصورة هي تصوير بديع وبليغ ، يضعنا الإمام أمام حالة الاقدام وجرأة ليس في الامر حيرة ، بل بصيرة مدركة بالذهاب الى دعوة الشيطان وترك دعوة الله الجنة ، ويحول النص السجادي المبارك الى أسئلة يقربها للمتلقي ، الاسئلة مستمدة من الخطاب المبارك، لماذا لااستصلح نفسي؟/ اين أنا عن ما نهاني الله تعالى عنه ؟ والى ومضات تمتلك الطابع الشعوري الجملي ، ( الله يرزق ويعص ، الله يرزق والشيطان يطاع / لتصل النتيجة بين الاستفهام والومضات الى استخلاص حاجة من حاجتنا الى التواضع ، نجد إن تلك الخطب هي تجارب مضمونة شكلت اكثر من مسعى فهي مثلت المرجعية المباركة وكانت صوت المرجعية الشريفة والعمل بمنهجية اهل البيت ، لذلك نجد ان معظم الحكم المرتكز وعليها التناص هي اقوال أهل البيت عليهم السلام ،وشخص السيد الصافي دام عزه ( وأعجب من ذلك انا تك عني ) وجود التناص في التشخيص يعني الحضور أدب الائمة عليهم السلام ، وهذا التناص اجراء يعمل لتداخل افكار الامام السجاد عليه السلام وخلق فضاء نصي ( وكأن لي التطول عليك ) التناص هو انتاج الدلالة انطلاقا من خلفيات ونصوص سابقة فنجد الخطبة نهلت من قضية الامام الكاظم عليه السلام مع ابن اخيه محمد بن اسماعيل ، حين اراد السفر الى بغداد اوصاه ـ اتقي الله في دمي ، وابن الاخ يرفض الغدر عليه ويوعد لنفسه خيرا والامام يعطيه ويزيد هباته ، سألوه جعلت فداك اذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت فلم تعينه على نفسك ، فقال اذا وصلته وقطعني قطع
الله اجله ، وحين خان وباع عمه لهارون
أرسل إليه مائة إلف درهم فرماه الله بالذبحة فما نظر منها الى درهم ولا مسه وهناك علاقة وطيدة بين النص والتناص عاش علاقة النص بالنصوص الاخرى ، ينتقل بنا من دلالة التناص من قضية الكاظم عليه السلام الى المطر الذي انقطع في عهد نبي الله موسى يوم ان عم الجدب بسبب وجود رجل عاص فلما تاب توبة نصوحة ، هطل المطر وساله موسى الهي من هذا ؟ قال الله سبحانه تعالى لم افضحه حين كان مذنبا اتريد ان افضحه بعد ان اصبح تائبا ؟ لنتقرب الى مفهوم التناص باعتباره بحث عن الحكمة ، اقتناص الحكمة من بطن تاريخ فنصل إلى صياغة الجوهر ألقصدي عبر التناصات او الوصول الى حكمة ،ومن هذه التناصات تفعل التجربة ( فالله اشد فرحا بتوبة العبد ) وصياغة التجربة تجعلنا نصل الى صوب الخطيب فلسفة رؤية للحياة ، فهو يرى ان الجلوس مع الذات سيمكننا من رؤية الذنب واصل التوبة ، الشيطان يعمل على بث اليأس في روح الانسان ، على الانسان النظر الى الله تعالى كثيرا ، نظرة المؤمن بانقضاء العسر ، وانزال البركات واغتنام فرص العبادة والولاء الحسيني في الدعاء الى محبي اهل البيت عليهم السلام