يعتقد معظم الأشخاص أن درجة حرارة الجسم الطبيعية هي درجة الحرارة الفموية (أي المقاسة عن طريق الفم) وهي 37 درجة مئوية، لكن في الحقيقة هذه القيمة هي درجة حرارة الجسم الطبيعية الوسطية، وتعتبر درجة حرارة جسمك طبيعية إن كانت أقل أو أكثر من 37 بحدود 0.6 درجة مئوية، أي تتراوح درجة حرارة الجسم الطبيعية بين 36.4-37.6 درجة مئوية.
تتغير درجة حرارتك الطبيعية خلال اليوم بمقدار 0.6 درجة مئوية وذلك اعتماداً على ما تفعله (مستوى نشاطك) وعلى الوقت الذي تقاس فيه درجة الحرارة، كما أن درجة حرارة الجسم حساسة جداً للتغيرات الهرمونية.
لذلك من غير المستغرب أن تجد أن درجة حرارة جسمك الطبيعية تتأثر بعدة عوامل كالجهد، والطعام، والنوم، والدورة الشهرية، تكون درجة الحرارة أعلى ما يمكن في تمام الساعة السادسة مساءً، وأقل ما يمكن في تمام الساعة الثالثة فجراً، كما تكون درجة حرارة جسم المرأة بعد الإباضة (النصف الثاني للدورة الشهرية) أعلى بنصف درجة من درجة حرارتها خلال النصف الأول للدورة الشهرية.
تتم المحافظة على درجة حرارة الجسم الطبيعية عن طريق عمليات الهدم والبناء المتوازنة للمواد الغذائية وخاصة الغلوكوز (الذي يعتبر وقود الجسم)، ويتحكم بهذه العملية مركز تنظيم حرارة الجسم الذي يتوضع في الدماغ بمنطقة تدعى تحت المهاد، ويتأثر هذا المركز بعدة عوامل خارجية وداخلية، مما يسبب انخفاضاً أو ارتفاعاً في درجة حرارة الجسم.
يمكن قياس درجة حرارة الجسم بمقياس الحرارة الزئبقي، وهناك عدة طرق لقياس درجة الحرارة: فموية، إبطية وشرجية وغيرها، أكثر طرق قياس الحرارة شيوعاً من ناحية الاستعمال هو القياس الفموي للحرارة حيث يتم وضع ميزان الحرارة تحت لسان المريض ويغلق فمه لمدة 3 دقائق على الأقل، ومن ثم يتم إخراج ميزان الحرارة من الفم وقراءة درجة الحرارة عند الرقم الذي وصل له الزئبق المتمدد بفعل الحرارة.
تستخدم طريقة القياس الفموي والإبطي لقياس درجة الحرارة عند الكبار والأطفال، أما عند الرضع فنلجأ إلى القياس الشرجي للحرارة حيث نُدخل ميزان الحرارة 1-2 سم داخل الشرج وننتظر 3 دقائق قبل سحب الميزان وقراءة درجة الحرارة.
تكون درجة الحرارة المقاسة شرجياً أعلى قليلاً من تلك المقاسة فموياً، بينما تكون درجة الحرارة المقاسة تحت الإبط أخفض قليلاً من تلك المقاسة فموياً. أما الطريقة الأكثر دقة لقياس درجة الحرارة هي عن طريق الشرج.
تُعرَّف الحمى عند الكبار بأنّها تجاوز درجة حرارة الجسم المقاسة فموياً 38 درجة مئوية، أو تجاوز درجة الحرارة المقاسة عبر الشرج 38.3 درجة مئوية، كما تُعرّف الحمى عند الأطفال بأنّها تجاوز درجة الحرارة المقاسة شرجياً 38 درجة مئوية، من الضروري قبل متابعة الحديث عن الحمى توضيح بعض المفاهيم المتداولة بكثرة في موضوع الحمى.
ما هي الحمى الداخلية؟
بما أن الحمى (fever) عبارة عن ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية أكثر من الطبيعي، فيطلق عليها أيضاً اسم الحمى الداخلية (internal fever).
