إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة في رواية "قسطرة" للكاتب: ناظم جليل الموسوي علي حسين الخباز

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة في رواية "قسطرة" للكاتب: ناظم جليل الموسوي علي حسين الخباز



    تعدّ الانزياحات النصّية من الأدوات الإجرائية التي تمنح النص السردي قوته وتفرّده على مستوى الصيغ وأساليب التعبير، وفي قراءة لرواية قسطرة للكاتب ناظم جليل الموسوي، وجدنا أن هناك اعتمادًا واضحًا على آليات الانزياح منها: الانزياحات الوصفية أو مرتكزات التشبيه، مما يجعلنا ننظر الى الرواية انها تقدم بلغة شعرية من جمل وتراكيب مثل:
    «أغرق بنهر النوم - الحلم المتمرد حد الجنون - وصمة عار في جبين الحلم». ونجد أن ظاهرة الانزياح قادرة على كشف جماليات التجربة الإبداعية في رواية قسطرة، أي خروج الجملة من نسق المألوف للغة من أجل تحقيق جمالية تؤثر بالمتلقي، وترسّخ له معطيات السرد إن كان خبريًّا أو وصفيًّا:
    «عُد الى الله محمّلًا بالمروءة - سأشرب لبان الحزن والى الابد على قلبي أطلق يأس لعين أخذني الى دنيا المتاهات - حصلت لحظة اشتباك بين عيني والضوء فلا أرى حتى الطريق».
    والانزياح بطبيعته يحدث هزة غير متوقعة لدى المتلقي، فنجد في "قسطرة" أنواع الانزياحات من استعارة «قلب الموت - عاصفة جراح - مقبرة الاحياء» وانزياحات أخرى كثيرة ومعظم هذه الانزياحات المستخدمة في رواية قسطرة هي تركيبية من خلال ربط بين الدوالي بعضها ببعض في العبارة الواحدة أو في التركيب والفقرة ومنها ما يعزز على التشبيه: «كسكران نسي اعترافاته - كأني في معركة ضد النوم - كطائر يصطاد السمك - كذبابة تنتظر على شباك نائم».
    ويعني أيضًا وقوع الكلمة فيما يخالف المعمول: «يغيب ضمير النوم سينصهر في عيني ملح البكاء وسأحتاج أكثر من عين - معاول تحفر برأسي».
    الانزياح التركيبي يأخذ منحيين: الأول يعني المفردات اللغوية في تشكيلها الفردي داخل الجملة في الخروج عن المألوف، والثاني البناء العلائقي ونقصد به ما يحدث من خرق «فوهة بركان يستنزف عقلي - كسرت جمودي - قدماي أكثر كفاءة من رأسي».
    تعدّ فكرة الانزياح خرقًا لشفرة اللغة، هذه صرنا نعرفها، لكن هذه المعرفة تأخذنا لمعنى آخر هو بناء نمط شعوري اخر بنمط جديد يعني تجاوزنا لحظة اللغة الى ان اصبح الانزياح مرتكزًا أساسيًّا نحدث في الخطاب الشعري المعاصر استحداث لغة شعرية جديدة تتمرد على القوالب الجامدة رغم اننا نجد تصريحات وكأنها تصحّ ان تكون أمثالًا «يا للعجب التماسيح تركت البحيرات، وجاءت تسكن اليابسة، وفي هذا المكان بالذات» أو نجد «أن يصرعك الألم ويأخذك لآخر المتاهات يكون الأمل في الحياة لا طعم له - لا تضغط على المنبه أن في الشارع شاعرا - أصعب الحالات ان تعصي جاهلًا والأمرّ منها أن تطيعه».
    لا قياس لنسب الانزياح في حقل النفس المعنوي والانزياح قادر على استيعاب الوعي الاجتماعي والعرف أداة فوق الرسالة التي تتضمنها واعلامها «سقوط المفاجئ هو اللا وعي تحرر من غفوة الفراغ - كل خطواته آيلة للسقوط - في عيني قبور من خوف».
    يشير علماء النفس ان درجة الانزياح هي التي تحدد مستوى التشكيل الفني داخل النص، ويعدّ عدوانًا منظمًا على القاعدة «أنا بحاجة الى دمع الصراع بين رأسي وقلبي» وكان الانزياح ليس على مستوى التركيب الجملي فحسب، وانما حتى في اسلوبية الحكاية نفسها تخللتها بعض الانزياحات السردية، خلقت أجواء شعورية جعلت المتلقي يتطلع لمتابعة الرواية.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X