إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تحريم الخمر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحريم الخمر

    العقل ارقى وأشرف نعمة يمن بها الخالق على خلقه ومن خلاله يكون الخطاب الالهي ليكون خليفة الله على الارض وبه يرتقى الانسان ويسمو ويكون افضل من الملائكة الذين هم من ينفذون اوامر الله عزوجل في ملكوت السموات والارض وفي الجنة والنار وهنا نقول ماهو حكم الشرع في كل مايعطل ويغلق دور العقل ومن هذه المواد المعطلة للعقل هو الخمر
    سوف ندرس الايات القرانية التي تتعلق بالخمر حسب نزولها الزمني
    (( قل إنما حرّم ربي الفواحش ماظهر منها وما بطن والأثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزّل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالاتعلمون )) الاعراف 33
    هذه الايات وردت بعد ذكر قصة نبي الله ادم وخروجه من الجنة وجاءت فيها احكام مهمة ولاننسى ورود كلمة إنما في بدايتها والتي هي اداة حصر ونفي عما عداها
    1- تحريم الفواحش الظاهرة والباطنة ( أحد المصاديق الزنى حسب علماء التفسير )
    2- الاثم وقيل هو كل ذنب ويذهب بعض علماء التفسير على أن الاثم هو الخمربعينه ( الامام الرضا للمأمون العباسي) ومن هؤلاء القرطبي ومحمد ابي زهرة والالوسي والزمخشري ومحمد رشيد رضا ومن الشيعة محمد حسين الطباطبائي وعبد الاعلى السبزواري
    3- البغي بغير الحق
    4- الشرك بالله
    5- القول على الله كذبا
    هنا لدينا ملاحظتان وهما 1- لو كان الاثم هو الذنب فقط لكان تكرار لمعنى كلمة فاحشة و يمكن القول ان لم يكن كذلك فإن مصداقه الاعظم هو الخمر وهذا مانراه في الحديث الشريف (( الخمر جماع الاثم ))
    2- جمع الخمر والشرك في اية واحدة ووصف الشرك بالظلم العظيم في اية اخرى (( ان الشرك لظلم عظيم ) لقمان 13
    من هنا نفهم الحديث الشريف وهو (( اول مانهاني ربي بعد عبادة الاوثان عن شرب الخمر وملاحاة الرجال ))
    لاننسى الاية القرآنية المكية ( والذين يجتنبون كبائر الأثم والفواحش واذا ماغضبوا هم يغفرون ) الشورى 37 ومن هنا يعتقد العالم الكياهرّاسي بحرمة الخمر في مكة عند تناوله موضوع الخمر.
    لماذا تفسر الخمر بالاثم ؟؟؟
    كما قلنا ان الحديث الشريف الخمر جماع الاثم والمفسرين يقولون هي من باب تسمية المسبب على السبب أو لأنها سبب الاثم بل هي معظمه ( تفسير السمين الحلبي في الدر المصون في علوم الكتاب المكنون ) بل هناك في زمن الجاهلية من حرّم الخمر على نفسه قيس بن عاصم وعباس بن مرداس وجعفر بن ابي طالب
    بعد كل ماذكرناه فهل يعقل ان نقول ان الخمر لم تحرمه هذه الاية ؟ لمزيد من الاطلاع يراجع الملحق
    (( بأكواب واباريق وكأس من معين لايصدعون عنها ولا يُنزِفون ) الواقعة 18-19
    وهذا وصف لخمر الاخرة ومن مميزاتها ( لايصدعون ) ليس فيها صداع (ينزفون ) ولاتذهب بالعقل أو تستنزفه بالسكر
    وقد يقول قائل ان هذا النزيف المقصود به نزيف المعدة أو نزيف الكبد المؤدي الى تشمع الكبد لمن يشرب خمر الدنيا وهذا كلام منطقي لمسببات خمر الدنيا ولكن هذا ليس من شأني اثباته وليس موضوع بحثي وهناك ابحاث كثيرة كتبت حول الموضوع
    مااريد قوله هنا هو لما كانت خمر الاخرة لاتسبب الصداع وفقدان العقل فهو ذم ونهي لخمر الدنيا وقد يستفاد منه التحريم
    (( إلا عباد الله المخلصين – اولئك لهم رزق معلوم – فواكه وهم مكرمون – في جنات النعيم – على سرر متقابلين – يطاف عليهم بكأس من معين – بيضاء لذة للشاربين – لافيها غول ولا هم عنها ينزَفون ) الصافات 40-47