الحمى الداخلية هي إحدى دفاعات الجسم الطبيعية ضد الجراثيم والفيروسات التي لا تستطيع أن تعيش في درجة حرارة عالية، لذلك يجب عدم علاج الحمى إلا إذا ترافقت مع أعراض وعلامات مزعجة.
يجب تفريق الحمى الداخلية عن مصطلح آخر يدعى فرط الحرارة (Hyperthermia) وهو خلل في عملية تنظيم جسمك للحرارة، والذي ينتج عنه ارتفاع درجة حرارة الجسم. ينجم فرط الحرارة عادة عن مصادر خارجية كالتواجد في بيئة حارة، والإصابة بضربة الحرارة (أو ضربة الشمس)، من الأسباب الأخرى لفرط الحرارة التأثيرات الجانبية لأدوية معينة.
يجب عدم الخلط بين الحمى الداخلية والتعرق الليلي (night sweats) والهبات الساخنة (hot flashes) التي تحصل نتيجة التغيرات الهرمونية عند النساء في فترة انقطاع الطمث (سن اليأس)، حيث تتميز الهبات الساخنة بإحساس مفاجئ بالحرارة وقد تترافق مع توهج واحمرار الجلد (وخصوصاً الوجه) ومع التعرق، وهي تختلف عن الحمى.
ما هي الحمى الباردة (القشعريرة)؟ القشعريرة، والتي قد تسمى أيضاً الحمى الباردة (rigor) عبارة عن نوبة من الارتعاش والارتجاف الشديد والتي قد تحدث في حالات الحمى الشديدة، إن الارتجاف يعد منعكساً فيزيولوجياً طبيعياً يحصل عندما يشعر شخص ما بالبرد ويهدف إلى رفع درجة حرارة الجسم.
يُصاحب محاولات الجسم رفع درجة الحرارة الداخلية استجابات انعكاسية أخرى مألوفة كانقباض الأوعية المحيطية وتقلص العضلات الناصبة للأشعار، ويحدث ذلك أيضاً في بعض حالات الحمى الشديدة، هذا الأمر يسبب شحوب الجلد مع إحساس بالبرودة، مع أن درجة حرارة الجسم تكون مرتفعة داخلياً.
تدل القشعريرة (الحمى الباردة) على عدوى جرثومية شديدة عادةً، فهي لا تحصل في جميع حالات الحمى بل بالشديدة منها فحسب، ولذا يجب عدم إهمالها.
ما هي الحمى الصفراء (yellow fever)؟ هي مرض خطير وقاتل، يشبه الانفلونزا، ينتقل عن طريق البعوض، يتميز هذا المرض بالحمى واليرقان. إن اليرقان عبارة عن تلون الجلد والعينين باللون الأصفر، ولذلك تدعى هذه الحمى بالحمى الصفراء، كثيراً ما تنتشر الحمى الصفراء في أفريقيا وجنوب أمريكا، وهي غير قابلة للعلاج في حال أصيب الشخص بها، لكن يمكن الوقاية منها عن طريق اللقاح.
العامل المسبب للحمى الصفراء هو الفيروس المُصفِّر (Flavivirus)، وينتقل هذا الفيروس إلى البعوضة عندما تلدغ إنساناً أو قرداً مصاباً، وعندما تعود البعوضة لتلدغ إنساناً آخر تنقل إليه هذا الفيروس. وبذلك فإنّ الحمى الصفراء تنتقل حصراً عن طريق لدغة البعوضة ولا تنتقل من إنسان لإنسان.
تتطور الحمى الصفراء سريعاً خلال 3-6 أيام من التعرض للدغة البعوضة، وتكون الأعراض الأولية للمرض مشابهة لتلك التي لفيروس الانفلونزا: صداع، آلام عضلية ومفصلية، قشعريرة وحمى، تستمر الأعراض السابقة في الطور الحاد (Acute phase) للمرض كما يحدث في هذا الطور نقص شهية وآلام الظهر.
