إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شاعرات أهل البيت، لبُؤَات العقيدة عبير المنظور

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شاعرات أهل البيت، لبُؤَات العقيدة عبير المنظور


    امتدت مسيرة شواعر أهل البيت (عليهم السلام) - على قلتهن - منذ العصور الاسلامية حتى عصرنا الحاضر في رسم لوحات الولاء الحقيقي للعترة النبوية الطاهرة.
    نسوة اختططن أرواحهن بمداد الاخلاص على قرطاس الولاية بأجمل الاشعار واعذب الكلمات من قصائد الشعر والنثر في حق سادات الورى.
    وسندخل معكم في روضة شواعر العترة في العصر الحديث، ونستنشق في هذه الجولة السريعة من عبير حروفهن في اهل البيت (عليهم السلام).
    ١- آمنة الصدر:
    الشهيدة بنت الهدى رائدة النهضة النسوية الملتزمة في العصر الحديث في كل المجالات الدينية والاجتماعية والاخلاقية.
    انحدرت من اسرة علمية من جهة الأم، من عائلة آل يس، ومن جهة الاب آل الصدر، وهي شقيقة النابغة السيد محمد باقر الصدر ورفيقة دربه في الدعوة والنضال والشهادة.
    عاشت عصرا اتسم بالانفتاح والتحلل من كل الاعراف الدينية والاجتماعية فأفنت عمرها (رحمها الله) في هداية جيلها بكل الطرق والامكانيات المتاحة رغم تضييق سلطة البعث للملتزمين عامة ولعائلتها واخيها خاصة، الا انها لم تتوانَ عن اعطاء المحاضرات والدروس والكتابة في مجلة الاضواء الاسلامية، اضافة الى كتابتها القصص والشعر لمعالجة الظواهر الاجتماعية المنحرفة، وتثبيت ركائز الدين الحنيف في زمن الطاغية صدام مما ادى الى اعدامها واخيها (رحمهما الله).
    ومما وصلنا من شعرها :
    يــا رسـول الله ابشر وانظر اليوم
    إلينا
    لترانــا كيف قد أشرق نور الحق
    فيـنا
    يـا رسـول الله [ إنـا ] فتيات قد
    ابينا
    أن نرى القرآن مهجوراً على الرف
    سنين
    أي وربـــي
    دعـوة الإسـلام جـاءت بمساواة
    البشر
    لـيس في الإسلام فرق بين عَرب
    وتتر
    أحـسن الامة من بالخير والتقوى
    اشتهر
    لا بـجمع المال والمنصب بين
    العالمين
    أي وربـــي
    يـا رسـول الله هـا نـحن اتخذناك لنا
    قـائـداً يـرفـع بـالإسلام عـنا ذلـنا
    نـحن بـايعناك يـا خـير الـبرايا كلنا
    وتـسابقنا إلـى حـمل لواء
    المصلحين
    أي وربـــي
    يـا رسـول الله إنـا فيك قد نلنا
    السعادة
    وعـلى نـهجك قد حققت البنت
    السعادة
    بـعدما كـانت ككابوس وكان الوأد
    عادة
    جئت كي تعطي حق البنت بين
    المسلمين
    أي وربـــي
    فـجعلت الـبنت كـالقرة لـلعين
    وأحلى
    وجـعلت الاُم لـلجنة كـالجسر
    وأغلى
    ولـقد حـققت لـلزوجة قانوناً وعدلاً
    ظهر الحق إلى المرأة كالصبح المبين
    أي وربـي
    وفـرضت الـعلم لـلمرأة كيما تتعلم
    ولكي تترك دنيا الجهل والفكر
    المحطم
    ولـتعدو تعرف الدين الحقيقي
    وتفهم
    جـوهر الإسلام والدين ومعناه
    الثمين
    أي وربـي(١)
    ومن شعرها ايضا:
    اسـلامنا أنـت الحبيب
    وكل صعب فيك سهلُ
    ولأجـل دعوتك العزيزة
    عـلـقم الأيـام يـحلو
    ولم يعل شيء فوق اسمك
    فـي الـدنا فالحق يعلو
    وتـطبّق الـدنيا مبادئك
    الـعظيمة وهـي عـدلُ
    وسـينصر الرحمن جند
    الـحق ما ساروا وحلوا
    وأظـل بـاسمك دائـماً
    أشـدو فلا ألهو وأسلو(٢)
    ٢- رجاء بيطار:
    الأديبة والروائية والشاعرة والكاتبة والتربوية اللبنانية رجاء محمد بيطار من مواليد صيدا جنوب لبنان.
