إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة في خطب الجمعة  علي حسين الحباز

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة في خطب الجمعة  علي حسين الحباز


    تعدّ خطب الجمعة أحد فنون القول النثرية، بما تمتلك من وسائل تأثير وإقناع، وخطب الجمعة من الصحن الحسيني لها اقتدار واضح في التأثير الجماعي، وأخذ دورها في قيادة المجتمع بتوجهات المرجعية الدينية الرشيدة والمرتكزة على نهج أهل البيت (عليهم السلام).
    وفي خطب سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في (26 آيار 2006م) يوضح انتشار الدعاوى الضالة والباطلة، ومنها دعاوى الغلو بالأئمة (عليهم السلام)، وتظهر هذه الدعاوى بين فترة وفترة، فيتصدى لها أهل العقل تخفت وتعود.
    هناك قول عن أرسطو في (فن الخطابة) يقول: للإقناع كيفية المتكلم وتهيئة المتلقي، واستدراجه، وأخيرًا ما يكون بالكلام نفسه. وسماحة الشيخ الكربلائي يقول: إن الأحاديث الشريفة عن المعصومين ترى أن المؤمن يمرّ بمراحل من التمحيص والاختبار والغربلة، يخرج من يخرج، ويبقى من له الايمان.
    ويرى أهل الحكمة بأن الخطابة هي سعي للتأثير في نفوس السامعين، ونجد أنها تمتلك أكثر من تأثير منها آني يتعلق بالمستمع، ومنها دائمي للقراءة عبر الأزمنة المفتوحة.
    ويتفق الجميع بأن الخطبة تعتمد على اقوى الأدلة إلزامًا وأشدّها قطعًا في الاستدلال، الدعاوى التي تحدثت عن الخطبة هي ضالة وباطلة وتحمل انحرافا في المضمون العقائدي، ودعاوي اكبر من حجم أهلها، كدعاوى النيابة عن الامام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه)، ودعاوى القرب والاتصال، وانتهجت في بعض مراحلها الدعوة بارتكاب المحرمات.
    كانت الخطابة قديما تعتمد على السجع لنيل التأثير، اليوم الحقائق والتركيز عليها هي المرتكز للاقتناع، والخطبة عرضت قضية يعرفها الناس ودرستها حسب المصادر التاريخية ودعمتها بحديث الإمام الصادق (عليه السلام): «لابد للناس أن يمحّصوا ويميّزوا ويغربلوا» لتتميز الفئة المؤمنة عن الفئة التي تدّعي الايمان، يقول (عليه السلام): «وسيخرج من الغربال خلق كثير».
    الخطابة تحقق سماتها بالارتكاز كوسيط دلالي يستحضر أقوال الأئمة موائمة مع كل ظرف أو حادث، ويستدلّ بالبراهين السماوية والأحداث التاريخية ليصوغ منها الرأي المقنع، ينقل ما يقوله الامام الباقر (عليه السلام) بشأن التمحيص «يصبح الرجل على شريعة من أمرنا ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا، ويصبح وقد خرج منها».
    ولو درسنا تاريخ الائمة (عليهم السلام) لوجدنا كثيرًا من الذين كانوا على شريعة الأئمة (عليهم السلام)، وإذا هم يصبحون فجأة ضمن الفرق الضالة، وبدأت هذه الفرق الضالة تعمل مع وجود الأئمة (عليهم السلام).
    الدراسات النقدية تفرز قيم النجاح بتقديم المعنى الفكري الذي يحتاج اليه الجمهور، والدعاوى الضالة شكل من أشكال التمحيص، وتارة يأتي من يدّعي الاتصال بالله تعالى عبر خطب مبهمة، ويدّعي أن التفسير لا يعلمه إلا نفر قليل هم الذين لهم الاتصال بالحجة المنتظر.
    بعضهم يدّعي المقام الديني السامي ليضل به الناس، ومن ثم شهدنا دعوى الغلو بالأئمة (عليهم السلام) يفسرون الآيات خطأ؛ ليقسروا وجود مفهوم الأئمة في الآيات حتى يعطوهم منزلة الربوبية، ومثل هذه الدعوى ظهرت في كربلاء ووجدت لها أرضًا خصبة عند كثيرين.
    وقد بيّنَ لنا الإمام (عليه السلام): «وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا، فانهم حجتي عليكم، وأنا حجة عليهم» بعضهم يرفع مقام الأئمة الى مقام الأرباب، يقولون: انهم يخلقون ويرزقون، والامام (عليه السلام) يقول: «إنهم يسألون الله تعالى فيخلق ويسألونه فيرزق»، هذه هي الشفاعة.
    وهناك من يدّعي أنّ النبيَّ والأئمة ليسوا من الحقيقة البشرية، بل هم حقيقة أخرى، والله سبحانه وتعالى يقول في حقيقة النبي (ص): « قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا» [الكهف/110].
    شخّص الامام علي (عليه السلام) قضية الزيغ، فقال: باطل يشوبه شيء من الحق، «انما بدأ وقوع الفتن اهواء تتبع، واحكام تبتدع، تخالف فيها كتاب الله».
    ونتعرف على التاريخ هو أبو الخطاب محمد بن مقلاص الاسدي الكوفي شيخ ادعى أن الامام جعفر الصادق جعله قيّمًا ووصيًّا، وبعد ذلك ادعى انه هو الامام، ومن ثم ادعى النبوة، وحصل على أتباع والامام موجود كان يتألم يلعنه دائمًا، ويدعو أتباع أهل البيت (عليهم السلام) الى اتخاذ الموقف الاجتماعي المطلوب.
    بعضهم اليوم يغالي في مقام أهل البيت، وهذا انحراف عقائدي، وأخذ أتباع البابوية منهجًا في إباحة الخمور والزنا -والعياذ بالله- بدعوى أنه لا بدّ أن يظهر الفساد في الأرض حتى يظهر الإمام.
    وكثير من الدعاوى الباطلة في هذه المدة، لا يُعرف من يقف خلفها حتى تستطيع تلك القوة أن تهيمن وتستولي على هذا البلد، وتستطيع أن تمرر مصالحها وخطبها.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X