في نهاية الطور الحاد الذي يستمر 3-4 أيام تبدأ الأعراض بالزوال التدريجي، وقد تختفي بمجملها ويشفى المريض تماماً، إلا أنّ بعض المرضى (15%) يدخلون بمرحلة جديدة للمرض تدعى بالطور السمّي (Toxic phase) حيث تبدأ أعراضاً جديدة بالظهور ألا وهي: نقص كمية البول، وألم بطني، قيء (أحياناً مع دم)، واضطرابات في دقات القلب، واختلاجات، وهذيان، ونزيف من الأنف أو العين أو الفم.
كيف يتم تشخيص الحمى الصفراء؟ لا بد من مراجعة الطبيب في حال حدوث أعراض مشابهة لأعراض الانفلونزا بعد عودة حديثة من بلد عالي الخطورة بالنسبة للحمى الصفراء، يقوم الطبيب عند الاشتباه بإصابتك بالمرض بطلب تحاليل دموية حيث يتم البحث في عينة الدم عن الفيروس أو الأجسام المضادة لفيروس الحمى الصفراء.
كيف يتم علاج الحمى الصفراء؟ في الواقع لا يوجد علاج شافٍ للحمى الصفراء إلى الآن، وتكون المعالجة داعمة عموماً بالإكثار من السوائل، والحفاظ على أكسجة جيدة للمريض وضغط دموي طبيعي إلى جانب تعويض السوائل وريدياً في حال هبوط الضغط، وقد يضطر أحياناً الطبيب إلى نقل الدم أو التحال الدموي (تصفية الدم بدل الكلية) في حال حدوث اضطراب في وظائف الكليتين.
تتم الوقاية من الحمى الصفراء بلقاح الحمى الصفراء، ويتكون اللقاح من الفيروس الحي المضعف (بحيث أنّه إذا دخل الجسم فلا يسبب المرض النموذجي بل قد يسبب أعراضاً خفيفة لكنّه يحرض الجسم على تشكيل مناعة تجاهه) ويعطى اللقاح بجرعة وحيدة لكل الأشخاص (بعمر من 9 أشهر إلى 59 سنة) المسافرين إلى منطقة عالية الخطورة لفيروس الحمى الصفراء أو للأشخاص القاطنين في تلك المناطق.
الأشخاص الذين يعتبرون تحت خطر عالٍ للإصابة بالحمى الصفراء هم الأشخاص غير الملقحين بلقاح الحمى الصفراء، والذين يعيشون في مناطق موبوءة بالبعوض الناقل لفيروس الحمى الصفراء.
ما هي أنواع الحمى؟
الحمى المستمرة (Continuous Fever): تبقى درجة الحرارة مرتفعة خلال اليوم، وتكون التموجات بدرجة الحرارة قليلة للغاية فلا تتجاوز درجة مئوية واحدة صعوداً أو هبوطاً.
الحمى المتفتّرة- المترددة (Remittent Fever): تبقى درجة الحرارة عالية خلال اليوم لكنّ التموجات بدرجة الحرارة قد تصل إلى 2 درجة مئوية صعوداً أو هبوطاً (أي قد تصل إلى 40 بالليل وتنزل إلى 38 بالصباح).
الحمى المتقطعة (Intermittent Fever): ترتفع درجة الحرارة لبضع ساعات خلال اليوم، ومن ثم تعود درجة الحرارة إلى الطبيعي تماماً، ومن ثم تعاود الارتفاع بعد فترة.
الحمى الإنتانية (Septic Fever): تتموج درجات الحرارة كثيراً فقد تختلف أكثر من 5 درجات مئوية بين فترة وأخرى خلال اليوم.
الحمى من نمط بل-إبشتاين (Pel Ebstein Fever): يوجد في هذه الحالة تناوب منتظم بين أيام من الحمى وأيام من درجة حرارة الجسم الطبيعية.
الحمى بشكل درجات السلم (Step – Ladder fever): يكون ارتفاع درجات الحرارة تدريجياً أي تصبح 38 ثم بعد يوم 38.5 ثم تصبح 39 بعد يوم آخر.
