علي حسين الخباز
قَد ينطبقُ هذا القولأذا زادَ الشيء عن حده ينقلبُ إلى ضدهِ) على تدليلِ الطفل بشكلٍ مبالغ فيه، مِن قبلِ بعض الآباء والأمهات ، سواء كانت هذه المُبالغة بالأشياءِ المادية أوالمعنوية، أو بكلاهما معاً،وهذا النوع من التعامل ، غالباً ماَ يكون مع الطفل الوحيد للعائلة اومع الولد الذكر دونَ أخواتهُ البنات،
وتكمنُ الضدية هنا، بالصفات التي يتميزُ فيها الطفل المدلل، عن غيره من الأطفال ومِن هذه الصفات. أولاً: يكون الطفل المدلل معجباً بنفسهِ ، مُتكلاً على غيرهِ
ثانياً:أن الطفلَ المدلل لايشعرُ بالمسؤولية أتجاه أي شيء ، كعدمِ التزامهُ بالهدوءِ عندَ تواجدُ الضيوف داخلَ البيت، رابعاً:أن الطفلَ المدلل لا يحترمُ الآخرينَ، سواء كانوا غرباء أو مِن أفرادِ أسرته ،لأنهُ أعتادَ على ضربِ أخوه أو أختهُ أمامَ أنظارِ أحد الأبوينِ ، إن لَمّ يَكن هذا بتشجيعٍ منّهم ، كماَ يقومُ بهِ البعض ،لغرضِ إضحاك الطفل أثناءَ اللعبِ معهُ، وقدَ يُؤدي هذاالفعل إلى نتائج سيئة، ان لم تكن خطيرة كوقوعِ الأهل بموقف محرج ، عندَ قيام الطفل بضربِ ابن الجيران، اوشخص اخر، كماَ أن الطفلَ المُدلل لا يفرقُ بينَ رغباته وطلباته، يطلبُ أشياءً كثيرة غير ضرورية اوغير معقولة، مثال ذلك أصرارهُ على شراءِ كل شيء، يراهُ بالشارعِ سواء كانَ العابٌ اوغيرها ، وسواء كانَ يناسبُ عمره أم لا،
ومع هذا التصرف وماذكرناه ، مِن صفات سلبية ،لا يُلام الطفل فيهاَ ولا يعنفُ بشدة ، لأنّ السببَ الأساسي وراءَ سُلوكهُ هذا، هو إفراطِ الأبوينِ بالمحبةِ والحنان ، بحيثُ يكون هدفهم الوحيد أرضاء الطفل ، وتنفيذ رغباتهُ مِن دونِ الألتفات إلى أنه سينشأ تَعيس في حياته اليومية ومستقبله، من جهةٍ
ومِن جهةٍ أخرى يَجعلون أنفُسهمّ في أعدادِ شرّ الأبوينِ، كماَ جاءَ على لسانِ الأمامَ الباقر ع_(شرَالآباء من دعاه البرّ إلى الإفراطِ...)_(١) وللتخلصِ من مساوئ الدلال الزائد لابد مِن السيطرة على سلوكِ الطفل ، منذُ بلوغه السنوات الأولى مِن عمره، فكلمة ( لا )في هذه المرحلة ضرورية جداً مع أظهار عدم الرضا قليلاً عند قيامه بفعلٍ ، قبيح كأخبارهِ أنّك تُحبُ لهُ أنّ لا يكتب على الحائطِ، لأن هذا فعلُ الصغار وأنت رجل كبير ،ثمّ أخبارهُ أنّه مسؤول عن تصرفاته وعليه ، أن يتحملَ عواقبَ أفعالهُ كما على الأبوينِ إيجاد موازنة بينَ أمرينِ،في غاية الأهمية ألاوهماَ:الرعاية _والأعتماد على النفس ، لابمعنى الأهمال مِن دونِ مراقبة ، كتركِ الطفل يتناولُ طعامهُ لوحدهِ، _حتّى وإن وقعَ شيء منهُ على الأرضِ ، عليك أن تُعلمهُ بجمعهِ بعدَ الأنتهاء مِن الطعامِ ، وعليك تعليمهُ بأن يقدمُ كلمة شكر أوهدية ، لأخيهِ بدلاً مِن صفعهِ اوالتطاول عليه بكلماتٍ غيرِ مُهذبة ، وفي حالِ كثرة طلباتهُ ورغباتهُ، عليك أهمال بعض الطلبات، حتّى يعلمُ أن الحياة وما فيهاَ ليست مُتاحة بالمجانَّ، وهناك شيء اسمهُ القناعة لا أفراط
ولاتفريط
****
(١)تاريخ اليعقوبي/لليعقوبي:ج٢ص٣٢.
