إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زينّب تُؤنب نهر الفُرات رحاب سالم البهادلي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زينّب تُؤنب نهر الفُرات رحاب سالم البهادلي


    اُغبرّ الجو وهاجت الصحراء برِمالِها الحارة، وأنزَلت الشمس اشعتها بحرارة لم أرى لها مثيلٌ من قَبل ،ليس يوماً عادياً فكُلما اشتدّت الحرارة إزدادَ زواري، اسقيهم منْ مائي العذب فَيرتوون،
    في حرِ الصيف القاتل وفي ظهيرة يوم العاشر من المحرم رأيتُ العجبَ العُجاب، (أنا نهرُ الفُرات) أشهد أني لم أرى في حياتي شخصاً مثل هذا الفارس الشّجاع اللذي وصَلني وقَلبهُ يخفقُ شوقاً للماء من شدة العطش،
    لقد كان ضمئاناً وشفتاه ذابلتان، والماء يجري بين يديه، كان له أقرب من العين للحاجب، يحملهُ بين كفيهِ لكنه رما به فجأةً،
    ملئ قّربتهُ بعدها وهمس لي بكلماتٍ، كأنها سهمٌ قاتل، ذهب بعدها تاركني خلفه ولم يلتفت لي حتى، استغربت الموقف لم أرى عُطشاناً يرمي الماء قط،
    هاجت إمواجي وإرتفعت صارخةً بأعلى صوتِها، تعالَ اسقيك ايها الشُجاع الضامي، لاترحل وتَمَهلّ، لكن دون جدوى! لم يلتفت لي وأشاح بناظريه عني،
    تعجبتُ من الموقف! ماهذا الزُهدُ ايُها الزاهد؟ ماهذا العشق الإلاهيّ الجميل؟
    كيف لعطشاناً ان يُخلفَ الماء ورائهّ دون ان يروي عطشة! ماهذا الإيثار من أنت ايها البطل الهُمام؟ ،
    لازلتُ غارقً في تسائولاتي حتى جائني الجواب بصوتً حزين هز اعماقي وهاجت له امواجي من عذب ما اخبرتني بِه،
    قالت لي :اتسأل يافُرات من هذا؟
    اوحقاً تسأل من يكون هذا العطشان الزاهد؟ ارتعدت من صوتها، وشعرت كأن علي بن أبي طالب يكلمني، لم انطق بأي كلمة، بل سكنت حتى امواجي من هيبة صوتها،
    قالت لي أعلم يافُرات أنهُ قمر بني هاشم، أنهُ أبن الطاعن بالرمُحين والضاربُ بالسّيفين وابن من قاتل ببدرٍ وحُنين،
    ربيب ربات الخدور، أنه العبدِ الصالح، الساقي المُهذب، القائد والكفيل، المدافع عن أولاد رسول رب العالمين ،حامي الضعون وكافل خدري، أنه العباس ونعم الأخُ،
    أخي وقُرةُ عيني ونبض فؤادي، وعمود خيمتي، ويحك يافُرات أتسأل من يكون سيد الماء،انه من مات ضمأناً بقربك يافُرات،
    فقلت سيدتي: لاأسأل من يكون جهلاً مني بهِ ، اوهل يخفى القمر، لكن فعله العظيم قد شغلني عن معرفة حقيقته ،فلا يعرف مكنون سركم غيركم آل البيت، كما أني أقدم لكم العُذر مولاتي، ليس لي ذنب في ذلك، لقد قَربّتُ منهُ الماء ليرتوّي لكنّه ابى ان يشرب عندما ذكر عطش أخيه الحسين عليه السلام،
    وقال: لا أشربُ مائكَ يافُرات واخي الحسين وعياله عطشا،
    علمت وقتها أنه عشق إلهي لايدركهُ مثلي، فتسألت من يكون هذا البطل، لأني لم أرى مثل هذا الإيثار على مر الزمان،
    فكيف لي إدراك مكنون هذا العبد الصالح، من هنا جاء سوالي فمثلي لايدرك حقيقة مثله،
    أعجبني
    تعليق
    مشاركة​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X