    حاصلة على شهادة الدبلوم في الفيزياء من الجامعة اللبنانية كلية العلوم وشهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
    لها ست روايات مطبوعة اشهرها (سألتك عن الحسين)، و(يوميات طفلة في كربلاء) اضافة الى الروايات المخطوطة.
    لحروف رجاء بيطار رونق خاص متشبّع بالولاء الصافي سواء كانت شعرا او نثرا يلامس القلب في حبّ محمد وال محمد، ومن شعرها ما سنقتطفه من قصيدة (ربيع الأزل):
    هي ذي آمنةٌ قد نثرت
    لألاء القلب على المنثور
    واصطفّت أملاك الرحمن
    تطوف على البيت المعمور
    وترتّل آيات البشرى
    قد مُحيت ظلمات الديجور
    ولد المختار فخبت النار
    وخُسف الإيوان الموتور
    وتساقطت الأوثان كما
    يتساقط زقومٌ مسجور
    قد أشرق فجر الكون كما
    تشتاق الجنة وجه الحور
    ــــــــــــــــــــــ
    فالحمد غدا يمتاح ندى
    بـ"محمد" مُدّ إليه يدا
    رسل الرحمن به خُتموا
    وأتى جبريل وقد شهدا
    أنه ما علم له مثلًا
    ما عُبد الله كما عَبدا
    هو أوحد أفضل كل الناس
    به الباري كمل العددا
    فضّله الله وميّزه
    فلقد عرف الأحد الصمدا
    وهو الميمون بغرّته
    وهو المحمود بما حمدا
    وهو المعروف بحبوته
    قد أُرسل مصباحًا وهدى
    نشر الباري بولادته
    رحمته على الدنيا أبدا
    وبذرّيّته تماهى الخلق
    هم الأخيار أبًا وجدا
    ومن قصيدة (قربان زينب):
    لا صبر كصبرك يا زينب
    لا كرب ككربك إذ يُحسب
    فلأنت كشفت الكرب بصبرك
    كربَ بلاءٍ يترقّب
    فالموج الغاضب إذ يعلو
    لا يخشى غيرك إذ يغضب
    طاف الطوفان على الدنيا
    والفلك حسينك إن يُركب
    ولأنت شراعٌ ويراعٌ
    قد خطّ ووجّه للمركب
    هو نبضك وجب بقلب القلب
    وحقّك أوجب ما أوجب
    هو صبرٌ ذخرٌ طهرٌ حبرٌ
    شعرٌ يُمتاحُ ليُكتب
    إن قصّر فلقد رام القرب
    وقرّب قربانك... زينب
    ٣- زهراء المتغوي:
    زهراء أحمد كاظم المتغوي
    علي حسين الخباز, [٠٢/٠٣/٢٠٢٢ ٠٩:١٠ ص]
    شاعرة بحرينية حاصلة على شهادة البكالوريوس الرياضيات التربوي من جامعة البحرين، لها ثلاثة دواوين مطبوعة: (أهداب الريحان - بأي ذنب قتلت؟ - سيمياء الحلم).
    وسيصدر لها ديوانان قريبا.
    حصدت الكثير من الجوائز الأدبية على مستوى الوطن العربي في الشعر (جائزة ملتقى الكوثر، شاعر الحسين لعدة سنوات، مهرجان أبي تراب لعدة سنوات، الزهراء في عيون الشعراء، جائزة المرحومة خديجة الديلمي، جائزة قافلة المرزوق، جائزة حملة الباقر، جائزة شاعر الرسول لمدرسة الحكمة، جائزة الصرح الحسيني).
    كما حصلت على المركز الأول لخمس سنوات متتالية في مسابقات الهيئة التعليمية التربوية في الشعر في البحرين.