    من مميزات خمر الاخرة انها لذيذة وليس فيها فساد ولاتسكر
    (( تالله لقد ارسلنا الى امم من قبلك فزيّن لهم الشيطان اعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب اليم – وماأنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يومنون – والله انزل من السماء ماء فأحيا به الارض بعد موتها إن في ذلك لأية لقوم يسمعون – وإن لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين – ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون ) النحل 63-69
    هذه الاية تقول بأن البشر يتخذون من ثمرات النخيل والاعناب سكرا ورزقا حسنا أي هناك تمايز بينهما والاية لاتقرر هي حلال او حرام بل من باب الوصف ولكننا حين نقرأ مما كتبناه من الايات التي قبلها نجد الجواب وهو
    الشيطان يزيّن اعمال الانسان ولاننسى اية الاعراف حيث زيّن لآدم عمله في الجنة واخرجه منها وبعدها الاية تقول ان الله انزل الى النبي (ص) القران ليبين لهم الاحكام الاسلامية وهي هدى ورحمة للمؤمنين وبعدها جاءت المقارنة وهي
    الله انزل الماء من السماء وبه حياة الارض تخضر وتزهر ومنه يأكل الحيوان والانسان يأخذ اللبن الخالص اللذيذ الذي يخرج مابين الفرث ( الاكل في المعدة ) والدم فماذا يعمل الانسان ؟
    يأخذ من ثمرات النخيل والاعناب ويخلطه بالماء وعندما يفسد ينتج منه المسكر فهل هذا العمل من تعليم الله أم من تعليم الشيطان ؟؟؟ وهل المسكر لزيادة العقل ؟؟؟ ولهذا كان الخطاب الرباني في نهاية الاية لقوم يعقلون .
    من هنا كان استنتاجنا ان من ثمرات النخيل والاعناب يتخذ الانسان المسكر وهو المحرم ودليل تحريمه ان الاية تذكر في الجانب الاخر من الاتخاذ هو الرزق الحسن والعاقل يحكم بهذا لأن السكر ضد العقل
    وهذا ايضا مايذكره ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس قال السكر ماحرّم من ثمرتيهما والرزق الحسن ماأحل من ثمرتيهما ونفس المعنى يذكره الطبري عن محمد بن عبيد المحاربي وابن وكيع وسعيد بن الربيع والرازي
    ولو رجعنا الى الحديث الشريف لوجدنا (( حرمت الخمر بعينها والسكر من كل شراب )
    (( يتنازعون فيها كأسا لالغو فيها ولاتأثيم ) ) الطور 23
    وهذا في الجنة فهم ( يتنازعون ) يتعاطون بينهم ( كأسا ) خمرا ( لالغو فيها ولاتأثيم ) لايتحدثون بباطل بسبب شربها ولايفعلون بما يؤثمون به بخلاف خمر الدنيا
    (( وكأسا دهاقا –لايسمعون فيها لغوا ولا كذابا ) النبأ 34-35
    ( دهاقا ) مملوءة مشرعة ( لايسمعون فيها ) في الجنة ( لغوا ) قولا ساقطا ( ولا كذابا ) تكذيبا من بعض لبعض
    هذه اهم السور القرانية التي نزلت في مكة المكرمة ومنها نجد المميزات التالية
    1 – التحريم المباشر كونها أثم أو تسبب الاثم أو لأن شربها أثم كما قال ابن سيده في لسان العرب
    2- يمدح خمر الاخرة ويميزها عن خمر الدنيا التي تسبب امور عديدة منها الصداع والسكر والتحدث بباطل بسبب شربها
    3- صنع الخمر من وحي الشيطان وهي ليست من وحي الله للانسان
    4- استخدام كلمة الاثم في الايات القرانية واكبر مصداق له الخمر الذي يسبب الضرر وهذه لخمر الدنيا وجاء في تفسير القرطبي التالي
    وروى الضحاك عن ابن عباس قال : في الخمر أربع خصال : السكر والصداع والقيء والبول ، وقد ذكر الله تعالى خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال .
