من أين يأتي اليأس ؟؟

[يازهراء]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

إذا نظر الإنسان إلى التبدل والتحول الذي أوجده الله تعالى في الحياة من ليل إلى نهار ومن ظلمة إلى ضياء يبدل ويحول حالة الإنسان أيضاً من حال إلى حال ومن ظرف إلى ظرف ومن زمان إلى زمان.
الإنسان إذا ألتفت أن الأشياء التي تحدث في الزمان متغيرة متبدله يعيش جملة من الحالات النفسية في مكنون نفسه ويعيش مبدأ أن الحال من المحال ولهذا المبدأ فوائد:

أولاً هذا المبدأ يشحن الإنسان بطاقة الصبر الإنسان إذا مر في حالة فقر في حالة أعواز في حالة جوع في حالة مرض في حالة سجن أو ظلم إذا ألتفت إلى هذه الحقيقة أن الحال يتبدل ولا يستمر ويبقى على حال اليوم جوع غداً شبع اليوم فقر غدا غنى اليوم عسر غدا يسر فنفس الإنسان إذا كان ملتفت إلى هذا دائما روحه مشحونة بطاقة الصبر يكون صبور عن الشدائد وعند المهمات هذه فائدة جدا مهمه وأساسية في حياة الناس .

الأمر الثاني تجعل الإنسان دائما في حالة الأمل تعطي للناس الأمل في الحياة لأن الأنسان بحقيقته يعيش بأماله إذا لايعيش الأمل في المستقبل في الغالب يصاب بجملة من الأمراض النفسية تبتدأ من الكأبة إلى العزلة إلى التوحد وربما تنعكس عليه بتصرفات قد تؤذي حتى بحياته .

من أين يأتي هذا اليأس ؟ يأتي من فكرة أن الحال الذي هو فيه سيدوم معه إلى الأبد وهو لا يطيقه ولا يقدر عليه أن الحال التي يعيشها هي أخر ومنتهى الحياة هذه الفكرة تصيب الإنسان باليأس والتشاؤم أما إذا ألتفت الإنسان إلى أن في الحياة لايوجد شيء باقي ومستمر كل شيء يتغير ويتبادل ترى جذوة الأمل دائما في قلبه مشرقة .

إن من أكثر الأشياء التي تحطم حياة الإنسان هي الشعور باليأس ولذالك الدين الاسلامي يحرم اليأس من رحمة الله لا ينبغي للإنسان أن ييأس من رحمة الله لأن ما بين غمضة عين وأنتباهتها يبدل الله من حال إلى حال في قضية يعقوب وأولاده حينما غاب عنه يوسف وأخيه الأمل في قلب يعقوب عليه السلام موجود لذلك أمر أولاده قال


"يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" _{سورة يوسف آية:٨٧}


الشدة الموجودة في الآية أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
لذالك الإنسان ينبغي له أن يكون عنده أمل بالله وأن الأحوال تتبدل ولاتستقر وتتغير من حال إلى حال .
هنا يعقوب عليه السلام منع أولاده من اليأس من روح الله.
الروح يعني الراحة والأستراحة بالحياة الطيبة فالإنسان في أشد الظروف في أشق الأحوال إذا يعيش لا ينبغي أن ييأس من روح الله الراحة والأستراحة تأتيه أن شاءالله تعالى.
الإنسان إذا يأس من رحمة الله ينقطع إلى نفسه وهواها أرتباطه بالله ينقطع التوكل على الله الثقة بالله حسن الظن بالله تزول منه اذا زالت منه أستحوذ عليه الشيطان وملأ قلبه بالوساوس السلبية التشائمية ولذالك الآية تقول (لا تيأسوا ) أمر يأمرهم بذالك.
الليل والنهار حادثان والناس يعيشان في الليل والنهار وكما أن الليل والنهار يتبدل حياة الناس كذالك تتبدل وهذا أحدى معاني أنتظار الفرج فشكد ما يعيش الناس في شدة في شقاء في عناء لابد من وجود رحمة تنالهم لا بد من وجود راحة تصلهم ويعيشون فيها بحياة طيبة فعلى الناس أن ينتبهوا إلى هذه الحقيقة وهي أن دوام الحال من المحال.