إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هؤلاء بناتي /إطلالة على ربى الجنة د. ابتسام مشني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هؤلاء بناتي /إطلالة على ربى الجنة د. ابتسام مشني



    في إحدى ليالي رمضان المبارك، بعد أن أكملت طقوس الليلة من المناجاة والدعاء والصلاة المستحبة، أخذ مني التعب، فغفوت على سجادة الصلاة، ورأسي نحو القبلة، ورأيت كأنّ روحي تحررت من قيود الجسد، وأشعر بخفة الحركة وأنا أنتقل من مكان إلى آخر، فالريح تسير بي، وأرى نفسي مُلقاة على تلك السجادة، التفت يمينًا ثم شمالًا، وإذا بي أشعر أني أسير في غابة الأنوار الملونة تخترق حجاب بصري، وأنا أنظر إلى علوّ الأشجار، وهي تنحني لي وتبتسم.
    بقيت أسير وأسمع أصوات الضحك تأتي عبر الريح، وكلمات ترحيب تتناغم مع أصوات خرير الشلالات. أحد الأشخاص أظنّه يعرفني أكثر بهجة وفرحًا من الأشخاص الآخرين. كلمات ينطقها بالتسبيح والتهليل والحمد والثناء، وهو يبشّرني بأنني التحقت بركب.
    رفعت رأسي وأرى طيورًا ترتفع وتنخفض مع كل رمشة من عيني، بدون أن أدري، الماء يلامس قدمَيّ ببرودة وانتعاش.
    فجأة استوقفت أمام باب كبير يحرسه رجلان، أحدهما ابتسم لي والآخر بقي صامتًا ينظر لي دون أن أفهم شيئًا من ملامحه. وبعد فترة فتح لي الباب والرجل الذي يبتسم ويقول: بعد الرقم العاشر تجدين بيتك على اليمين، وقبل أن أتحرك خطوة، نظرت إلى الرجل الآخر، وإذا به يسألني عن أي عمل قمت به يستحق دخولي الى بيتي الجديد؟
    لم أفهم سؤاله سوى أني ابتسمت له وقلت: انتظر وسترى، دخلت وكان كل من أمرّ أمامهم يطرحون عليّ السؤال الذي طرحه الرجل الذي كان واقفًا عند الباب الكبير.
    ماذا أفعل في بيتي الجديد؟ دخلت البيت كأنه مدينة بداخلها مدن، عند كل باب يأمرني أن أدخله وأسكن فيه، وأنا في انبهار وغبطة وسرور، هل انا في الجنة؟ أي عمل قدمته حتى أستحق هذه المدن الكثيرة والكبيرة؟
    الطيور لازالت ترتفع وتحط جناحيها على رأسي عند انخفاضها، اجتمع حولي الجيران وهم فرحون بقدومي اليهم، وبعض منهم عبّر عن شوقه ولهفته لي.
    هل أنا في الجنة وهذا جزاء لي.
    توقفت وأنا أبحث عن شيء غير هذه المدن والأنهار والأشجار والثمار والعسل والطيور وغيرها. ارتديت ثوبًا خيط على مقاسي وعيناي تبحثان عن شيء آخر؟
    آه يا رب، هذه أنعامك لي ثواب لطاعتك، ولكن يا ربي أنا أعبدك لأنك تستحق العبادة، هل هناك شيء فوق الجنة، يا ربّ سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر يا رب. كنت أقول هذا الكلمات، وأنا أطلب من الله تعالى الفردوس؛ لأن العرش فوق هذه جنة الفردوس وفوقها عرش الله (جل وعلا)، تسامى عن مخلوقاته.
    وطرحت على نفسي سؤالًا: هل كنت أعبد الله تعالى من أجل الجنة؟
    هل الناس تعبد الله تعالى من أجل الثواب، والعاصي يكون له العقاب؟
    هل نتقرب الى الله تعالى بالفروض والمستحبات والمعاملات والعبادات ونطبق الشريعة من أجل الثواب، والذي يخالف بعضها يكون له العقاب؟
    أليست رحمته وسعت كل شيء، وهو الرحمن الرحيم على العرش استوى؟ ورحمته شمولية، وعقابه للمذنب، وإن تاب وأصلح، إن الله غفور رحيم.
    أليست رحمته سبقت غضبه؟
    نعبد الله تعالى؛ لأنّ الله ربّ العالمين، ويستحق العبادة والتعظيم والتسبيح والتكبير والتسليم، يكفني فخرًا أنه أنا عبد له، ويكفيني فخرًا أنّه ربّ لي وللعالمين.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X