هذا ما يحدث لجسمك
يصاب بعض الأشخاص بالذعر عندما يعرفون أنهم مصابون بالحمى، ولكن هل تساءلت ما الذي يحدث لجسمك عندما تصاب بالحمى؟ تحدث الحمى عندما ينتج الجسم المزيد من خلايا الدم البيضاء لمهاجمة المواد الغريبة، مما يؤدي إلى تسخين الجسم للاستعداد لكل العمل الإضافي الذي يتعين عليه القيام به للدفاع ضد العدوى، وفقا لموقع "healthdigest".
تسليح الجسم بالحصانة: على الرغم من أن الحمى تجعلك تشعر في بعض الأحيان بالتعب الشديد، إلا إنها تساعد جهاز المناعة لديك على أداء وظيفته وبمجرد أن تكتشف خلايا الدم البيضاء العدوى، فإنها تعمل بجهد زائد لمحاولة تخليص الجسم من كل الأشياء السيئة وتساعد درجة حرارة الجسم المرتفعة الناتجة عن الحمى خلايا المناعة لديك على تسريع ما تفعله لإعادتك إلى طبيعتك.
توتر الجسم: تجعلك الحمى تشعر بالألم وسوء المزاج والتوتر والجهاز الهضمي يعاني من نوبات من الغثيان أو الإسهال، وعندما يكون الجسم تحت الضغط، كما هو الحال مع الحمى، فإنه يرسل إشارات للجهاز الهضمي لتحفيز الجهاز العصبي السمبتاوي.
القشعريرة والتعرق: عندما تصاب بالحمى لأول مرة، غالبًا ما تشعر رأسك ووجهك وكأنهما يحترقان، ومع ذلك، يشعر بقية جسمك بالبرد والارتعاش، ويعتبر كل هذا جزء من عملية مكافحة العدوى ويحتاج جسمك إلى توليد المزيد من الحرارة للتخلص من مسببات الأمراض التي دخلت الجسم، وتتمثل إحدى طرق القيام بذلك في الارتجاف وهي طريقة طبيعية نحافظ فيها على دفء أنفسنا عندما نشعر بالبرد ويأخذ جسمك الحرارة التي يحتاجها للدفاع عن نفسه ضد الفيروس المتسلل، ما يؤدي إلى خفض درجة حرارة جسمك وبمجرد أن يقرر جسمك أن لديه حرارة كافية للقيام بما يحتاج إليه، تشعر بأنك أقل برودة وربما تسخن بدرجة كافية لدرجة التعرق، ويحدث التعرق عادةً عند حدوث الحمى.
الالتهابات وآلام الجسم: هل تعلم أن الشعور المؤلم الذي تشعر به عند إصابتك بحمى تجعلك لا ترغب في النهوض من السرير ويرجع الفضل في ذلك في الغالب إلى الارتعاش الذي تقوم به عندما تبدأ في الشعور بالبرودة بينما يسخن جسمك داخليًا ويتسبب تنظيم درجة حرارة الجسم في توتر العضلات إذا كنت غير قادر على الحفاظ على دفء نفسك بما يكفي لمنع الارتعاش.
وفي حين أن الحمى تسبب الأوجاع والآلام، فمن الشائع أن الحالة التي تسبب الحمى تسبب تلك الآلام، ويحدث الالتهاب عندما تدخل العدوى إلى الجسم، فهي مجرد آلية دفاعية أخرى تستخدمها أجهزة المناعة لدينا لمحاربة مسببات الأمراض، ولسوء الحظ، غالبًا ما يصاحب الالتهاب الألم، حيث يضغط تراكم السوائل على الأعصاب.
معدل ضربات قلبك يصبح أسرع: عندما تصاب بالحمى، ترتفع درجة حرارة جسمك، ويؤدي هذا الارتفاع إلى تسريع ضربات قلبك، حتى أثناء الراحة، بالإضافة إلى أنه عندما يكون لديك مرض يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة، فإن قلبك يضخ المزيد من الدم.