    بعد كل هذه الملاحظات حول الايات القرانية هل يمكن القول انها لم تحرّم الخمر في مكة ؟
    الايات المدنية
    (( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ....)) البقرة 219
    تقول الاية القرانية من أن هناك تساؤل من البعض حول الخمر والميسر والجواب هو أن فيهما إثم كبير ولاحظ استخدام كلمة ( إثم ) وهذا ماكان في سورة الاعراف ويمكن تفسير كلمة الاثم هنا بالضرر وكذلك استخدم القران الكريم كلمة ( كبير ) وهي تستخدم للحجم وليس للكثرة وبالتالي يقصد منها أن الضرر كثير جدا قياسا الى النفع المرجو منها
    مسالة حسابية : ماهو حجم الضرر مع حجم الفائدة من الخمر ؟؟؟
    نستعين بحديث شريف وهو ( لعن في الخمر عشرة ...) وشارب الخمر هو احد هؤلاء العشرة ومن خلال الاية القرانية نجد أن الضرر الذي يصيب شارب الخمر أكثر بكثير من الفوائد التي ينالها هؤلاء العشرة أي الفائدة 10 بالمئة والضرر 90 بالمئة فهل يعقل ان يقول انسان انني اشرب الخمر للفائدة العشرة والضرر هو 90 بالمئة ؟؟؟
    بعد هذا الحساب الرياضي فهل يعقل ان يقال ان الاية لاتحرم الخمر ؟؟؟
    لاتنسى اخي القارئ ان هذه الاية اصبحت قاعدة فقهية وهي :
    ((( يحرّم كل عمل اذا كان ضرره أكثر من نفعه )))
    (( ياأيها الذين آمنوا لاتقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ماتقولون ولاجنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وان كنتم مرضى أو على سفر أو جاء احد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فأمسحوا بوجوهكم وايديكم إن الله كان عفوا غفورا)) النساء 43
    يدّعي من يقول بالنزول التدريجي لتحريم الخمر بأن هذه الاية نزلت بالطلب من المسلمين بمنعهم من شرب الخمر ووصولهم حد السكراثناء الصلاة حتى يعلموا مايقولون ويروون عدة روايات متضاربة فيمن نزلت وما قرء من ايات قرانية والجواب هو أن هذا كلام غير منطقي بدليل :
    1- للسكر عدة معاني في اللغة العربية منها سكر النوم وسكر الشباب وسكر السلطان وسكر المال
    أي السكر هو كل مايمنع العقل من التفكير السليم ( لغويا) فمثلا لو كنت جائعا جدا أو متضايق جدا بسبب اضطرارك لقضاء الحاجة ( البول والغائط ) فهل تعتبر صلاتك هي الصلاة التي يريدها الله عزوجل ؟؟؟
    إن الصلاة هي خطاب من العبد الى الله الحي القيوم وإرتقاء روحي مع الخالق فإذا كنت لاتدرك ماتقول فما فائدة الصلاة غير اسقاط وجوب عنك
    2- هناك من يقول إن كلمة (الصلاة ) تعني اماكن الصلاة وهي المساجد ولهذا قالت الاية ( ولاجنبا إلا عابري سبيل )
    3- إن القران الكريم عندما استخدم كلمة السكر لم يستخدمها لشاربي الخمور بل لمن يتصف بصفات شارب الخمر من ذهول وغياب العقل السليم من غير أن يكون شارب للخمر وذلك كما في الايات التالية :
    ( وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) الحج 2 وذلك في يوم القيامة
    ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) الحجر 72 وهنا لدينا ملاحظتان وهما
    الف – القسم بحياة النبي (ص) وليس بالذات الالهية
    باء- انهم من شدة نشوتهم ( ضد النبي لوط بسبب مجيء الضيوف ) اصبحوا كالسكارى
    ( ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ) النحل 67
    وهنا وصف للخمر بأنه محرّم ولاعلاقة له لصفات من يشرب الخمر ولذلك كان مقابل الرزق الحسن
