تويت
لماذا يُسأل المبدع دائمًا عن بداياته؟ هل البدايات مهمة الى هذا الحد؟ ومخاض التجربة والنهايات المؤلمة، ماذا ستقرأ بعد رحيل المبدع؟ حياته التي ذهبت أم إرثه الباقي بين الناس؟
هو الكاتب المسرحي (نور الدين فارس) يقول:ـ انا ولدت في شهربان ودرست في ثانويات العراق اللغة العربية، البداية كانت مسرحيات عدة لم ينشرها، قدم مسرحية (أشجار الطاعون 1965) أخرجها الفنان الكبير جعفر السعدي.
البدايات كانت تشكيل فرقة اليوم مع جعفر علي، قاسم حول، نجيب عربو، علي فوزي، مكي البدري، علي رفيق، وداد سالم، أحمد المفرجي، أديب القبلة جي، فاروق اوهان.
أدى عملًا مسرحيًّا كانت مسرحية (الغريب 1970).
الحديث عن البدايات غير المعهودة، خبر وفاته في (2015م) تكتب عنه الصحافة وترثيه الأقلام عن هذه البداية، المندلاوي كاتب درامي في أسلوب شاعري طبعت له مسرحية (انتبهوا أيها العبيد) صدرت عام (1960م) تدل المسرحية على بث روح الثورة والتحدي الى ثائر من أجل الخبز والحرية في العالم.
تخرج في معهد الفنون الجميلة عام (1964م) صدرت له (أشجار الطاعون) وقدم مسرحية (فانوس الكلب) في مدينة حصيبة، وقدم اعمالًا كثيرة أهمها (الينبوع) التي عمل فيها مع خليل شوقي، والفنانة الراحلة زينب، والفنان لطيف صالح، وحصل على الدكتوراه في بلغاريا، وسافر الى الجزائر جامعة وهران .
البداية حكمة قالها المبدع نور الدين فارس: «الوطن اقدس عقيدة آمنت بها»، البداية تقول: رحل الكاتب المسرحي نور الدين فارس مغتربًا منسيًّا. كتب عنه المرحوم سامي عبد الحميد:ـ «للأسف لم يحظ هذا الخبر المؤلم بأي اهتمام لا في صحفنا، ولا في الجهات الأدبية الثقافية».
قلت: لأنها البداية التي سيلج منها مبدعنا الشهرباني، صورة مكثفة تتغلغل في النفس عن طريق الرمز والايحاء، وقال الناقد محمد الجزائري يقول:ـ «تكامل فكري... عبور الى الأفضل والاروع».
وقال المؤرخ المسرحي أحمد فياض المفرجي: «انتصار الانسان الجديد، انسان المستقبل، البحث عن الخصب والرفاه والعلم».
البداية، وكل بداية، لها شبه معادل موضوعي، يقول الإعلامي حسين رشيدة انه شبيه شهربان، استقر في هولندا ثم رحل الى بدايته الأخيرة، اخوه الفنان شمس الدين فارس الذي رسم جدارية سينما بابل، أعدم في بداية الحرب لتعاني عائلته الاضطهاد.
يقول الدكتور عقيل مهدي: «البداية مع نور الدين فارس في جامعة بلغاريا في قسم (كاتبدرا) علوم المسرح».
البداية الأثر العميق، يقول الدكتور حسين هارف: «المادة الفنية والنصوص التي قدمها نور الدين فارس مادة مهمة، رائد للمسرح بالمعنى الجوهري». البداية، رحل الفنان والأكاديمي العراقي الكبير نور الدين فارس، والبداية كان يحلم أن يعود لشهربان، والبداية لابد أن تتوج بتمثال شهرباني يخلده، حتى في النهايات بداية.