أسلوب التعاشق بين التاريخي والمعاصر، بين الأحداث التي مرت في ماضي الأزمنة والاحداث التي عاصرناها عبر ازمنة قريبة، مثل هذا التآلف يأخذنا الى اطر فنية تحتاج الى موهبة قادرة على صياغة النص المسرحي بأدوات معرفية تقدر من خلالها ان تعاشق بين تلك الاحداث الماضوية والمعاصرة التي كانت وليدة كل الأزمنة المتغطرسة، فمسرحية الوسيلة للكاتب غفار عفراوي هي من مسرحيات مهرجان المسرح الحسيني المقام في العتبة العباسية المقدسة، وشيد نصه المسرحي على شخوص تباينت هوياتهم بين الحضور وحضور الصوت والمادي بالمعنوي الحسي، فهناك رجل زائر من مشاية الأربعين والبقية عبارة عن أصوات كصوت جبرائيل وصوت الامام الحسين (عليه السلام) وصوت زينب (عليها السلام)، هناك احداث من بؤر مختلفة مثل صوت الحجاج بن يوسف الثقفي معه صوت احد أصحاب الامام الحسن، تركيبة الشخصيات تدلنا على ان المسعى كان شموليا، وهناك احداث مترادفة واحداث متباينة، صوت الانفجار كان مفتتح العرض وهو معاصر بطبيعة الحال، ورجل التأريخ وصوت قرآني وصوت الامام علي (عليه السلام): (فزت ورب الكعبة) وتعدد الأصوات بالمفهوم النقدي هو تعدد المواقف الفكرية، واختلاف المفاهيم وتنوع الصيغ والأساليب.
توظيف الوحدة الزمانية والمكانية لذلك يكون التحاور هو المنطق المتفاعل في النص اذا تحرر من سلطة الراوي في المسرحية ليذهب حول قصديات واعية من ازمنة وامكنة متفرقة، صوت لمنادٍ:ـ (لا تبقوا لهم من باقية)، والمعروف انه صوت عمر بن سعد وبين صوت آخر ينادي:ـ (ازرعوا العبوات في الشوارع)، وتآلف بين كل مجزرة معاصرة ومجزرة الطف التاريخية، ويرتكز على قراءة نص خطاب الحجاج بن يوسف الثقفي ليستدل من خلالها بمفهوم الهوية العراقية، ولينفتح على مفردات الزيارة الاربعينية، ليفرض من خلال هذه البنى الى مفهوم الوسيلة ومفهوم العصمة، مسرحية اتصفت بإمكانية احتواء التواريخ من اجل صناعة مضمون قوي.