طرق فعالة للعلاج دون اللجوء إلى الأدوية
إذا كنت من الأشخاص الذين يهرعون لتناول الأدوية بشكل مباشر بعد ارتفاع حرارة الجسم، فذلك يُعتبر من الأخطاء الفادحة، وخصوصاً أن الحمى ليست مرضاً علينا محاربته، بل هي بمثابة دليل على أن الجسم يدافع بنشاط ضد كل الجراثيم أو مسببات الأمراض. وفيما يلي، بعض الحلول للتخفيف من حرارة الجسم، دون اللجوء إلى الأدوية.
ويتراوح متوسط درجة حرارة الجسم بين 36.5 و37.5 درجة مئوية، ويبدأ الحديث عن الحمى الخفيفة عندما تبلغ درجة حرارة الجسم بين 38 و38.5 درجة مئوية، أما ما يمكن أن يسمى ارتفاعاً في درجة الحرارة، أو الحمى، فهو الرقم الذي يتجاوز ذلك.
أما الأسباب الأكثر شيوعاً للإصابة بالحمى، فهي العدوى الميكروبية أو التسمم الذي تسببه الأغذية الفاسدة، بالإضافة إلى المواد المثيرة للحساسية، وغالباً ما تكون هذه الأعراض مصحوبة بألم منتشر في أطراف الجسم، والقشعريرة، وفقدان الشهية والتعرق، والتبول بشكل متكرر.
وتتمثل أفضل الحلول لمواجهة الحمى الخفيفة، بالاستلقاء والراحة، وتناول الكثير من الماء، وعدم تناول الأدوية والعلاجات القوية فوراً، وخصوصاً أن ذلك يخفض من ردود الفعل الدفاعية في الجسم والجهاز المناعي. ويجب علينا تذكر أن هذه الحلول الأولية تساعد الشخص المصاب بالحمى، إن لم تتجاوز حرارة الجسم 39 درجة، وإلا فإن جدواها تندثر.
كما يُنصح كثيراً بالاستعانة بالنباتات الطبية المعروفة بفعاليتها في خفض الحرارة، مثل الصفصاف الأبيض، أو ملكة المروج عبر تناول كبسولاتها. ومن الوسائل الجيدة أيضاً خفض الحرارة المرتفعة في الجسم دون اللجوء إلى الأدوية، من خلال استخدام الماء البارد، الذي تنقل حرارته المتدنية إلى الجسم عبر قطعة قماش مبللة بالماء البارد، ووضعها على الجبين. ويُنصح أيضاَ بمزج الماء مع الخل، للوصول إلى فعالية أكبر.
كيف تتحقق من إصابتك بالحمى دون مقياس حرارة؟
عادة تحدث الحمى عندما ترتفع درجة حرارة الجسم عن 38 درجة مئوية بسبب عدوى أو مرض أساسي، ويمكن استخدام موازين الحرارة لقياس درجة حرارة الشخص، لكن من الممكن الاشتباه في وجود حمى دون مقياس حرارة.
وذكرت دراسة طبية حديثة أن الأشخاص المصابون بالحمى غالبا ما يعانون من آلام الجسم وضعفه والصداع، حيث غالبا ما تصاحب هذه الآلام فيروسات مثل الإنفلونزا أو نزلات البرد نتيجة الالتهاب الناتج عن استجابة مناعية الجسم للفيروس.
كما يعاني العديد من المصابين بالحمى من قشعريرة أو ارتعاش، حتى مع ارتفاع درجة حرارتهم، وذلك لأن الجسم يحاول رفع درجة الحرارة لمعالجة سبب الحمى، وفقا لموقع "بيزنس إينسايدر"، ويعاني العديد من المصابين بالحمى من احمرار الوجنتين، ويحدث هذا عندما يفتح الجسم الأوعية الدموية، وهي عملية تعرف باسم توسع الأوعية، ما يزيد من تدفق الدم إلى الجلد ويسبب احمرارا، ويعاني الكثير من الأشخاص المصابين بالحمى أيضا من التعرق، وهي محاولة الجسم لتنظيم درجة الحرارة والتهدئة، ولكن قد يكون ذلك خطيرا، إذا كنت لا تشرب كمية كافية من الماء، وتقول إحدى المشاركات في الدراسة، جوردانا هابر: "مع ارتفاع درجة الحرارة، يمكننا أن نفقد كمية كبيرة من السوائل من خلال التعرق. وإذا كنت تعتقد أنك مصاب بالحمى، فابحث عن علامات الجفاف، بما في ذلك جفاف الفم أو العطش الشديد أو الارتباك".