    4- إن جملة ( وانتم سكارى ) وهي جملة حالية أي عند حذفها لايتغير المعنى وهذا لغويا وذلك
    لاتقربوا الصلاة حتى تعلموا ماتقولون
    وقد كان ابن عباس عند تفسيره هذه الاية يقول ان السكر المقصود هو سكر النوم ( راجع رأي ابن عباس في جميع التفاسير القرانية ) ولو كان الحال مفرد لما كان يمكن حذفه لتغير معنى الاية ( قاعدة لغوية )
    5- الاية تتحدث عن مقدمات الصلاة أي ان موضوعها الاساسي هو مقدمات الصلاة وليس الخمر ويمكن الاستدلال بذلك من خلال مقارنتها مع اية الوضوء والتقارب الكبير في مفردات الايتين وهي ( ياايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطّهّروا وان كنتم مرضى أو على سفر أو جاء احد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه مايريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهّركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون ) المائدة 6
    6- هناك تلازم في الاية بين الخمر والميسر الذي هو القمار فهل كان تحريم القمار تدريجيا ؟؟؟
    7- هناك اشكالية مهمة وهي ان اية الوضوء والاية المقصودة في سورة النساء تتحدث عن الطهارة قبل الصلاة والخمر نجسة فهل كان متسامحا فيها اي نجاسة الخمر في الثياب والبدن اثناء الصلاة قبل نزول اية المائدة ولاننسى سورة المدثر وهي من اوائل السور القرانية استخدم كلمة الطهارة ( وثيابك فطهر)المدثر4
    8- الاية لاتتحدث عن التحريم او التحليل لمن يشرب ا لخمر بل تطلب لمن يريد الصلاة ان يكون مدركا لما يقول ولهذا يمكن القول لو شرب الفرد المسلم الخمر وكان مدركا لما يقول فهل صلاته صحيحة ؟؟؟ ولاننسى ان الاية مدنية وهي خاصة بالصلاة فلا معنى بالابتعاد عن السكر في وقت الصلاة فقط بينما اية الاعراف المكية ومن قبلها اية البقرة نجد التحريم فيها عاما إلا ان يكون ان المسلمين كانوا يجتهدون مقابل النص في حياة النبي (ص) ومقابل التحريم الواضح بكلمة الاثم فكيف يكون حالهم بعد النبي (ص) ؟
    9- ان الصلاة هي عبارة عن قسمين الاول اداء والثاني اقامة وهي المطلوبة من الفرد المسلم ولذلك تجد اغلب الايات القرانية تتحدث عن اقامة الصلاة وليس الاداء وبها يرتقى الانسان من المسلم الى المؤمن ومن الاداء الى الخشوع الذي يؤدي الى الفلاح ( قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ) المؤمنون 1-2 وهو المطلوب من الانسان المسلم في خلقه من العبادة وهذا عكس معنى السكر العقلي
    10- إن المطلوب من الصلاة التوجه القلبي الكامل وفي بداية وقتها في خطاب الله عزوجل وجل ولذلك نجد الاية
    ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) الماعون 4-5 وهذه الايات مدنية وليست مكية
    من كل مما سبق نجد ان كلمة سكارى لاتختص فقط لمن يشرب الخمر بل هي لعدة معان وأحد مصاديقها لمن يشرب الخمر المحرم في سورة الاعراف المكية حيث بقي المسلمون يشربون الخمر من عصر البعثة الى وقتنا الحاضر ولم يلتزموا بالتحريم
    (( إن الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا ) الانسان 5
    والكافور هنا طعم بستسيغه العرب في ذلك الزمان وهو طعم محبب وهنا ملاحظة مهمة وهي ان الخمر ذكر بصيغة محببة من دون اضرار عكس الايات المكية التي تذم خمر الدنيا
    (( إنما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) المائدة 90