    من قصائدها (سيمياء الحلم):
    (أبا صالحٍ) لا أبلج الله نظرةً
    لضوئك لا تألو ويبلغها الجهد
    (أبا صالحٍ) لا سدّد اللهُ خطوةً
    لنصرك ما رصّت أرومتها جندُ
    فيا سيّد الدنيا أتيت ولهفتي
    كما الهيم لو يستكّ في سمعها الرعد
    ويا لابسا مجد السيادة عمّة
    لها الفخرُ مملوك ونابضه عبدُ
    ويا أيها الموعود غيثا وغيمة
    متى في سؤالات النوى يهطل الردّ؟
    أتيت شتاءاتُ الهموم قرينتي
    ومدفأتي الصفراء يقضمها البرد
    وأرفو بأسمال الغياب قطيفة
    نما في خباها التّيمُ واستحكم الصرد
    فلا أنا موصول ولا أنا واصل
    بغير يدٍ من شمس روحك تمتدًّ
    وما لهفة الأوكار تسبق غصتي
    وما طيرها المذبوح أضنكه الصدُّ
    لغير مراياك التي تستحثني
    وتسكبني شعرا كما الضوء يرتدّ
    وفي مقلتي منفى وعيناك موطنٌ
    وللضدّ حكمٌ لو يساوره الضدٌّ
    وما جئت وحدي بل كتيبة لوعةٍ
    وحشد من العشاق أغرقها الوجد
    وكل عصافير الغناءِ بزورقي
    وتتبعني الأسماك والعشب والورد
    وتلك أساطير النخيل جدلتها
    حكاية عشق ما تواترها سردُ
    وأمشي كما العذراء بارح وشمُها
    وفارسها الموعود أخطأه العدّ
    تبخّرت الأحلام بعضٌ معطّل
    وبعضٌ بلا قصد يشطُّ به القصد
    وجئتك درويشا بعينيه قبلةٌ
    وعن كلّ شيءٍ غير قبلته زهدُ
    وفي الروح شريانٌ يلمّ نجيعه
    وقد بُتِرتْ منه العزيمةُ والجلد
    أمشط ليل الحزن عشقا وحرقة
    فكلُ بكاءٍ ضمن قافلتي يحدو
    متى بتلات الوعد تنفح عطرها
    ويثمر في أعذاق سائمها الوعدُ؟
    متى نظرةٌ تحيي الموات بتربتي
    وعودُ نمائي في وصالك يشتدُّ؟
    فقد طحن الجوعُ اللعوبُ مسالكي
    وعاق طريقي عن تجلّده أودُ
    (أبا صالحٍ) إلاك تأبى غضاضتي
    فبرزخك النعماء والمنهل الفرد
    تداركْ أخاديد الجفاف بمهجتي
    ففي خاطري جدبٌ ومن يدك الرفد
    ولازال قلبي طفلةً بدويّةً
    وفرعون هذا العصر شيمته الوأد
    وانتقينا من قصيدة (الترابيّ.. سيرةٌ استثنائية للماء)!
    الفائزة بالمركز الأول في مهرجان أبي تراب الشعري الحادي عشر:
    على كأسِ (الأنا)
    سالتْ عناقيدي
    لأشعِلَ من خوابي الروحِ فانوسًا تُرابيّا
    يضاهي سيرة الأزهار ِعطرَ نبوءةٍ وندى
    يقينٌ مبصرٌ
    في واقعٍ أعمى
    وبوصلتي تدلّ النجمَ
    حين يضيع وجهته
    ويعجز عن مجاراة النهار هدى
    أحدّق وانفلاتُ الظلّ يجذبني
    يوشوشني
    وأبتكر الطريق
    فتتبعُ الدنيا مسافاتي
    برقمٍ خارج التقويم
    ينبثقُ السؤال
    أعيده للوقتِ رجع صدى
    ترابيٌّ؟
    أجل!
    هذي جذوري قد تشظت في سهوب الله ثابتة
    وأغصاني عصافيرٌ مجنّحةٌ
    تشاكسُني السماءُ بغيمها الورديِّ
    أغسلها
    تعمّدني
    أميطُ قميصها نهرًا
    فتقطرُ في دمي بَرَدا
    أنا بوجودي الممتدّ أزمنةٌ وأمكنة
    وينسربُ الفضاءُ يصبّ في طيني شواظَ الحبّ
    يصبغُ ماستي بالنّور
    شلالا خرافيًّا
    لأعكسَ في المدى المنظور ألفَ مدى
    ٤- إسراء العكراوي:
    شاعرة عراقية من النجف الاشرف
    حاصلة على دكتوراه في الادب الحديث لها كتاب مطبوع (شعر ابي المجد النجفي الاصفهاني دراسة موضوعية فنية)
    لها ديوانان مطبوعان (يحقُّ لي) و(لم تُنكِر خطيئتها).
