إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القابلة المأذونة في الذاكرة العراقية حنان علي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القابلة المأذونة في الذاكرة العراقية حنان علي



    تمتعت القابلة المأذونة التي تُسمّى عند بعض الناس بـ(الدادة والحبوبة) بثقة الحوامل والطمأنينة بالتوليد الناجح من دون مضاعفات، وهذه الثقة العالية هي التي كانت تجعل من المستشفى ملاذا خاصا للعمليات الجراحية الصعبة التي يتم تحويلها بتشخيص القابلة نفسها.
    القابلات امتلكن الخبرة والاحتراف بممارسة المهنة في توليد الأمهات الحوامل، واقع الخبرة العملية المتراكمة جعلتها تمتلك حسّا توليديّا عفويّا، قلما يخطئ التشخيص او وقت الوضع، وهكذا كان الوضع لمعظم المهن الطبية الأخرى: كالمجبرجي يعالج الكسور بدقة تجبير، والمطهرجي، وأطباء اعشاب وصيادلة اعشاب، لذلك نجد خبرة القابلة أيام زمان تكمن في امتلاك التشخيص الصحيح دون مختبرات وتحليلات.
    وكانت تعمل بنفسها لتحضير الادوية والأشربة الي تعجّل الوضع وتلطف آلام المخاض من النباتات البرية. معظم الولادات تتم دون مضاعفات وعن حالات الاسقاط الضرورية لإنقاذ حياة الأم أو عندما يكون الحمل مضرا لحياة الطفل والأم أو أن يكون الجنين ميتا، وهذه التشخيصات الدقيقة تُعطى بواقع الخبرة والفطنة الفطرية.
    تقرأ القابلة الاعراض وتتيقن من حالها باستخدام حاسة اللمس، وكانت تحضر القابلة الى البيوت وفي أي وقت كان ليلا أو نهارا أو سحرا، وكانت تلبي الدعوة برحابة الصدر.
    ومن القابلات المشهورات أيام زمان في كربلاء (سعدية الحبوبة) في محلة المخيم، والقابلة أم فؤاد، وأم حسين، والحجية كريمة، والحجية أم كرم، والحاجة نادرة ام عزيز سوق (النجاجير)، ونادرة ام احمد باب بغداد، والجميل انهن لم يحددن الاجر او يطالبن بقيمة الاتعاب، وانما يعتبرن العمل تطوعيا انسانيا، والاجر هو ما تمدّ يد اهل المولود من بشارة.
    واغلب الحوامل يفضلن الولادة على يد القابلات بدل المستشفيات، بما يتمتعن به من خفة اليد، والبساطة في التعامل الودود. ومهنة القابلة المأذونة لم تكن في ايامها تتطلب شهادة جامعية أو حتى شهادة تداولها المهنة، ولم تكن في ايامهن معهد تمريض، ومعظم القابلات توارثن المهنة من امهاتهن او جداتهن بالممارسة، وتقوم هي بتعليم ابنتها، فالحجية ام عزيز تعلمت المهنة من أمها، وعلمت ابنتها الحجية ام رعد نجية، وكانت من عملهن تحضير الطشت والماء الساخن والصابون للمولد ليكون طاهرا، وتمنح الفوطة والصابونة الى القابلة هدية مع مبلغ من النقود بشارة.
    واما يوم الحمام فكان من الأيام المشهودة في كربلاء يعاملونه كالعرس طبخ ومعازيم ويأخذون الى الحمام فواكه وشرابت وماء ورد ويأتون بالغداء الى عاملات الحمام، ومنه صينية الى بيت القابلة. رحم الله أيام زمان، ولا نريد أن نقارن بما يحصل اليوم؛ لأن الموضوع لا يحتاج الى مقارنة.
    التعديل الأخير تم بواسطة علي حسين الخباز; الساعة 13-04-2024, 02:57 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X