    لاحظ اخي القارئ ورود كلمة (انما ) وهي اداة حصر ونفي عما عداها وقارنها مع اية ( إنما حرّم ربي الفواحش ) ولكن هنا جاءت كلمة رجس مفرد أي جميع هذه الامور رجس وكذلك ( من عمل ) مفرد اي جميعها من اعمال الشيطان وهذه الامور
    - الخمر : وهو كل مسكر أو كل مايحجب العقل عن التفكير السليم
    - الميسر : القمار ويكون بربح سريع بضربة حظ أو خسارة ولاعلاقة للعقل او المنطق السليم به
    - الانصاب : الاصنام التي نصبت للعبادة وبالتالي من يعبد الاصنام لاعقل سليم له
    - الازلام : القداح التي كانوا يستقسمون بها وهي اعواد مكتوب عليها افعل أو لاتفعل أي بدون استخدام العقل بشكل صحيح
    خلاصة القول : الاية تستنكر الغاء دور العقل وعدم استخدام المنطق السليم في معالجة واقع الحياة نعود الان للتفسير
    هذه الاية مليئة بالتحريم للاسباب التالية
    1-كلمة ( رجس ) وهي النجاسة المادية أو القذارة المعنوية أو الاثنين معا ويستفاد منها نجاسة الخمر ولاحظ كلمة رجس في هذه الاية
    ( قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب ) الاعراف 71
    2- ( من عمل الشيطان ) وهذا دليل تحريم لأن كل عمل للشيطان محرّم علينا فعله بدليل
    ( ياايها الذين امنوا كلوا مما في الارض حلالا طيبا ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين - إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالاتعلمون ) البقرة 168- 169
    3- ( فاجتنبوه ) وهو امر بالابتعاد وليس الكراهة بدليل الاية
    ( فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور ) الحج 30 فهل قول الزور حلال ؟؟؟
    4- ( لعلكم تفلحون ) قد يكون فلاحكم بالابتعاد عن الخمر والميسر وتأتي الاية التي بعدها بالشرح وهي
    ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون ) المائدة 91 ولدينا الملاحظات الاتية
    الف- تأكيد على أن اعمال الشيطان محرمة
    باء- الخمر والميسر من اهم اعمال الشيطان في غواية البشر
    جيم- ذكر جملة ( فهل انتم منتهون ) دليل على عدم التزام بعض المسلمين بالتحريم السابق والنهي عن شرب الخمر ولذلك كان تأكيد على النهي بصيغة استنكارية واستفهامية
    دال- جاءت الاية التي بعدها باستمرار التحذير وتبيان دور النبي (ص) وهي ( واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا إنما على رسولنا البلاغ المبين ) المائدة 92
    أي هنا تحذير لما كان منكم عدم الالتزام بالطاعة لله والرسول في تحريم الخمر فإن دور النبي (ص) هو التبليغ الواضح فقط وليس الجبر في تطبيق احكام الاسلام وهذا شأنه شأن الكثير من الاحكام الاسلامية
    ملاحظة مهمة وهي ان الكلمات المشتركة في ايات تحريم الخمر هي ( اثم – رجس – من عمل الشيطان )
    خلاصة البحث
    نجد ان تحريم الخمر كان مكيا ومن اوائل السور حيث ان سورة الاعراف رقمها 39 من حيث تسلسل نزول السور القرانية ولاننسى حقيقة كما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة وهي انه ( لايشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ) وهذا من شدة تحريمها والاصرار على التحريم او كما مر معنا ( الخمر جماع الاثم ) وبالتالي كان شربها من قبل الحكام أو المسلمين دليل الانحراف عن التشريع الاسلامي في المجتمع مما ادى الى تغييرهم للاحكام الاسلامية وتفسيرهم للقران ولذلك وجدنا ايضا الاحاديث الموضوعة التي تأمر في الطاعة للحاكم مهما خرج عن تطبيق الاحكام الاسلامية نتيجة منطقية جدا في البعد عن الاسلام الصحيح.