    ومن جميل شعرها في الامام الحسين (عليه السلام):
    من قصيدة (مدادٌ لخارطةِ الوجود)
    على ضفَّتَي جرحٍ مدادُكَ يعبرُ
    يُسَطِّرُ ما عنهُ المَجازاتُ تقْصُرُ
    يميطُ عن الدُنيا اللِثامَ، يهزُّها
    فتسقطُ أوهامٌ ويظهَرُ جوهَرُ
    يُكحّلُ في أقصى البصيرةِ أعْيناً
    ترى غامضَ الأشياءِ، مذ فيكَ تُبصِرُ
    ‌مِدادُكَ قالَ اللهُ؛ قيثارُك الصدى
    تناثرَ، سدَّ الأُفْقَ، أورقَ منحَرُ
    طرقْنا غبارَ الغيبِ.. نطلبُ فُرصةً
    سَماويةَ الأبعادِ.. قد تتفسّرُ
    فَرَشْنا عيونَ السُهْدِ قلنا لعلّهُ
    سيأتي خيالاً.. يمسحُ الروحَ.. تُزهِرُ
    بَصُرنا بغيمِ الدمعِ رملَ مفازةٍ
    من الناسِ في درب السرابِ تحيّروا
    وجوهاً من السَوءاتِ.. فاحَ ظلامُها
    بأفواههم نارُ الجحيمِ تُزمجرُ
    فعُدنا إلى أحلامِنا نزدري بها
    سؤالاً.. وبتنا حسرةً تتكسّرُ
    أردنا حسيناً سالماً دونَ طعنةٍ
    وكفَّ كريمٍ لم تفارقه خنصرُ
    أردنا لعبدِ اللهِ عمراً مُورَّداً
    وقلباً كما الأطفالِ بالحُبِّ يكبُرُ
    أردْنا.. أردْنا.. غيرَ أنَّ خطيئةً
    نواصلها سرّاً، وباللعنِ نجهر
    أذابت كحبّاتِ الجليد صفاءَنا
    وأفنتْ جناحَ الروحِ.. إذْ شَبَّ مجمَرُ
    فلا تلعنوا العودَ الخبيثَ.. بل العنوا
    نفوساً تعاطى خمْرَهُ وهْوَ يسكَرُ
    ــــــــــــــــــــــــــ
    عن السبطِ أقصانا الزمانُ، فهل إذا
    تدانى شِراعانا، على النهجِ نبحرُ؟
    فليتَ ضجيجَ الحجِّ أرهَفَ سمعَهُ
    لآلائهِ لمّا تلا خلفيَ اعبروا
    سأضربُ هذا البحرَ.. فالدربُ سجدتي
    تعالَوا.. طريقُ الحقِّ حيثُ أجَزَّرُ
    فإنَّ حِمامَ الموتِ ما اختارهُ الفتى
    أنا اخترتُ ياقوتَ الدِما يتحدّرُ
    ــــــــــــــــــــــــــ
    وسارَ.. يريدُ اللهَ... ودّعَ بيتَهُ
    وطافَ يدلّيهِ الهيامُ المُنوَّرُ
    يُصدِّقُ رؤيا الذبحِ.. ما ارتدَّ طرفُهُ
    يَتلُّ جبينَ القلبِ.. ينصاعُ أكبرُ
    ويُشرعُ أحضانَ اللقاءِ... حنينُهُ
    كواكبُ أسرارِ الوجودِ تكوَّرُ
    فيا رَعشةَ المذبوحِ من فرطِ عشقِهِ
    لأجلِكِ كانَ الكونُ.. أو يُتَصوّرُ
    وقالت في الزهراء (عليها السلام) من قصيدة (أميرة النور):
    بنتُ النبوةِ رقةٌ ومحبةٌ
    أمٌ لوالدِها وكانَ فخارَها
    هي كوثرُ الآياتِ أعيتْ شانئاً
    في أن يُميتَ سناءَها وبذارَها
    بلْ كوثرُ الأشياءِ روحُ نمائِها
    انّى سرى قحطٌ ترى انهارَها
    هي نورُ هذا الكونِ أشرقَ مذْ بدتْ
    وهبتْ لهُ ضوءَ الهدى اقمارَها
    زهراءُ نُثّي من بريقِكِ ثورةً
    تقتاتُ روحي عزمَها وشرارَها
    فتدكُ أصنامَ الضياع بداخلي
    وتميطُ عن نفسي الجحيمَ ونارَها
    ٥- فاطمة فرمان:
    فاطمة جاسم محمد فرمان شاعرة عراقية حاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية، ودبلوم في الصحافة. كتبت العديد من القصص والخواطر والمقالات وأشعار نثر في العديد من المجلات والمواقع الالكترونية كما شاركت في مهرجان تامرا الشعري في محافظة ديالى ومهرجانات اخرى.
