سلاما ... إمامي الحسن العسكري) (علي حسين الخباز)

[علي حسين الخباز]

(
ليس بيدي أن أجسد ظلك في شجر الماء..
أو أن أمنحك مهابة تثمر ضوءًا وعافية..
ولا بيدي أن أزكي الغيمة لتمطر لك شجرا تغزل منه ظلالا يحميك من غضب الشمس..
ولا أقدر أن اجعلك نجمة تتوهج في قلب ليل.. فاخلع عنك إسمال أمانيك.. "يا جعفر"..
وأعلم أن منزلة العصمة عند أخيك تهرش أضلاع الحزن بوجه صبوح.. ترطب الشمس عن وجنتيه..
والندى شفتيه.. كتاب الله يحميه من كل عرش بليد..
لم تكن بنا تضيء قناديل الكون..
بل كانت تحكم العالم هيبته.. بلا عرش له قلق أكبر منه.. وبلا عساكر تقبع عند كيس أمير..
ولا أسلحة تفتك أحلام الناس..
كان عرشه الفقراء... كنا يا جعفر نطعن كل نسمة تعتنيه..
حتى أنَّا كنا نشعر بأن الأرض بإمرتهِ تدور..
أنا المعتمد العباسي.. انا من سعى ليسرق النوم من رمش ليله فعجزت..
أكيد له الهواء سما وأقتحم مهاجع النوم في حرب لم تهدأ يوما..
أدركت حينها أن الله سبحانه يمنحه الرفعة فتعصمه من كل شر..
أشهد له بحسن السمعة والعلم والعبادة..
وكل كينونة من هذا العرش الشارد بالتيه يدري أنني أبجله..
لكن الحكم عقيم، فإذا كنت تملك ظلا من شجر تقواه، فلا حاجة لك بي..
وأن لم تكن تملك إلا أشلاء أماني ميتة، فاعلم أني لا أغنيك بشيء..
دعني يا جعفر أسمعك صوت الشاعر الذي قادني اليوم اليك..
الماء لا يخون أرومته..
والسلام شجرا من أمان..
فسلام الله عليك سيدي وإمامي الحسن العسكري