    الملحق
    متفرقات في الخمر
    زهرة التفاسير محمد ابي زهرة
    امر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله (قل) لأنه مبين شريعة القرآن، والمبلغ لها، وبين لهم قصر التحريم على الفواحش والإثم والبغي والشرك والكذب على الله.

    و(إنما): للقصر، أي أن التحريم مقصور على هذه المحرمات كلها، وأهل الشرك ما كانوا يتحرجون عنها بل ارتكبوها كلها، وقال سبحانه: (حرم ربي) للإشارة إلى أن المحرم هو رب الوجود ورب الإنسان الذي يعلم الفطرة، وفي ذلك إشارة إلى أن الذي حرم هذا إنما حرمه متسقا مع الفطرة التي فطر الناس عليها، وهو رب كل شيء، والفواحش هي الأمور التي تفحش وتزيد على [ ص: 2823 ] الفطرة، وهي تشمل كل المعاصي، وخصوصا كبائر الذنوب، فتشمل كل الموبقات المفسدة للنفوس والجماعات، وبذلك كل ما يجيء من إثم وبغي يدخل في عمومها، ويكون ذكر الإثم والبغي تخصيصا بعد تعميم، فيكون العطف عليها من عطف الخاص على العام.

    وقد نقول: إذا اجتمعا خصص كل واحد بمعنى، فتخصص الفواحش بالمعاصي الصارخة التي تفسد النفس والمجتمع كالزنى والخمر والربا وغير ذلك، وبعضهم خصصها بالزنى وما يتصل به من قذف للمحصنات وغير ذلك، والفواحش على معناها العام والخاص يحرم ما ظهر منها وما بطن، وما يظهر منها وما يعلن، وجريمته جريمتان: جريمة الفعل وجريمة الإعلان، وما بطن ما استتر كاتخاذ الأخدان، ويشمل ما بطن فسق القلوب، وذلك بالعزم على فعل هو شر في ذاته، ولكن يحول دون تنفيذه أمر فوق إرادته فهذا يكون معصية، ولا يدخل في ضمن حديث النفس الذي تجاوزه الله عن أمة محمد; لأنه حدث ونوى واعتزم التنفيذ ولكن حيل بينه وبينه بغير إرادته وعلى رغمه، وقد تكلمنا في ذلك فيما مضى، والإثم ذنب لا يتجاوز أذاه فاعله، فهو يبطئه عن فعل الخير، وآثامه على نفسه كشرب الخمر، وتناول الآفات التي تضر نفسه، ولا تتعدى إلى غيره، وإن كانت التفرقة بينهما في بعض المجتمعات عسيرة، والبغي هو المعصية التي تتعدى إلى غيره، ووصفه سبحانه بقوله: والبغي بغير الحق ولا يكون البغي إلا بغير الحق، وهو تنبيه إلى ما يتضمنه البغي، فهو يتضمن إثم التعدي وإثم أنه فعل غير الحق، فهو تصريح بما هو قبيح في ذاته.
