( الاصلاح في سورة النساء )
سورة النساء سورة مدنية عالجت قضايا ذات صلة بالواقع الاجتماعي حديث عن الأسرة وقضاياها وعن الامة وشؤونها فورد في أمر الإصلاح في سورة النساء على عدة محاور ،
(المحور الاول )،
تطهير المجتمع المسلم من رواسب الجاهلية لو نتأمل في قوله تعالى ( يا أيها الذين أمنوا لايحل لكم أن ترثوا النساء ) لنصل منه الى واقع المرأة في الجاهلية تةرث كالبهيمة فانقذها الاسلام كما حرم العضل وصار لها حريتها في اختيار من ترضاه زوجا او ترفضه ،وأوجب العشرة بالمعروف ، يقول الامام الصادق عليه السلام ( رحم الله عبدا أحسن فيما بينه وبين زوجته ، وحث الامام علي عليه السلام المعاشرة بالمعروف وعلى مال أمر الله به حسن المعاشرة
**
(المحور الثاني )
تحقيق علم المواريث
بتقرير المبدأ العام للثورات نتأمل في قوله تعالى ( يوصيكم الله في اولادكم الذكر مثل حظ الانثيين فأن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك ما ترك ) وصفت الشريعة نظام التوريث على أحسن النظم المالية واحلمها واعدلها ، بين القرآن احكام المواريث واحوال كل وارث ، مثلا كان في الشريعة اليهودية قانون لاميراث للبنات أو الزوجة مع وجود الولد الذكر ، والديانة المسيحية لم تتعرض للمواريث وكان العرب في الجاهلية لايورثون الا من اشتد عودة من الرجال وقد حذر القرآن من أكل أموال الناس فلنتأمل في نهي الله سبحانه تعالى ( ولا تقربوا مال اليتيم ) فقد أكد القرآن العظيم ضرورة الاهتمام باليتامى والاحسان اليهم ، ورد عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه رأى آكلي أموال اليتامى ظلما ليلة المعراج وقد جعل الله في افواهم صخر من نار يقذف في اجوافهم ،
&&&
( المحور الثالث )
بناء المجتمع الجديد على أسس المنهج الاسلامي (فلنتأمل قوله تعالى (أعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وأبن السبيل وما ملكت ايمانكم أن الله لايحب من كان محتالا فخورا ،، جمعت الآية من ضروب الحق والخير التي تعتبر الدعامات الاساسية في بناء الفرد والمجتمع بناء سليما يقوم على التكافل والتراحم ، كان الامام علي عليه السلام يحرص على بناء المجتمع السليم وحمايته من الانحراف ، يوصي اولاده الحسن والحسين عليهما السلام ، ( أوصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا زان بغتكما ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما وقولا بالحق وأعملا للأجر وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا ، لو تأملنا الوصية لوجدنا فيها أسس حسب مواصفات المنهج الاسلامي ، ولو تابعنا حياة الائمة عليهم السلام لوجدنا هذا النهج عندهم جميعهم ، ولنتأمل في وصية الامام الصادث عليه السلام ( أوصيهم بنقوى الله العظيم وأن يعود صحيحهم على مريضهم ، وأن يعطف غنيهم على فقيرهم وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم وأن يتلاقوا في بيوتهم ، فأن لقاء بعضهم لبعض حياة لأمرنا
&&&
( المحور الرابع )
التأكيد على التكاليف الشرعية في العبادات قوله تعالى ( يا أيها اللذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، فمن أخص التكاليف الشرعية في العبادات طاعة الله ورسوله وطاعة ائمة اهل البيت عليهم السلام بالاحكام الشرعية ، ليس من طريق الاجتهاد كسائر المجتهدين وانما عن طريق ايداع النبي صلى الله عليه واله وسلم للأحكام عندهم وهم معصومون من الخطأ في بيان الاحكام بلغ انكار الائمة عليهم السلام العمل بالقساس يقول الامام الصادق عليه السلام( السنة أذا قيست محق الدين ) ولهذا نقول دائما ماكان الله ليترك الأمة عليهم السلام بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم دون راع ، يحدد لها تكليفها وعلاقتنا بالتكليف لايخرج عما عن طاعة الله تعالى ولا يخضع لمزاج ومزاد ، قال الصادق عليه السلام ليكون العبد عابد لله من سبع خصال بينها في حديث المعراج ، ورع يحجزه على المحارم وصمت يكلفه عما لايعنيه ، وخوف يزداد كل يوم من بكائه ، وحياء يستحي من الله من الخلاء وامل مالابد منه ويبغض الدنيا لبغضي لها ، ويحب الاخيار لحبي لهم ، قال الامام الرضا عليه السلام ( أصل معرفة الله توحيده )
&&&
(المحور الخامس )
كشف أعداء الاسلام وكيدهم والتحذير منهم وكشف نواياهم الخبيثة ضد الاسلام والمسلمين وتكشف السورة المباركة حبائل الخداع ،الذ أنطوت عليه نفوس المنافقين المندسين في صفوف المسلمين والعجب انهم لايفعلون هذا عن جهل ولا عن ظن وانما هم يعملون يقينا ويعرفون تماما ورغم هذا انساقوا وراء الشيطان