ليس بودي الكتابة عن توجسات خائبة عند بعض الشباب، وما تسمى بالإلحاد، لولا لقائي بملحد عتيق يقولون عنه انه كان فارس الساحة، يدير النقاشات ويدافع عن كل فكرة إلحاد تُجهض من قبل أي مثقف يعرف خبايا حواراتهم.
هذا الرجل يدعى حاج علي عبد عون، عرّفني عليه احد كبار السن وحدثني عن اموره، فصرت اعرف كثيرًا عنها، وجدته محني الظهر يتكئ على عصاه سلمت عليه وسألته: كيف ولدت فكرة الالحاد يا عم؟ رفع نظره اليّ وقال: انها تيه فكري وثقافي يعاني منه بعض الشباب يطلقون عليه غلطا بالتفكير الحر، مع وجود تضخيم اعلامي لحالة الالحاد الذي يلبس لبوس العلمانية مهمتهم الاستيلاء على المنابر الرسمية، والتهجم على الدين والنيل من الرموز الدينية، بالمقابل سطحية المعرفة التربوية.
قلت:ـ انت فاجأتني يا عم بهذا التغير الذي لم يعرف الناس عنه شيئا، فمازالوا الى اليوم يصفونك بالملحد العتيق!، قال: استغفر الله من الجهل يا ولدي، المشكلة التي اريدك ان تعرفها انهم يبرزون الاسلام بأخطاء الكنيسة المسيحية للقرون الوسطى التي كانت تشرع للاستبداد، وهي التي كانت سببا في تخلف الناس، وتحميل هذه الأخطاء على عاتق الاسلام من اجل عشعشة الالحاد في العالم العربي.
:ـ ها انت يا عم تتحدث بثقة وايمان بالله.
:ـ يا ولدي، التخلف والجهل يوهم بعض الناس بأن الإلحاد سبب من اسباب الرقي، ولذلك كنا نسمي انفسنا العقلانيين، انتبه لنقطة النقص التي كانت داخل اعماقنا.
سألني احدهم قبل ايام: غيرت فكرك ودينك علينا، فما رأيك لومت واكتشفت أن الآخرة كذب؟ قلت له: ليس أسوأ من شعورك عندما تموت وتكتشف انها حقيقة!