يربط الثأر بمعتقداته العارمة، على ظهر جيتار الواقع، يعزف بأصابعه الشرسة على اوتار الارواح البريئة يدميها بحده الضغينة الشخصية، جرائم متسلسلة في مجتمعاتنا ترتدي ثياب مكللة بالخطايا، بنية آخذ الحق لأصحابه، وتغلغل الجائحة وتنتشر بين زقاق المجتمعات بزي كاذب وردي!!
ارتدى الصغار حقدًا متوارثًا سلب منهم وسام الطفولة؛ يضعون وشم القتل على السنتهم، ويتبخرون برائحة الدماء المترسبة بين الجثث المطروحة..
بدأ أحد المشايخ الكبار حزينًا يحاول شرح قناعاته لأحد الفتية الذينَ يطمحون لأخذ الثأر..
- أنت يا صغير تمتلك سطوة الموضوع وعدوك يركن أمامك ولكنك لازلت نابغ فكيف تطالب بهذا الانهيار؟
- سآخذ بحقي ولو بعد حين..!
- الرغبة وحدها لا تكفي أنك بحاجة إلى قلب غير قلبك وروح غير تلك المزهرة في حب الحياة،
ولا تعدني بأنك ستأخذ بذلك الثأر حتى تجد الطريق المؤدية إلى القسوة..
- وعدت عشيرتي بأني سوف أخذ بثأر أبي وها أنا أتجهز لتلك المهمة بِقَلْب صلب لا يأبه بالحياة..
- دع وعدك في أحد الأركان واعلم بان ثمن تِلك الدماء غالي جِدًّا لا شيء يمر إلا ويأخذ منك بضع أو الكثير، القتلة ماكرون يا بني وفي كل حال فإن من المستحسن أن تدرك جوهر القضية قبل الغوص في أعماقها والتدحرج على مطباتها وأنت لا تملك سترت نجاة..
إن بعض الأجداد يورثون الحقد لأحفادهم لان من عاش في الظلمة لا يريد أن يرى غيره النور..
قالها الشيخ واختفى لكن كلماته لم تصمت ظلت في رأس الفتى معينا من النصح حتى إنه بدأ يرى جمال الدنيا وصحوتها، وقبل أن يختفي ردد كلمات صغيرة ولكنها تركت صدى واسع في لب الصغير غدًا تأتي إلى حامل قلبك منتصرًا على الجهل أو حامل ثأرك منتصر على الحب..
يحاول الكثير التوعية من تِلك الجرائم المتراكمة ولكن بعض القراء تظل متصلة بظلامها دون المحاولة للعودة الى النور، ويتم التصرف بتلك المعتقدات ويذهب الضحايا أناس أبرياء لا صلة لهم بما يحدث، قبل عدة أيام حدث اضطهاد في مدينتي وبدا جسد الثار في الظهور وكانت ضحيته امرأة لا حول لها ولا قوة، نحن بين سطور هذه الفكرة نخسر الكثير دون التفكر أو أخذ الموعضة والعبرة،
كانت ولا زالت العقول تترسب عليها أفكار مختلفة تُزيح الهدف الحقيقي للعيش وتترك قلوب ملتاعة خوفًا وذعر، لا أعلم أي صلة يتصل بها المرء حين يضع أبرياء تحت حصار جرائم لم يرتكبوها،
ويرددون بعبارات غريبة حيث كان شعارهم ولا زال " الدم بالدم " والكثير الكثير من التبريرات المندثرة الى دجى اللعنة التي يُقال لها الثأر
كانت هذه الظاهرة من العهد الجاهلي مستفحلة على العقائد وزحفت بناء الى واقع يضع عبائته على أعين الجميع...
ويروجون أصحاب هذه السطوة لتلك المفاهيم بانها مُطالبة بالرفعة والكرامة و يزينوها بسمات مغلوطة او تبريرات لا اساس لها إلا تدمير ما تبقى من البنية والجسد الوطني الذي هزته الحرب وانتشلته كفريسة ضعيفة...