إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شباك إبليس الجزء الثاني بقلم: زينب العارضي - النجف الأشرف

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شباك إبليس الجزء الثاني بقلم: زينب العارضي - النجف الأشرف


    وتستمر المعركة بين الشيطان والإنسان، منذ بداية حياته وحتى رحيله، قد تتخذ ألوانا مختلفة وتمرّ بأشكال متعددة، ولكن النتيجة التي يطمح إبليس في الوصول إليها واحدة، أن يرى العبد عاصيا لمن خلقه وأنعم عليه، متنكرا لما أمره به، بعيدا كل البعد عنه، يغرق في غفلته، ويسدر في غيه، وكلّ مناه أن يبقى كذلك حتى نفاد عمره ومنتهاه، ليبوء بغضب الله (جلّ في علاه)، ويسقط في قاع جهنم حيث مكان إبليس ومثواه.
    ومن ألعن شباكه المردية التي ينصبها للغواية، ارتكاب المحرمات والمعاصي، وإفساد الحياة الزوجية، التي أرادها الله تعالى أن تكون أنسا وسكنا للإنسان، وبابا لتربية الأجيال على التقوى والإيمان، ولكنه الشيطان يتربّص بالنفوس الضعيفة، وينصب شباك غوايته ويلبسها حللا مزيفة، تبهر بزخرفها النظر، وتغشي بزبرجها البصيرة والبصر.
    كنا قد طرحنا سابقا أحد أسباب وقوع الزوجين في هاوية الانحراف، وإفساد الحياة الزوجية بارتكاب المخالفات الشرعية، واليوم سنكمل لنذكر لكم سببا آخر من أسباب السقوط في هذه الهاوية:
    - إهمال الزوجين وعدم اهتمامهما بأداء حقوق بعضهما:
    فالأسرة لا يمكن أن تكون مستقرة ما لم ينهض كل فرد فيها بدوره ويؤدي واجبه تجاه شريك حياته، ولما يخفق أحد الطرفين في أداء حق الآخر تطفو على سطح الحياة الزوجية المشكلات وتتصاعد وتيرة الخلافات، ويدخل كلا الطرفين في دوامة النزاعات والمشاجرات، وهنا يكون المجال رحبا أمام الشيطان لغواية الإنسان، فتكون فرص السقوط أكبر، والانجرار أسرع وأخطر، خاصة في ظلّ التحرر من الضوابط الشرعية والاستهانة بالمعصية والمنكر، والمبرر هنا جاهز وحاضر: فشريك حياتي مقصر تجاهي ولا ينفع معه أي أسلوب، ويحقّ لي أن أبحث عن سعادتي مع شخص آخر لأسترجع حقي المسلوب!
    وهكذا تبدأ رحلة الانتكاسة والاستهانة بارتكاب المعاصي والذنوب.
    ومع ضعف العلاقة مع الله سبحانه، وتعدد أسباب السقوط، ويسر الوصول إليها، يكون من السهل جدا أن يفقد المرء إيمانه، فيتردى وينحرف عن مساره المستقيم، ويعاني عذابات المعصية وشؤمها العظيم، وربما يقوده الشيطان الرجيم لما هو أكبر من ذلك، حتى يرديه بعد أن أفلح في إزالة ما بينه وبين ربّه من الخشية والإجلال والتعظيم.
    وفي الوقت الذي يؤكد فيه الإسلام على أتباعه أن لا يسمحوا لأي أمر أن يكون مبررا لوقوعهم في المعصية مهما كان عظيما، فإننا لا ننكر أن خطأ الزوجين وابتعادهما عن بعضهما وإهمالهما لرغباتهما، وعدم سعيهما لأداء حقوق كل منهما، كان سببا من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ضياعهما وابتعادهما عن الحياة الزوجية الحقيقية، التي ينبغي أن تكون واحة للهناء والسعادة، ومنطلقا لكل تألق وسمو وريادة.
    كان هذا أحد أسباب الانحراف الذي نشهده اليوم بألم في ساحة مجتمعنا، ولا شك أن هناك أسبابا أخرى سنسلط عليها الضوء في القادم من مقالاتنا، وسنقف على الحلّ والعلاج بإذن الله تعالى وتسديد إمامنا، فكونوا معنا.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X