..
لماذا بني نبي الرحمة والانسانية اولى ركيزته في تاسيس المجتمع الاسلامي ؟؟
كيف اهتدى النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم الى جعل القلوب المتنافرة متحابة ومتعاونة في بيئة مختلفة بكل معاني الاختلاف ؟؟
هل كانت فكرة او نظرية الاخاء هادفة ،ملموسة الوقائع ،متباينة الابعاد ؟؟
ليس من السهل ان يجد الانسان من يقترب منه دون يكون الفاعل المشترك بينه وبين انسان اخر ،امور فكرية ونفسية واجتماعية يتقابلان بها ،فالانسان بطبيعته يميل نحو من يراه يكمتل معه ،وبالتجارب والخبرة والافعال يظهر لهما هذا التكامل المتقارب .
فالطبيعة البشرية تسعى الى ان تتكامل بالتشابة والمترداف .
خصوصا في المجتعات القبلية والعنصرية
عندما يكون الفارق بين السيد والعبد ،والغني والفقير ،والمالك والمملوك ،هذه الطبقات أنشأت التفرقة والاظطهاد والظلم والفساد ، تأسست نتيجة اصحاب النفوذ والسلطة والجاه والمال ،وكان لابد من التصدي لهم بعد ان
انزل اللة تعالى رسالاته السماوية من اجل رفع الانسانية للحياة كريمة متساوية في جذورها .
وهنا غرس الاسلام اول جذوره في بناء المجتمع الاسلامي -الانساني برسالة النبي محمد صل الله عليه الاسلام
المدرك والواعي بمايجري في عصره من الاضطهاد والظلم والتفرقة والعنصرية القبلية .
وبعد ان حاول سادة قريش ان ينالوا من رسالته ،بكل وسائلهم الشريرية .. ترك اخاه وابن عمه الذي تربى في حجره الامام علي بن ابي طالب عليه السلام في فراشه مستعينا بالدور الاخاء الذي اتخذ من علي عليه السلام بأمر من وحي العزة والجلال .
وكانت للهجرة من مكة المكرمة الى المدينة المنورة مع هم الذين هاجروا معه وتركوا خلفهم ذويهم واحبائهم وبيوتهم واشغالهم ..فكان لابد من ايجاد بديل ونهج ل تأسيس لبنة لمعرفة النفوس وانفعالاتها .بعد ان سيطر على المهاجرين الحزن والشعور بالغربة وان المكافأة لهم هو تأسيس الدستور واول نظامه الاخاء .
بين المهاجرين والانصار الذي استقبلوا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم بالترحيب والولاء والفداء له . فسارع عليه افضل الصلاة والسلام باستغلال هذه السجية في نفوس الانصار ..فخطب بهم ان يتخذ من المهاجرين والانصار اخا ورفيقا يشاركه في بيته وماله وعمله وعلى كل منهم يعرف الواجبات والحقوق وينظر الى الاخر نظرة الاخاء التي هي اقوى من صلة الدم ..خاصة انه بعد تبين من هم صلة الدم والرحم مشركين وحاولوا قهر وقتل وانتهاك هذه الصلة ..بينما صلة الاخاء فاقت تلك الصلة الدم والقربى بالمشاركة الفعالة في تجسيد اول اساس ينهض به الاسلام في تشريعه الذي امر الله تعالى نبيه ببناءه .
لقد كان الانصار بفتح بيوتهم وسعة صدرورهم الدور الاكبر والتفضيل الذي عليه اكتملت به الرسالة النبوية ل تصل بعده الى الائمة المعصومين عليهم السلام ممن شهد وشارك في ولاءهم ومساندتهم وطاعتهم .
وقد كتب المؤلفين في السيرة النبوية
نماذج وردت بها اسماء من هذه المواخاة مثل :-
مواخاة .. ابوبكر الصديق وخارجة بن زهير
مواخاة ..عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك
مواخاة ..بين عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن الربيع
مواخاة .. بين الزبير بن العوام وسلمة بن سلامة بن وقشش
مواخاة .. طلحة بن أبي عبيدة وكعب بن مالك
مواخاة بين مصعب بن عمير وابو ايوب خالد بن زيد
وقد تمت المواخاة ل تسعين صحابيا .
المصدر ...ل صحيح البخاري ٣.٣١ ..١٨١
لقد نال هذا التشريع تنظيم اجتماعيا مؤثر في الانفعالات النفس بارساء نمط جديد ميزهم عن باقي القبائل العربية
وكان لابد منه في ظروف بيئية مشحونة بالانفعالات النفسية الحادة والعنصرية والشعور بالحزن والانكسار والغربة ..
فبعد ان تم التاخي والتعاون .اطمئن الرسول الاعظم محمد صل الله عليه وآله وسلم في سير النهج الاسلام لنشره وتوسيع رقعته بعد ان زالت المسببات والحواجز فساهم المهاجرين والانصار في خوض المشاركة الفعالة لبناء الدين الإسلامي الصحيح .