وعند محاولة تشخيص الحمى دون مقياس حرارة، غالبا ما يلمس الناس جبينهم، ولكن هذا لن يجدي نفعا، لأن جسمك كله يشعر بالحرارة، ومع ذلك، فإن وجود شخص آخر يلمس جبهتك يمكن أن يكون وسيلة فعالة لاكتشاف الحمى دون مقياس حرارة، كما تقول هابر، خاصة إذا كنت تعاني من تلك الأعراض الأخرى.
من جانبه، قال رئيس المجموعة الطبية لأطباء العائلة في سانتا مونيكا، ديفيد كاتلر، إن الحمى يمكن أن تجعل الناس يشعرون بالحرارة أو البرودة، وأضاف "قد تشعر بأنك تبدو متوردا (مع جلد وردي) أو بالرجفة، وكلاهما يشير إلى أن جسمك يحاول خفض درجة حرارتك"، وبشكل عام، من المهم مراقبة أعراض الحمى وشدتها، بدلا من درجة الحرارة المحددة التي يعاني منها الشخص، وغالبا ما يصاب الأطفال بحمى شديدة لكنهم يتصرفون بشكل طبيعي. ويقول كاتلر إنه في هذه الحالة، من المحتمل ألا يحتاجوا إلى عناية طبية، ومع ذلك، يجب على الشخص الذي يعاني من أعراض شديدة، مثل الارتباك الشديد أو صعوبة التنفس، التماس العناية الطبية حتى لو كان مصابا بحمى منخفضة، ويجب على الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التنفس أو طفح جلدي أو حمى أعلى من 38 درجة مئوية الاتصال بطبيبهم.
ما الفرق بين حمى الأنفلونزا وحمى كورونا؟ ومتى يجب أن تذهب للطبيب؟
عندما يصاب جسم الإنسان بفيروسات يرفع الجسم، معدل التمثيل الغذائي في العضلات والكبد لزيادة درجة الحرارة الجسم، فارتفاع درجة الحرارة يمكن أن يقتل الجراثيم المسببة للمرض، وهو ما يٌعرف بالحمى.
والحمى يمكن أن تسببها الفيروسات الشائعة مثل الأنفلونزا، ويمكن أن تسببها الالتهابات البكتيرية مثل التهاب المفاصل، وفي بعض الأحيان ممكن أن تكون أسباب الحمى غير معروفة، قد تعتمد شدة الحمى والأعراض المرتبطة بها على سببها، فهناك العديد من أنواع العدوى المختلفة التي يمكن أن تسبب الحمى، والعديد من الأسباب الأخرى للشعور بالحمى، لذا من الأفضل عدم التسرع في الحكم على سبب الحمى.
ولكن ما الفريق بن الحمى الناتجة عن الانفلونزا والناتجة عن فيروس كورونا باعتبارها الأكثر شيوعاً في الفترة الأخيرة، في حمى الإنفلونزا تتراوح درجة الجسم بين 39.4 – 40.5 درجة مئوية، وتستمر لمدة 3 إلى 5 أيام، وغالبًا ما يصاحب الحمى آلام في الصدر وقشعريرة وآلام في الجسم، أما في حمى فيروس كورونا، تكون أعراض الحمى مشابهة لحمى الإنفلونزا في درجة الحرارة، لكنها تبدأ بعد 3-5 أيام من الأعراض الأخرى مثل السعال وضيق التنفس، وتستمر من 5-7 أيام.
من جانبه قال ألكس ليكرمان، طبيب الرعاية الأولية الأميركي إن نزلات البرد لا يصاحبها حمى في الغالب، أو تكون حمى منخفضة تكون درجة حرارتها أقل من 38 درجة مئوية، وأضاف أن الحمى عادة لا تسبب القلق إلا أنها تشير إلى حالة كامنة يجب عليك مراقبتها، وأنها نادراً ما تكون خطيرة، ما لم تكن درجة الحرارة أعلى من 40 درجة مئوية.