    وسننثر شذى من جميل ما كتبت من قصيدة (أقرب الناس لقلبي "علي"):
    هَلُّمَ أليّ
    أيها الإحساس المتفجر
    لنحتفي ..
    ونزيح الضباب في درب الفراشة
    ونحضن الغصن المنكسر بسبب الرياح
    ونحوم جهراً حول الضريح
    بسكون، كمطر الخريف
    أيها الأب الرؤوف
    مزقت الاعياد ضحكتي
    قعقعة الفرح تزيح الصمت المتراكم في الأيام
    إنّه يوم ولادتك أيها الزعيم
    نامت الهموم
    ويمتد القمح بحجم الأيتام
    من يعزف الناي مع عاشق
    مبتهج في ولادة محبوبه
    تزور الابتسامة ثغره المرتل
    "بحب علي"
    لأنك شمس عشقت النهار
    لأنك قمرٌ سهرت الليل
    لأنك غيث تأملت السماء
    لأنك رحمة نسجت الحنين
    يتيم جاء إليك
    وجاء الركب والشراع أسمر
    فيه طابع الصحراء
    يلوح في المشاعر بالعيون
    مشتاق يرى السحر بعيد
    والهوى
    بقايا
    أخذها من أثرِ سلمان
    أضحى فيك متيما
    يعبر المدى والبنادق "ليراك"
    ــــــــــــــــــــــــــ
    أيها الميلاد العجيب
    بلا دقة جرس من الكعبة
    جاء المعلم والدرس
    و الطلاب هي الأكوان
    رمق في طرف عينه
    أشرق النور في "الدنيا"
    ـــــــــــــــــــــ
    طابوق إبراهيم
    ينثر الورود والبخور
    موسم الدفء والسنابل
    لن تجوع أيها العصفور
    المولود
    يقسم الخبز للجياع
    ابتهج أيها البوم الحزين
    نجم علي بزغ
    ومن جميل اطروحاتها في قصائد النثر عن احد حواريي امير المؤمنين (عليه السلام):
    (أطروحة لِنَيل العشق)
    اعكس ظمأ الفؤاد لعلهم
    يسقون عينا لرؤياك تطمح
    جئتك بعد الحكايات والدمع
    بروحٍ
    كعرجون نخلتك
    أريد بركةً في الهيام
    على ضوئها اسهر الليل
    وأتأمل الوعود التي ترسلها الكوفة
    اتأمل جدار السجن، وهو لا يعلم بتلك المسافة من الحنين
    التي تعيشها
    اتأمل الحق الذي انتهى رمضانه بعيد منك
    جئتك يا ميثم من زمن
    اليتامى من دون علي !
    من زمن
    نام فيه الضمير بمحطات بعيدة
    يترك الورد حيران في الصحاري
    والشوك يلعب في الرياح والماء
    خذلتنا الامنيات وهي تتمطى بالرمال
    جئتك يا ميثم طالبا
    يناقش اطروحته في مرايا
    شباك ضريحك
    يناقش ذاته والانعكاسات
    والأشعة التي تبث من الوفاء
    يناقش الى أي مدى عرفتُ عليا!؟
    الى ذاك المدى!
    (كيف انت إذا دعاك دعيّ بني أمية الى البراءة مني؟
    فيجيب: والله لا ابرأ منك،
    إذن تقتل يا ميثم وتصلب،
    أصبر فذاك في الله قليل،
    إذن تكون معي في درجتي).
    يناقش الجذع والصليب والشمس والدماء !
    جئتك لأتخرج من ضريحك
    عاشقا
    يرسل للكون ثورة الضوء
    وهو في عتمة تخشى أنياب النهار،
    يحاكي القيود والخنوع
    بلغة الفضاء
    يهمس في الضمائر
    " حب علي تقديره الفردوس الاعلى"
    .٦- رباب الموسوي:
    شاعرة لبنانية من مواليد بلدة النبي شيث البقاعية، مجازة في مادة اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية، شاركت في العديد من المهرجانات الشعرية في بعلبك وجنوب لبنان، ومنها مهرجان الشباب الشعري، ومهرجان خليل مطران الشعري.
