نظراتٌ ضيقة، كلماتٌ جارحة،
المقصود فيها ذلك الشخص المُعاق، الذي يحمل إعاقة بدنية سواء كانت بالأصل، كالذي يولد فاقد لحاسة من الحواسِ الخمسة، أو بالعارض لحادثٍ أومرضٍ خسر فيه أحد أطرافه ، وعلى كلِ حالٍ مِن الأحوال ، تعجيز المعاق مرة يكون من الأهل بشكلٍ غير مباشر، ومرة من المجتمع بشكل مباشر،
ففي الأولى غالباً مايكون بداعي الأهتمام الزائد بشأنه، والتعاطف معهُ لخوفهم الشديد عليه وحرصهم على سلامته، من الأذى وماشابه، بشكلٍ مبالغ فيه، قد يؤدي في بعض الأحيان إلى اليأسِ والأحباط ،إن لمّ يؤدي إلى عقدة نفسية، ومثال ذلك قولهم إنك لاتستطيع الذهاب معنا للمكان الفلاني ، لأنك ستتعب قبلَ وصولك إليه، ولذا عليك البقاء في المنزل، وقد يتكرر هذا الكلام في كلِ مرة، يُريد الخروج فيها من البيت ،إلى درجة تجعلهُ يكره ويرفض الخروج من البيت ألا للضرورة، وليس بعيداً من هذا كلمات الأسف ، التي ترد عندَ مقارنته بغيره ممن يقاربه بالعمر كقولهم : فلان نجح في المدرسة وأنتَ لا هذا لأنك معاق...لولا الإعاقة لنجحتَ مثله.... ...وفلان فعل كذا شيء وأنت لم تفعله....ثم يأتي المجتمع ليزيد على هذا وأكثر
مثلك لايخرج للشارع... .مؤسِفٌ أن تمشي على عكازتين...ووو إلى ماَ لانهاية ، كماَ أن للمجتمع تعجيزٌ أخر أقسى من القول:
ألاَ: وهو تعجيزُ الُمعاق فعلاً: وخير مثال على هذا، عدم منحهِ فرصة عمل بمكانٍ ماَ، لأنه مُعاق والمعاق بحسب نظرتهمّ الضيقة لايستطيع ممارسة اي عمل كان، كالشخص السليم، وذلك كون المقياس لديهم المظهر لا الجوهر، بغض النظر عن قدراته الذهنية ومهاراته الشخصية، التي تجعل منه مبدعاً بمجالاتٍ متعددة لو فُسحَ لهُ المجال حالهُ حال الأصحاء، ولكنّ قد لايتمكن المعاق من مزاولة العمل إن وجدَ بسبب معوقات ، تحول بينه وبينَ العمل، منها: في مجالِ النقل ، عدم إيجاد سيارات بالطرق العامة، والرئيسة تناسب ذوي الإحتياجات الخاصة ، من شأنها تسهيل عملية تنقلهم من المنزل إلى مكان العمل وبالعكس، وايضاً عدم تجهيز الطرقات والأرصفة والمباني ، والحمامات والحدائق وغيرها من الأماكنِ العامة بوسائل الراحة بشكلٍ يخففُ معاناة ذوي الأحتياجات الخاصة أثناء تواجدهم في تلك الأماكن،
كماَ لاننسى الغاء دور المُعاق، في مجالِ الثقافة والأعلام قلماَ نجد توفير المنتديات الثقافية المناسبة لذوي الأحتياجات الخاصة كالمكتبات العامة والمسارح ، ومثل هذا أهمالهم بالجوانب الثقافية الأخرى ، كالمؤتمرات والمحاضرات والندوات التي تقام في أي مجال من المجالات سواء كانت ثقافية اوعلمية، فضلاً عن التقصير الحاصل في وسائل الأعلام لعدمِ تناولها برامج تهتم بشأن المعاق ومايتعلق بمعاناته، ومع كل ما تقدم ذكره من نقاطٍ تعجيزية، يبقى المعاق بشر لهُ مشاعر وأحاسيس بحاجة إلى مداراة وإهتمام ، بدون إهمال وتجريح، كماَ له الحق بممارسة نشاطاته وهواياته بشكل طبيعي وبحسب مايناسب وضعه ، هو لانحن فكم من معاقٍ له إنجازات ومواهب لم يحققها الأصحاء، وكم من معاق أصبح مضرباً للأمثال بتجاوزه وتغلبه على معوقات الحياة كماَ شاهدنا ونشاهد ، عبر برامج التواصل الأجتماعي مِن موهوبين ونجوم ، وصلوا إلى غاياتهم بجدارة،
لأن الإنسان لا يقاس بالمظهر فقط بل بالجوهر ، كما أن الأبداع ليس له حد معين ولاشخص محدد، ولذا علينا بدل تعجيز الشخص المعاق دعمه مادياً ومعنوياً والوقوف إلى جنبهِ كي يمارس هواياته ونشاطاته بشكل طبيعي ، وحتى كلمة مُعاق التي يتداولها المجتمع بمنطق الإنصاف فيها شيء من الحساسية، فلذا عوضً عنها بذوي الأحتياجات الخاصة، واحتياجاتهم الأساسية هو أن يكونوا كغيرهم بلا فرق لهمّ حقوق وعليهم واجبات على الأسرة والمجتمع تلبيتها، بحسب مايناسب وضعهم ، كما عليهما توفير ما ينمي مواهبهم ونشاطاتهم ، سواء كانت علمية أو رياضية وغير ذلك ، لكي نحضى بجيلٍ واعٍ فعال، منتج بأي مجال كان، من مجالات الحياة ، يثبت فيها لنفسه أولاً أنه قوي لاضعيف، وثانياً: للمجتمع أنه قادر لاعاجز ،