الآخر نعمة من الله فضيلة، هذا العالم بطبيعة القول يقصد الآخر الآدمي، الآخر الانسان الذي يستطيع أن يترك من نفسه فرصة للتعايش السلمي، الآخر الذي يدرك معنى المعايشة، الآخر الذي يحترم الآخر، دون مؤامرات ودسّ ونفاق.
الآخر الذي يفهم معنى حرية الرأي عندما يريد أن يعطي الرأي، الآخر الذي يعطي فرصة لرأي الآخر، ما نفع ان يكون مسلما وهو بلا التزام حقيقي لمعنى الدين.
الآن على سبيل المثال، الآخر الذي يأمرنا العالم أن نعتبره الآخر، ونتحاور معه، مع من نتحاور؟ التفجيرات أم التفخيخات والموت المستورد وأصحاب المنطق الأعوج؟
وعلى سبيل الهمّ اليومي، لابد للآخر أن يشعرني انه انسان له حرمة واحترام، وتقبل الانسان الذي يتعايش معه، لا على اساس التوافق المزاجي، وانما على اساس المسؤولية الاخلاقية.
ما نفع الصوم والصلاة وبالمقابل هناك عملية تفنن في الايذاء، تفنن في أحدث أساليب المقت والحقد والاذلال؟ الاحترام العام ليس له شروط وقياسات، الاحترام دين وليس موافقات قبول حسب الميول والرغبات.
احترام الآخر حضارة بعيدة عن التزلف والنفاق والغيبة والنميمة والدس الذي يصل حد الحقارة في التعامل، بعد هذا كله نتحدث بالدين، ويعسوب الدين(عليه السلام) علمنا في وصيته لمالك بن الاشتر كيف نتعامل مع الآخر بشرف، أولها ان يشعر القلب بالرحمة، فما فائدة من لا يمتلك الرحمة في رسم انسانية العمل، ولا يستطيع ان يستوعب من معه ويحب من يعايشه في رقعة العمل أو الوجود؟
حقيقة اسأل سري دائما: ما نفع انسانية انسان لا يمتلك الرأفة واللطف وحسن المعاملة؟ اي مسؤول حين تستمكن في داخله القدرة على الظلم عليه ان يتذكر قول امير المؤمنين(عليه السلام): «ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا، فالناس صنفان: إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق»، هذا هو مفهوم التعايش مع الآخر، ربما ابتسامة في سبيل الله، ربما سؤال صادق عن الحال ليكون الآخر حقيقيا.