إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ميكانزماتٌ أموية بقلم : مرتضى ابو حميدة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ميكانزماتٌ أموية بقلم : مرتضى ابو حميدة


    قد يبدو العنوان غريباً لأول وهلةٍ، أو مثار إستنكار لدى طيفٍ واسعٍ من القراء، الذين تجاذبهم زخرف القول ، لدى أدعياء التجديد والحداثة والقراءات المعاصرة ..وهه لو طُبقت فعلاً ، ستكون في صالِح (عنوان المقال) وليس ضده..
    إذ لا يختلف إثنان ، حول تبني الدولة الأموية منهجبة (الغاية تبرر الوسيلة) ، من اجل تثبيت دعائم ملكها وأركان سلطانها، وتبعاً لذلك فقد مارست ضخاً إعلامياً واسعاً ومركزاً لأجل تحقيق الغاية.. فتراها تبتدع بين فترة واخرى وسائل دفاعية ، تمحو بها سجل الجرائم والموبقات التي مارستها سابقاً ، وكأنها قد أعدت العُدة لـ(تعددية الأدوار) و(تقمص الشخصية المستقيمة)، لِتَبْدَأ بعدها بممارسات ثقافية وفكرية وإجتماعية أشد جُرماً مما بُررَ له ..وهذا ما نجده في محاولاتها المحمومة لإبعاد مسؤولية الجريمة المروعة التي أقدمتْ عليها في كربلاء سنة 61هـ، بحق أهل بيت النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)..حيث إستخدمت حِيَلاً دفاعية (ميكانزمات) كما يسميها علماء النفس والسلوك الشخصي..
    وللتوضيح ،فإن الميكــانزمــات الدفاعية ، مفهوم أدخله (فرويد) والذي يعتقد" أن الناس يلجأون إليها لحماية أنفسهم ،وتساعدهم على معالجة الصراعات والإحباطات، وهي أساليب عقلية لا شعورية تقوم بتشويه الخبرات وتزييف الأفكار والصراعات التي تمثل تهديداً "..
    وهذا يدخل في منظومة (تزوير التاريخ الشامل) ، والتلاعب بأحداثه وجزئياته ، ومن ثَم توجيه البوصلة الذهنية كما يحلو لها ..وهنا أستحضر مقالاً للكاتب المصري (شريف عبد الحميد) بعنوان (فن تزوير التاريخ) نشره بتاريخ 16/7/2017 على موقع ثقافة ومعرفة ، يقول فيه " وقد تكون أسبابُ التزييف أو التزوير في التاريخ متعمَّدةً، فمنها: الميول والأهواء الفكريَّة والمذهبيَّة ، إرضاء الحكَّام ورجال السلطة.."
    وهذا وجدناه عند الدولة العباسية ،الوريثة الوفية لـمنظومة (معاداة أهل البيت عليهم السلام) إذ أثبتت الباحثة التونسية (جيهان عامر) في كتابها (صورة الحسين بن علي في المتخيل الإسلامي) والذي نشرته كلية الآداب والفنون والإنسانيات، تونس 2015" أن أحداث مقتله (الامام الحسين عليه السلام) دوّنت في بداية العصر العباسي، فكان أصحاب السلطة يعملون على إدانة أسلافهم الأمويين، وعلى تجريد صورة الحسين من هالة القداسة في آن"
    وقد نجحت المنظومتان الاموية والعباسية معاً، في ترسيخ ثقافة (شيعة الكوفة .قتلة الحسين)..!!!
    ونحن بدورنا نتساءل: هل كانت الكوفة شيعية؟
    طبعاً ،قد يستغرب الكثير طرح هكذا تساؤل!! وهل يُشكُ بأن الكوفة شيعية؟ ألم يخترها أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بناءً على هذا الأساس؟
    وكي نجيب عن هذا التساؤل إجابة تجمع الإثبات والنفي بنفس الوقت (بمعنى) إثبات براءة الشيعة من هذه الشبهة من جهة، ونفي هذا الفرضية بالمجمل..
    يعني نتبع منهج (الإستقراء) ..حيث ان الاستقراء هو أحد طرق الاستنتاج الذي يستخدم
    أفكاراً وحقائق مفردة ،للوصول الى حقائق عامة واستنتاج سليم ..ولندخل في مقدمات تقودنا بالنتيجة ،ال الغاية المطلوبة ،والمتمثلة بالاجابة عن هذا التساؤل..
    اهم منجز دموي قام به بني امية في الكوفة ، تمثل بتصفية قادة الشيعة وزعماؤهم ..ومثال على ذلك (حجر بن عدي) الصحابي الكبير، كان كبير شيعة الكوفة ومصدر القلق الاول للسلطان الأموي .. لنفهم كيف يقيمه علماء الحديث وموسوعات الصحابة عند جمهور المسلمين؟؟
    أطلق عليه صاحب المستدرك على الصحيحين ( ٣ / ٥٣١ كتاب معرفة الصحابة) لقب" راهب أصحاب محمّد " الذي كان شائعاً بين أهل الفن والإختصاص..
    الحافظ ابن حجر العسقلاني في(الإصابة ج٢ / ص37 رقم ١٦٣١) يصفه بـ " شهد القادسية ،شهد الجمل وصِفّين ، وصحب عليّاً فكان من شيعته ، وقُتل بمرج عذراء بأمر معاوية.."
    الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء ٣ / ص٤٦٣ رقم ٩٥) يقول عنه " كان شريفاً ، أميراً مطاعاً ، أمّاراً بالمعروف ، مقدِماً على الإنكار ، من شيعة عليٍّ ، شهد صِفّين أميراً ، وكان ذا صلاحٍ وتعبُّد .."
    انتبه لتوثيق الحافظ ابن حجر العسقلاني وشمس الدين الذهبي (من شيعة علي)..
    وبما أنّ (حُجراً) من الصحابة الأجلّاء ،احتاجوا لتنفيذ جريمة التصفية الجسدية ،الى خطوات قضائية رسمية مزيفة ..فأستعانوا بشهود لا يحتاجون الى توجيه ،لانهم من المبغضين لـ(علي) عليه السلام ومن كبار النواصب !!
    نعم من النواصب ..الذين بمجرد البحث البسيط واليسير، ستتعرف على بغضهم لأهل البيت عليهم السلام، منهم : عمرو بن حريث ، أبو بردة بن أبي موسى الأشعري ، إسحاق و موسى و إسماعيل أولاد طلحة بن عبيد الله، المنذر بن الزبير بن العوّام ، عمر بن سعد بن أبي وقّاص، عمارة بن عقبة بن أبي معيط ، شبث بن ربعي ، حجّار بن أبجر ،عمرو بن الحجّاج الزبيدي، شمر بن ذي الجوشن، عامر بن مسعود بن أُميّة بن خلف، عزرة بن قيس ..
    وفيهم كما ترى مجموعة من قادة الجيوش الأموية في كربلاء ،الذين لا تجدهم في تراجم رجال الشيعة، بل في (طبقة الصحابة والتابعين)!!!
    ولتأكيد قولنا هذا ، نستشهد بالمؤرخ الكبير الطبري، في تاريخه (ج5ص361)، حيث نقل المحاورة ، بين عبيد الله بن زياد ،وبين الشهيد (هانئ بن عروة)، يعاتبه فيها على إيواءه (مسلم بن عقيل) " ..: يا هاني: اما تعلم أن (أبي) قَدِمَ هذا البلد، فلم يترك أحدا من هذه الشيعة الا قتله غير أبيك وغير حجر، وكان مع حجر ما قد علمت؟؟.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X