هيَ بذرةُ الفضلِ استطالتْ سنبله
تزهو بحباتِ المروءةِ مُثقله
في موسمِ للعشقِ كانَ ختامُهُ
مسكاً يجددُ بالقداسةِ أولَهْ
مذْ بانَ ذوقُ اللهِ في قسماتهِ
وسماءُ سحرٍ في الوجودِ مهلله
هذا هو العباسُ ملٴَ حروفهِ
سورٌ على صدرِ الاخوةِ مُنزله
بينَ الجوانحِ قد سرى متأبطاً
وجداً بهِ عينُ الجروحِ مكحّله
أفقٌ تجلى في المشاعرِ والمدى
يبني على عرشِ الحقيقةِ معقِلَه
وأناملٌ كالباسقاتِ تفرّعت
أغصانُها بالدانياتِ محمّله
جعلَ الاكفَّ الى الخلودِ سلالماً
وبها ارتقى كالشمس يوقدُ مِشعلَهْ
أحلامُهُ فوقَ الضفافِ نوارسٌ
تهفو على جرفِ الإخاءِ مؤمله
ما سارَ صوبَ النهْرِ يملأُ قربةً
فيهِ استغاثَ الماءُ راحَ ليكفلَهْ
لما رأى أملَ الورودِ مبدّداً
جفنَ الحياةِ بدمعةٍ قد أسدلَه
ثوباً من الإيثارِ حاكَ خيوطَهُ
ما شاءَ في كفّ الأخوةِ فصلَهْ
مرآتُهُ دمعٌ تفجّرَ بالأسى
وضميرُهُ صوبَ العقيلةِ بوصله
والجودُ قلبٌ يستلذّ بصدرِهِ
نبضاتُهُ بالـ ( ياحسينُ ) مرتله
قد ردّ إغراءَ المياهِ مغاضباً
فالجمرُ طعمٌ في شفاهٍ البسمله
سهمُ اندلاقِ الماءِ غارَ بروحِهِ
وأمامَهُ كلّ الجروحِ معطله
إنْ جفّ إحساسُ الفراتِ فلم تزلْ
قربَ الكفالةِ بالشعورِ مبللة
يدري الظما لو كانَ محضَ مقاتلٍ
لمضى بلا كفينِ حتى يقتلَه
فالنارُ في الاحشاءِ تأكل قلبَهُ
وأكفّهُ بالمعصراتِ مكلله
غيماتُ أجنحةٍ ترفرفُ في الفضا
راحتْ لتسقي الامنياتِ معجله
تروي الجحافلَ باليمينِ أوارَها
وعلى اليتامى باليسارِ مظلله
مفتاحُهُ في الحربِ صارمُهُ الذي
لم يُبقِ باباً في جهنمَ مقفله
والموتُ حتى الموتُ أصبحَ ميتاً
ما ظلّ شيئاً في الوغى كي يفعلَه
أقدامُهُ للآنَ ترسمُ في الثرى
آثارَ خطوٍ للإباءِ مُهروله
لما هوى بالعاتياتِ مضمخاً
قصدتْهُ هاماتُ الذرى متذلله
وجبينُهُ برقٌ توهّجَ غيرةً
في منبعِ الشرفِ المعتقِ موغله
في أطلسِ الاشلاءِ بانَ خريطةً
فاقتْ على كلّ العجائبِ مذهله
أنهارُها بين الترائبِ جسّدتْ
صوراً من النجوى تكللُ مقتلَهْ
أعجبني
تعليق
مشاركة