تويت
*لطالما طرق البؤس أبواباً وأبوابا..
وطبع نَقشه على وجوه كبارٍ وصغار..
في أزمنةٍ غابرة،وأزمنةٍ لم تأتِ بعد..
آلةٌ من آلات القتل الصامت،يتسللُ إلى الاعماق،ينهش ما تبقّى من فتات فقيرٍ هنا او مسكينٍ هناك،يزعزع ما تبقّى من حضارات،ومن بقايا مجتمعٍ نخرته قوانين جائرة،ظالمةٍ،قاهرة،تستلذّ بدمعة مشرّد سالت على وجنتين غيّر لونهما الغبار، ومن عينين ذابلتين بالكاد تُفتح،تصارعُ النّعس المُزمن إثرَ ليلٍ دامس يفكر في كيفية تحصيل لقمة عيشٍ،ثم قضاء يومٍ جرياً وراء رغيف،لينام على موعد آخر مع مطاردةٍ جديدة..
وحلم أمٍ بأن تلتقي ابنتها بعد فراقٍ طويل،تبيع جدائلها الذّهبيّة مقابل شيءٍ زهيد لمنتهزٍ يربي ابنتها الذي حوّلها خادمةً ترعى منزله وينتزع منها طفولتها ونعومة يديها،ويُبدّل لعبتها مكنسةً ودلو ماءٍ يُنهك كاهلها..
هي قوانين الغاب،التي تختلس كلّ أنواع الحقوق،وتخرق القوانين،وتدهس كل كلمات الحب التي من شأنها أن تبني أوطانا تحوي كل ألوان الجمال ،من بسمات الأطفال الى جنى العمّال الطيّب،الى عدلٍ ينثر شذاه على كل قلب.
ومما استوقفتني عبارةُ "الحبُّ حياةٌ إن لم يكُن حتفًا"،فالحياة تبنى على ركيزة الحب الذي لا زلنا نلهثُ خلفها ،وكم منا قد لقي حتفه وهو يطلبها..
فالقصة لا زالت هناك،على أحد رفوف مكتبتي أما حروفها فلا زالت تسكن أروقة القلب،أستشعر أحداثها في كل زمان حيث كلٌّ فيه "جان فالجان"،وكوزينت وفانتين"،لكننا فقدنا "فيكتور هوغو"..