    ومن جميل شعرها قصيدة (دمعٌ بقنديل):
    باقٍ بقلبِك خدرُها المحمولُ
    والليل دمعٌ بالعيون نزيل
    وتظلّ عزّ المحصنات، وفخرها
    ما حزّ نحرك يا حسين افول
    فلأنت اغنية الوجود، وعزفها
    سعفٌ يظللها الصدى المقتول
    ولأنت للحوراء حصن كرامةٍ
    فيها تعفر جفنها المبلول
    لما رأت فيك الكمال مخضبًا
    قالت كذا فِعلُ الالهِ جميلُ
    ثم انبرت تحمي العيال بصبرها
    يا قلب زينب كم فراك قتيل
    وفرشت فوق الرمل جسمك قِبلة
    صلت عليه نصالهم وخيول
    والرأس بدر قد انار بشيبه
    ارضاً بها يتجدد التنزيل
    فكأن موسى شقّ امواج الدما
    وعصاه سيفُ في عداك يصول
    ودموعُ عيسى كالفرات مسيلها
    يسعى اليها بالبكا إنجيلُ
    وتطوف حول الرأس آيات العزا
    فالكافُ كربٌ في الزمانِ صقيلُ
    والهاءُ بعضٌ من هلالِ مُحرّم
    آلاؤه فوق الربى اكليلُ
    والياء ياقوت تعتق وِرده
    والعينٌ عينٌ بالسجامِ تسيلُ
    والصاد صوتٌ والصعيد مداره
    لثلاثةٍ فيهِ السماءُ تجولُ
    فالنحر حيث محمد خطّ الهدى
    هو قُبلة ما مسها تأويل
    حناء تلك دماء نحرك سيدي
    نسجت ضياها زفرةٌ وذبول
    يذوي الفرات ففي شفاهك روحه
    قد حمّلت رطبَ البقاء نخيل
    وتلألأت مزن الفضائل في الورى
    واصاب كفيها شجى وذهول
    فملأت قربة شوقنا ظمأ لها
    إن المحبّ لمن يحبّ يميل
    يا كل حرفٍ صيغ من ذهب الوفا
    وخلود عمرٍ ليس عنه بديل
    هبني احتضان العشق واضمم لهفتي
    يا علةً يسمو بها التعليل
    إني رأيتك للجمال خلاصةً
    والداء عمن يرتضيك يزول
    أبكيك شعرًا كلّ حرفٍ دمعةٌ
    والدمع زيتٌ ضمه القنديل
    وسنقتطف من قصيدة (قبلة في طيف النحر):
    رأس على رأس القنا متلألئ
    نحر على وجه الثرى لم يُنصف
    طفل رضيع لف عنق امامةٍ
    والسهم يسقى بالوريد الانزف
    والراية الخضراء اثكل لونها
    كفّ بكفّ والأسى لم يكتف
    والعمة السوداء يا حزن المدى
    سبي لبنت الطهر اصعب موقف
    والسجدة البيضاء كبلها العدا
    والدهر مكلومٌ،، وان لم يرأفِ
    في ختام رحلتنا في رياض الكلم وجمال الروي وقوة المعنى في شعر شاعرات اهل البيت في العصر الحديث الذي يتحدث عن افراح واتراح المعصومين (عليهم السلام)، وفكر نير وعقيدة ثابتة لا تتزلزل في الامامة في زمن كثرت فيه الملل والمذاهب، واختلطت فيه القيم والمعايير، وشُوهت القيم الحقيقية، اضافة الى انتشار الالحاد في اوساط المجتمعات الاسلامية مما صعّب المهمة على شاعرات العترة الطاهرة في زرع الوعي الديني وتجذير العقيدة النقية رغم التطور التكنولوجي وعولمة مواقع التواصل فأتممن مهمتهن في تثبيت صور الولاية الحقة في المجتمع بكل السبل والامكانيات المتاحة لديهن نصرة للدين والمذهب من كتابة القصص والروايات وانتهاء بالشعر خاصة اذا ما علمنا أن بعض الشاعرات المذكورات اعلاه عشن التضييق الحكومي على اتباع اهل البيت (عليهم السلام) والتنكيل بهم فصدحت قرائحهن بالعقيدة الراسخة والموقف الثابت ضد الطغاة اسوة بمولاتهن زينب (عليها السلام)، فكن مثلها لبؤات العقيدة ضد فئران الضلال.
    ـــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) أشعار النساء المؤمنات: ص٢٤-٢٦.
    (٢) المصدر نفسه، ص٢٧.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X