بقلم :إيمان صاحب
قَد ينطبقُ هذا القولأذا زادَ الشيء عن حده ينقلبُ إلى ضدهِ) على تدليلِ الطفل بشكلٍ مبالغ فيه، مِن قبلِ بعض الآباء والأمهات ، سواء كانت هذه المُبالغة بالأشياءِ المادية أوالمعنوية، أو بكلاهما معاً،وهذا النوع من التعامل ، غالباً ماَ يكون مع الطفل الوحيد للعائلة اومع الولد الذكر دونَ أخواتهُ البنات،
وتكمنُ الضدية هنا، بالصفات التي يتميزُ فيها الطفل المدلل، عن غيره من الأطفال ومِن هذه الصفات. أولاً: يكون الطفل المدلل معجباً بنفسهِ ، مُتكلاً على غيرهِ
ثانياً:أن الطفلَ المدلل لايشعرُ بالمسؤولية أتجاه أي شيء ، كعدمِ التزامهُ بالهدوءِ عندَ تواجدُ الضيوف داخلَ البيت، رابعاً:أن الطفلَ المدلل لا يحترمُ الآخرينَ، سواء كانوا غرباء أو مِن أفرادِ أسرته ،لأنهُ أعتادَ على ضربِ أخوه أو أختهُ أمامَ أنظارِ أحد الأبوينِ ، إن لَمّ يَكن هذا بتشجيعٍ منّهم ، كماَ يقومُ بهِ البعض ،لغرضِ إضحاك الطفل أثناءَ اللعبِ معهُ، وقدَ يُؤدي هذاالفعل إلى نتائج سيئة، ان لم تكن خطيرة كوقوعِ الأهل بموقف محرج ، عندَ قيام الطفل بضربِ ابن الجيران، اوشخص اخر، كماَ أن الطفلَ المُدلل لا يفرقُ بينَ رغباته وطلباته، يطلبُ أشياءً كثيرة غير ضرورية اوغير معقولة، مثال ذلك أصرارهُ على شراءِ كل شيء، يراهُ بالشارعِ سواء كانَ العابٌ اوغيرها ، وسواء كانَ يناسبُ عمره أم لا،
ومع هذا التصرف وماذكرناه ، مِن صفات سلبية ،لا يُلام الطفل فيهاَ ولا يعنفُ بشدة ، لأنّ السببَ الأساسي وراءَ سُلوكهُ هذا، هو إفراطِ الأبوينِ بالمحبةِ والحنان ، بحيثُ يكون هدفهم الوحيد أرضاء الطفل ، وتنفيذ رغباتهُ مِن دونِ الألتفات إلى أنه سينشأ تَعيس في حياته اليومية ومستقبله، من جهةٍ
ومِن جهةٍ أخرى يَجعلون أنفُسهمّ في أعدادِ شرّ الأبوينِ، كماَ جاءَ على لسانِ الأمامَ الباقر ع_(شرَالآباء من دعاه البرّ إلى الإفراطِ...)_(١) وللتخلصِ من مساوئ الدلال الزائد لابد مِن السيطرة على سلوكِ الطفل ، منذُ بلوغه السنوات الأولى مِن عمره، فكلمة ( لا )في هذه المرحلة ضرورية جداً مع أظهار عدم الرضا قليلاً عند قيامه بفعلٍ ، قبيح كأخبارهِ أنّك تُحبُ لهُ أنّ لا يكتب على الحائطِ، لأن هذا فعلُ الصغار وأنت رجل كبير ،ثمّ أخبارهُ أنّه مسؤول عن تصرفاته وعليه ، أن يتحملَ عواقبَ أفعالهُ كما على الأبوينِ إيجاد موازنة بينَ أمرينِ،في غاية الأهمية ألاوهماَ:الرعاية _والأعتماد على النفس ، لابمعنى الأهمال مِن دونِ مراقبة ، كتركِ الطفل يتناولُ طعامهُ لوحدهِ، _حتّى وإن وقعَ شيء منهُ على الأرضِ ، عليك أن تُعلمهُ بجمعهِ بعدَ الأنتهاء مِن الطعامِ ، وعليك تعليمهُ بأن يقدمُ كلمة شكر أوهدية ، لأخيهِ بدلاً مِن صفعهِ اوالتطاول عليه بكلماتٍ غيرِ مُهذبة ، وفي حالِ كثرة طلباتهُ ورغباتهُ، عليك أهمال بعض الطلبات، حتّى يعلمُ أن الحياة وما فيهاَ ليست مُتاحة بالمجانَّ، وهناك شيء اسمهُ القناعة لا أفراط
ولاتفريط
****
(١)تاريخ اليعقوبي/لليعقوبي:ج٢ص٣٢.
بقلم :إيمان صاحب