    القرطبي
    قلت : وأنكره ابن العربي أيضا وقال : ولا حجة في البيت ; لأنه لو قال : شربت الذنب أو شربت الوزر لكان كذلك ، ولم يوجب قوله أن يكون الذنب والوزر اسما من أسماء الخمر ، كذلك الإثم . والذي أوجب التكلم بمثل هذا الجهل باللغة وبطريق الأدلة في المعاني . قلت : وقد ذكرناه عن الحسن . وقال الجوهري في الصحاح : وقد يسمى الخمر إثما ، وأنشد : شربت الإثم . . . البيت وأنشده الهروي في غريبيه ، على أن الخمر الإثم . فلا يبعد أن يكون الإثم يقع على جميع المعاصي وعلى الخمر أيضا لغة ، فلا تناقض . والبغي : التجاوز في الظلم ، وقيل : الفساد .
    المنار محمد رشيد رضا
    3 و 4 : الإثم والبغي - تقدم أن الإثم في اللغة هو القبيح الضار فهو يشمل جميع المعاصي : الكبائر منها كالفواحش والخمر . والصغائر كالنظر واللمس بشهوة لغير الحليلة [ ص: 352 ] وهو اللمم ، ومنه قوله تعالى : ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم ) ( 53 : 32 ) فعطف الفواحش على كبائر الإثم لا على الإثم ، فعطف الفواحش على كبائر الإثم لا على الإثم ، وهو من عطف الخاص على العام ، وكذلك عطف البغي على الإثم هنا من عطف الخاص على العام . ومعناه في أصل اللغة : طلب لما ليس بحق أو بسهل أو ما تجاوز الحد ، وقالوا : بغى الجرح - إذا ترامى إلى الفساد ، أو تجاوز الحد في فساده .
    الالوسي
    ل إنما حرم ربي الفواحش أي ما تزايد قبحه من المعاصي وقيل : ما يتعلق بالفروج ما ظهر منها وما بطن بدل من الفواحش أي جهرها وسرها وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ما ظهر الزنا علانية وما بطن الزنا سرا وقد كانوا يكرهون الأول ويفعلون الثاني فنهوا عن ذلك مطلقا .

    وعن مجاهد ما ظهر التعري في الطواف وما بطن الزنا وقيل : الأول طواف الرجال بالنساء والثاني طواف النساء بالليل عاريات والإثم أي ما يوجب الإثم وأصله الذم فأطلق على ما يوجبه من مطلق الذنب وذكر للتعميم بعد التخصيص بناء على ما تقدم من معنى الفواحش وقيل : إن الإثم هو الخمر كما نقل عن ابن عباس والحسن البصري وذكره أهل اللغة كالأصمعي وغيره وأنشدوا له قول الشاعر .


    نهانا رسول الله أن نقرب الزنا وأن نشرب الإثم الذي يوجب الوزرا
    وقول الآخر .
    شربت الأثم حتى ضل عقلي كذاك الإثم يذهب بالعقول
    وزعم ابن الأنباري أن العرب لا تسم الخمر إثما في جاهلية ولا إسلام وأن الشعر موضوع والمشهور أن ذلك من باب المجاز لأن الخمر سبب الإثم وقال أبو حيان وغيره : إن هذا التفسير غير صحيح هنا لأن السورة مكية ولم تحرم الخمر إلا بالمدينة بعد أحد وأيضا يحتاج حينئذ إلى دعوى أن الحصر إضافي فتدبر
    الكشاف للزمخشري
    الفواحش : ما تفاحش قبحه ، أي : تزايد ، وقيل : هي ما يتعلق بالفروج ، "والإثم" : عام لكل ذنب ، وقيل : شرب الخمر ، "والبغي" : الظلم والكبر ، أفرده بالذكر ; كما قال : وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي [النحل : 90] . ما لم ينزل به سلطانا : فيه تهكم ; لأنه لا يجوز أن ينزل برهانا بأن يشرك به غيره وأن تقولوا على الله : وأن [ ص: 440 ] تتقولوا عليه ، وتفتروا الكذب من التحريم وغيره .
    ​ناصر حيدر
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X