متى يجب زيارة الطبيب؟ جورجين نانوس، دكتورة أميركية، بدورها اكدت إن معظم الحمى خاصة تلك التي يسببها الفيروس ستختفي من تلقاء نفسها في غضون يوم إلى 7 أيام إذا تركت دون علاج، وأضافت بشكل عام يجب على الأطفال الرضّع الذين يبلغون 12 أسبوعًا أو أقل رؤية الطبيب في أي وقت يعانون فيه حمى تكون درجة حرارتها أعلى من 38 درجة مئوية، حتى لو لم يكن لديهم أعراض أخرى، ويجب على الأطفال الأكبر سناً زيارة الطبيب إذا استمرت الحمى من 3 إلى 5 أيام إذا كان درجة حرارة الحمى أعلى من 39.4 درجة مئوية، أما البالغين يجب أن يزوروا الطبيب إذا كانت الحمى اعلى من 40 درجة، أو يصاحبها طفح الجلدي أو صعوبة في التنفس، وإذا كانت تعتقد أن الحمى ناتجة عن كوفيد -19 يجب عليك اتخاذ التدابير للحجر الذاتي والابتعاد عن أفراد الأسرة.
هل تؤثر الحمى على صحة العين؟
تسبب الحمى حالة من عدم الارتياح للشخص المريض، لأنها تأتي مصحوبة بمجموعة من الأعراض المزعجة، بعضها قد يظهر على العين ويؤثر سلبًا على الرؤية، في هذا الصدد، قال الدكتور ياسر كامل، استشاري طب وجراحة العيون، إن التهاب الملتحمة أو العين الوردية من أكثر المشكلات التي قد تحدث للعينين عند المعاناة من الحمى.
وأوضح كامل أن التهاب الملتحمة لا ينتج عن الحمى بشكل مباشر، بل يحدث بسبب العدوى المصاب بها المريض، سواء فيروسية أو بكتيرية، مشيرًا إلى أن ارتفاع درجة حرارة الجسم يصاحبه أيضًا الصداع والشعور بالتعب، وأضاف استشاري طب وجراحة العيون أن العدوى ليست السبب الوحيد للإصابة بالتهاب الملتحمة، موضحًا أن التعرض لمثيرات الحساسية، مثل الأتربة والدخان وحبوب اللقاح، من عوامل خطر العين الوردية أيضًا، وأشار في نهاية حديثه، إلى أن العين الوردية قد تختفي من تلقاء نفسها في الحالات البسيطة، ولكن التهاب الملتحمة الشديد يستدعي استعمال قطرات مهدئة للتهيج تحت إشراف الطبيب.
ووجد باحثون في إحدى الدراسات، أن حرارة القرنية ترتفع بمقدار 2 درجة مئوية عندما تزداد حرارة الجسم الأساسية بنحو 0.4 درجة مئوية، بحسب مجلة "iovs.arvo journals" التابعة لجمعية البحث في الرؤية وطب العيون.
ووفقًا لموقع"WebMD"، تعتبر نزلات البرد من أكثر الأمراض المعدية تأثيرًا على صحة العين، حيث تزيد من خطر إصابتها بمشكلات أخرى غير التهاب الملتحمة، وتشمل:
- حكة العين.
- جفاف العين.
- حساسية الضوء.
وهناك إرشادات يمكن الاعتماد عليها عند المعاناة من التهاب العين، حددها موقع "Healthline" في النصائح التالية:
- عدم لمس العين أو فركها.
- ارتداء تظارة شمسية قبل الخروج من المنزل صباحًا، لحماية العين من أضرار الأشعة فوق البنفسجية.
- شرب كمية وفيرة من الماء، للحفاظ على ترطيب العين.
- عدم استعمال الألواح الإلكترونية، مثل الكمبيوتر والهاتف المحمول.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم، لإراحة العين.
- وضع كمادات باردة على العين، لتخفيف الاحمرار والألم، مع مراعاة أن تكون القماشة نظيفة.
شبكة النبا المعلوماتية