تولّى الإمامُ الرضا (ع) مقامَ الولاية والإمامة وقيادة المسلمين، بعد وفاة أبيه الإمام موسى الكاظم (ع)، فكانت حياته تمثل حلقة من حلقات التوسع في القواعد الشعبية التي بلغت في عصر إمامته أوج عظمتها واتساعها. وعاصر عدة ثورات وانتفاضات ضد العباسيين، حتى أن بغداد وهي عاصمة الخلافة، طوقت هي الأخرى بهذه الحركات الثورية، وهددت حكمهم، وخاصة في بداية حكم المأمون، الذي اضطر لعقد ولاية العهد للإمام الرضا (ع)، رغم امتناعه من قبولها، فأجبره على الرحيل من مدينة جده رسول الله (ص) إلى مرو، ليكون تحت نظر الحكومة وتراقب تحركاته، لهذا لم يصحب الإمام أي أحد من أهل بيته معه في هذا السفر، لكي يعرف الناس أن هذا السفر هو نوع من النفي ولم يكن برضاه.
وصل إلى مرو في العاشر من ذي الحجة في نفس العام، واستقبل بالحفاوة والتكريم من قبل الشخصيات الكبيرة والأهالي في كل بلدة يمر بها، ولما وصل إلى نيسابور، طلب منه أهلها أن يحدثهم بحديث ينفعهم، فحدثهم وهو في هودجه بحديث (السلسلة الذهبية)، والحديث ينقله عن آبائه (ع)، حتى يصل إلى الإمام علي بن أبي طالب (ع)، ثم عن رسول الله محمد (ص)، عن الوحي جبرائيل (ع)، عن الله عز وجل، وسمي هذا الحديث بحديث (السلسلة الذهبية)، لأن كل رواة هذا الحديث أئمة أطهار، ونص الحديث هو: (كلمة لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي)؛ وكان المحدثون يحيطون بهودج الإمام الرضا (ع)، ولما سمعوا بهذا الحديث أخرجوا أقلامهم وكتبوا الحديث، وأضاف الإمام الرضا (ع) جملة جديدة وهي: (لكن بشرطها وشروطها وأنا من شروطها).