هؤلاء بناتي /وسائل ترويج الحكمة ) ( شفاء الحساني)

[علي حسين الخباز]

أيام كان التاجر العراقي لا يفكر في الربح دون المساهمة في بناء الفكر الإنساني وترسيخ مبادئ الحكمة عبر وسائل الترويج ، لم يكن نشرها من وسائل ترويج البضاعة وإنما كانت البضاعة تعمل لترويج االمعنى إنسانيا ، فكرة نشر الحكمة ، لترسيخ مفهوم الوعي منطلقين من قضية كسب الثواب، لأن التاجر ، كان يفكر ان عمل الخير هو خير وسيلة لبعث البركة ، هذا ملخص فكرة التسويق عند التجار لنشر الموعظة وترسيخها في ذهنية أطفالنا ، والمعنى أن فكرة الترويج لم تكن تعتمد على الدعائية والإعلان والخدعة لجذب المشتري من الجميل ان تفتح غلاف الحلوى ( الجكليت ) لتجد ورقة صعيرة كتبت عليها موعظة ، او جملة تحث على النظافة والدرس والعمل والأمانة والصدق ، وكان الصغار يحبون ان يقرأواالمدون أنفسهم ويجتهدون لمعرفة معناه وان تطلب الامر يستعينون بأهاليهم ، بناء ذهنية الطفل على الحراك الفكري، تصير عملاية عملية الترويج استعمال الفكر التربوي لدعم المنتج ، وتسويق المنتج لدعم الفكر ، اغلب المصانع تفكر كيف تربح وكيف تنفع الناس عبر أكثر من وسيلة ، ماذا لو أعادت مصانعنا اليوم نفس الوسيلة التربوية ، وتعتبر تكاليبف نشر الفكر الملتزم هي تكاليف الاعلانات التي تصرف الملايين لترويج المنتوج ،، الآن صار كل شيء يعد لكسب المزيد من الإرباح ، ووسيلة نشر التوعية لا يعرفها عقل تجار اليوم ، ينقلون لنا أهلنا عندما يفتح الطفل الحلوى يتمعن في معنى الحكمة المكتوبة على الغلاف الداخلي كانت عملية جذب الزبون والاهم إنها لا تعني الأطفال فقط بل كان الكبار يتابعون قراءة المدون المستور ويتفاؤلون به ، ، الحكمة مبهجة للنفس صغار وكبار تزرع فيهم روح االجمال ومعظم الأطفال كانوا يحفظون تلك الحكم ، وهذه الوسيلة الإنسانية عبارة عن إعلانات ترويجية نافعة وصادقة ومحفزة لتنوير فكر الأطفال وتعليمهم الحكم