إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التأمّل الجاد أمونة جبار الحلفي2

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التأمّل الجاد أمونة جبار الحلفي2



    من أعظم الشخصيات التي عرفها التاريخ الإنساني في جميع مراحله، هي شخصية الرسول الكريم محمد (ص). والتأمل يمنح المتأمل أشياء غنية لتشخيصات دقيقة تدخل ضمن مدركات التحليل الأمثل لمعالجة المواضيع التاريخية.
    التأمل قادر على تشخيص مواطن ضعف المواضيع التاريخية التي أخذت طابع الرسوخ الذهني من خلال طبائع قرائية أسست نشوءها ومهّدت لتناميها سياسات ذات استراتيجيات ممصلحة؛ ليكون هدف هذا التأمل السامي ليس في إعادة صياغة كتابة التاريخ فحسب، بل في بلورة النتائج الموروثة برؤىً موثوقة، تنسجم وجلال قدر النبوة.
    التأمل الجاد يكون في مصاف المعالجات التأريخية لهذا الموضوع حيث قداسة النبوة تنصب في عرض رؤى تفصيلية، تأخذ هذه السمات على محمل البحث والتحليل.
    ولا شك أنّ الرسول العظيم محمدا (ص) هو من أعظم الرموز الإنسانية التي عرفها التاريخ، وبإمكان المتأمل المدرك أن يلمس وبوضوح المعاناة التي كابدها هذا الرسول العظيم؛ ليكون الأكثر مظلومية لما تعرض له في حياته من جفاء، ولما تعرضت له سيرته من تحريف من أجل الميل بقيم التمثيل الرسالي.
    والتأمل الجاد يدرك أن النبوة ارتباط بمعنى عبادي، وارتباط يحتاج إلى تأييد إلهي أيضا، ليستحضر يقينه حسب مقتضيات الوضع الخاص، ويسمّى علمياً بـ(المعجزة)، وجميع الأنبياء تمتعوا بمثل هذه المعاجز التي تتناسب مع التكوينات الفكرية الزمانية والمكانية لمجتمعاتهم.
    ومن نتائج التأمل اليقيني قراءة التاريخ قراءة فاعلة، تنهض برؤى فكرية تشخص لنا فاعلية هذه الرموز في سرديات التدوين المزيف، والموضوعة بتقنيات مسيّسة.
    نحن نحتاج الى تأملات قادرة على تشكيل لجان علمية تقرأ البحوث المدونة في سيرة الرسول الكريم(ص)، وهو توثيق مدرك يشهد أن التاريخ المقروء الآن لا يحمل مواصفات حقيقية لسمات فضلها الله(عزّ وجل) على جميع البشر، بل هي تكوينات مزوّرة، وشهادات إثبات لواقع تخيلي بعيد كل البعد عن أخلاقيات النبي(ص) بما حفظه الله من الزلل، وتعهد له السلامة من الخطل، وشهد له القرآن الكريم بصفات جليلة وخلق عظيم.
    لابد لهذه التأملات الواعية من إدراك الأبعاد الفلسفية لماهية الانتداب الرسالي، تثير في المتلقي الكثير من الأمور الذهنية؛ لكون أغلب الإدراك العام يحمل الكثير من الموضوعات كمعتقد آثر عملية الترسيخ.
    فالعملية تحتاج إلى تأمل فكري ناضج، هذا التأمل لم يأتِ من فراغ، وانما الله سبحانه تعالى توجه بسبل الرشاد، ومنهم حملة الرسالات الأنبياء بعدما يمنحهم الجلال والبهاء من أجل خلق قوة تأثير كبيرة، ترشد هذه التأملات الى الهداية والصواب، فلابد أن تكون قوية؛ كي لا تضعف بالشكل الذي يقدمونه لنا، وكأن الانبياء فيهم خور يحتاج منا ان نقوّي عزائمهم!! أنبياء سطر لنا التاريخ لهم سمات ضعيفة منهكة، بينما هم أنبياء زادهم الله تبجيلا.
    ويطلع لنا بعضهم ليتحدث عن الهجر والاتهام بالميول الشخصية، إنه نبيّ يُوحى إليه بأمر الله سبحانه تعالى، أبعد عنه جانب الهوى، ومنحه شهادات قرآنية أثبتت جدية الوحي، وهم مرة يتهمونه بالكذب والزور، ومرة بالسحر والجنون.
    أكيد أنه كان ينقصهم التأمل الجاد لاستخلاص مراتب اليقين، يا إلهي أيعقل أن تصل النتيجة الى أن يصبح النبي(ص) أكثر شخصية مظلومة، وليطلع لنا البخاري بنبيّ لا علاقة له بنبي الدين الاسلامي!!
    نبيّ يدلّه شيخ على نبوّته، ويتصرف بنزق وبطيش الرجولة التي ليس لها قواعد انضباطية، وهو الرجل الذي نزّهه الله بالعظمة، لابد لنا من تأمل قادر على أن يكتشف معنى «ما أوذي نبيّ قط مثل ما أوذيت».
    صلوات الله عليك وعلى أهل بيتك مولاي يا رسول الله.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X