تويت
تمتع أبو نؤاس بثقافة واسعة أهلته من التفنن في علوم شتى ، ولاسيما الشرعية واللغوية فدرس علوم القرآن والحديث وأجاد فيهما ، قال أبن منظور قرأـ أبو نؤاس القرآن على ( يعقوب الحضري ) فلما حذق القرآن رمى إليه يعقوب بخاتمه وقال أذهب فأنت أقرأ أهل البصرة ، وتفنن في علوم القرآن حتى أن كبار العلماء والفقهاء أخذوا عنه ،أمثال محمد بن آويس الشافعي ، أحمد بن حنبل ، عمرو الجاحظ ، هل هذا هو أبو نؤاس الذي نقرأ عنه المجون ؟ يقول الجاحظ ما رأيت أحدا كان أعلم باللغة من أبي نؤاس ولا أوضح منه ، وقال إسماعيل بن نبوخت :ـ ما رأيت أوسع علما من أبي نواس ولا أحفظ منه مع قلة كتبه ،
عالم في القرآن والحديث واللغة نجده يأخذ حكمة الصفة عن الموصوف فيقول في أمرأة اسمها حسن
(أن أسم حسن لوجهها صفة
ولا أرى ذا في غيرها أجمعا
فهي اذا سميت فقد وصلت
فيجمع الأسم معنيين معا
هناك مذهب لحكماء الهند فأنهم يقولون ان الشيء إذا افرط في البرودة انقلب حارا
يقول ابو نواس
قل لزهير اذا حدا وشدا
أقلل أو اكثر فانت مهذار
سخنت من شدة البرد حتى
صرت عندي كإنك النار
لايعجب السامعون من صفتي
كذلك الثلج بارد حار
لأبي نواس الكثير من الاحوال المتضاربة واراء متباينة في تناول شخصية ومعالجة خمرياته ، الصفة المأخوذة عليه العبث والمجون ومن جانب يؤكدون على علميته ومن جانب يعرف بالتقى والتشيع للأئمة عليهم السلام ، عندما بويع الامام الرضا عليه السلام كتبوا عنه الشعراء وأبو نؤآس يهرب من هذه المواقف المهم أنه تغيب عن الشعراء يريد أن يخفي للناس ولاءه لعلي بن أبي طالب عليه السلام عاتبوه على عدم مشاركته في هذه الحلبة العظيمة فقال
( قيل لي أن أوحد الناس طرا
في فنون من الكلام النبيه
لك من جوهر الكلام بديع
يثمر الدرر في يدي مجتنيه
فعلام تركت مدح أبن موسى
والخصال التي تجمعن فيه
قلت لااستطيع مدح امام
كان جبريل خادما لأبيه )
نظر مرة الى الامام الرضا عليه السلام وهو خارج من عند المأمون على بغلة له فدنا منه ابو نؤاس ، سلم عليه وقال يا أبن رسول الله لقد قلت فيك ابياتا فاحببت ان تسمعها مني قال عليه السلام هات فانشد
( مطهرون نقيات ثيابهم
تجري الصلاة عليهم اينما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه
فما له من قديم الدهر مفتخر
فالله لما برأ خلقا فاتقنه
صفاكم واصطفاكم ايا البشر
فانتم الملأ الاعلى وعندكم
علم الكتاب وما جاءت به السور
سبحان الله الذي خلق شخصين في واحد