ما الذي يمنع أن تشارك المرأة في الانترنت؟ فهو عمل تربوي جمالي يقرّب المسافات، ويقوّي الصلة بين الناس، ويسهّل نشر الدين والعلوم والثقافات، ويمنح المرأة مجالات خصبة للمشاركة في الأمور الدينية، وبالبحث والتعليم عن بُعد، والعمل الحسن الذي يكسب المرأة الأجر والثواب، ويقرّبها إلى منهج أهل البيت(عليهم السلام)؛ لتسير في خطى مولاتنا زينب(عليها السلام)، وتعمل على نشر المعرفة عن طريق المقالات، وقراءة الكتب وإدارة الحوارات، ولتسليط الضوء على منهجية الهدى والصلاح.
هل هناك من ينكر وجود أقلام نسائية قدّمت الكثير من العلم والمعرفة ورسّخت مفاهيم الإسلام، وظهور بعض الأمور السلبية شيء متوقع أمام هذه الملايين من مستعملات الانترنت.
في هذا الاستطلاع، نريد أن نرى كيف ينظر الشباب الى بنات الانترنت، التقيت الباحثة (زكية إبراهيم جرهم) وهي باحثة اجتماعية ترى أن عالم الانترنت عالم واسع يشبه النار له أكثر من استعمال، ممكن أن يستعمل للإنارة والطبخ والدفء، وممكن أن يحرق ويحول الدنيا إلى رماد، وأجد أنّ الكثير من النساء يستخدمن الانترنت بروح محافظة وروح إيمانية، وفي قضايا ذات طابع شرعي إسلامي يناقشن أمور الدين، ويتحاورن في قضايا المذهب، ومنهج أهل البيت، ويشتكرن في تأسيس منتديات حسينية مباركة تخدم الاحتفاء بمناسبات أهل البيت(عليهم السلام).
وبالمقابل، هناك انزلاقات خطيرة عبر مواقع توهم المرأة بالثقافة والحرية والانفلاتية، مواد متنوعة تمتلك جاذبية إغواء وإغراء، هذه المسألة تُقاد عبر وعي الفساد، لكن الذي أود أن أقوله: إنّ التحاور عبر عنوان (فتيات الانترنت) دون النظر إلى فتيان الانترنت وانقيادهم الخطير إلى مواقع إباحية، بمعنى يجب علينا النظر على أنها قضية الإنسان الشباب الواعي صراع ديني أخلاقي، لا بد في النتيجة أن ينتصر فيها البيت.
حنين علي - كاتبة واعلامية:
يدور الصراع الفكري عبر المؤسسات الساعية لترويج الضياع وزرع الموبقات، وجرّ المرأة الى الحرية المنفلتة عبر العناوين الدسمة مثل: المساواة، والحرية، والعدالة، والتحرر، لهذا نجد أن المرأة المسلمة مرآة مجاهدة وأصبح لها وجود ملموس وسطوة كبيرة في موازنة الوجود الفكري، تحررت من مكبلات الذاتية مثل: جمالك سيدتي، والأزياء، والجماليات، والموضة، إلى كماليات روحية.
وأعتقد أن من الظلم أن نقارن جهد المفكرات وسعي المجدات والمجتهدات ورغبة المتعلمات بتصرفات بعض المنفلتات في الانترنت او خارج الانترنت. والمعلوم ان الانترنت وسّع مساحة اللعب، لهذا أجد ان الاهتمام بقضية المرأة اليوم لا بد أن يدعم وجود المرأة في هذا العالم الافتراضي، ولا خوف عليهم، فهن محصّنات بالإيمان وعفة نساء أهل البيت(عليهم السلام).
انعام حميد الحجية - تربوية واعلامية:
كوني امرأة ومشاركة فاعلة في شبكة التواصل الاجتماعي، أرى أن من الضروري ان أشارك برأيي عبر تجربتي أجد أولًا أن علينا تحديد نوايا استعمال هذه الشبكة: ماذا تريد من الدخول، إخلاص النية؟ ماذا أريد أنا؟ أريد الاستفادة، أريد المعرفة وفتح آفاق التعارف الجاد, تحديد هذه النية يزكي لنا سلوك المرأة، والنية ترسم لنا الهدف، والهدف هو رضا الله سبحانه وتعالى، والمشاركة في ترصين ثقافتي والتمسك بالنهج الامامي التربوي المعصوم.
خيري الخزعلي - كاتب مسرحي:
على المرأة أن تختار المكان الذي يليق بوجودها، هناك أنواع الشبكات منتديات منوعة بكل منتدى منهج، منه ما ينمّي قابلية المرأة ثقافيا وعليها الابتعاد عن المتاهات الفكرية والاجتماعية، ووصل الأمر في بعض المنتديات إلى اللا أخلاقية، لكن النعمة تبقى أن باستطاعة المرأة تكوين مجموعات مختارة من الموهوبات أو الجادات في تنمية معرفتهن، ومعظم المواضيع المختارة هي ملخّصة من الكتب، ويوفر الانترنت المعلومة والوقت، وهنا يعني استثمار التخصصات لكل امرأة تخصص تقدر أن تخدم به دينها، والتجربة في الكتابة الحية تؤثر أكثر من المنقول والجاهز والمكرور.
يعقوب يوسف العبد الله - اعلامي:
انفتاح الشابة على مجتمعات أخرى تحمل قيما وتقاليد مغايرة تماما لقيم وعادات مجتمعنا الإسلامي، وتندمج مع عادات وتقاليد ينهى عنها الدين الإسلامي، بالمقابل يمكن للفتاة الحصول على المعلومات التي توسع اكتساب المعرفة والانفتاح على العالم، ويمنح الفتاة القدرة على التعامل مع الناس.
الخلاصة:
الجميع يدرك أهمية الانترنت، ويعوّل القضية على نوعية الاستخدام الاصلح، الجميع يتفق أنه لا بد من وجود رقابة مستمرة من الوالدين لا تسمح للفتاة من استخدام الانترنت في عزلة، وأن يكون الاهل على علم في جميع مراحل التواصل، وأن يكون الاهل على بينة بجميع متعلقات هذا الاستخدام.