هل ممكن أن يكون الموت أمنية يتمناها الانسان من أجل ان يفارق الدنيا بكرامته شهيدا عزيزا دون ان تذله الحياة ؟،، جواب مثل هذا السؤال استغرق عندي خمس ساعات أو اكثر من القتال الشرس والمقاومة العنيفة ، صارت الساعات الخمس وكأنها سنوات ، كل ساعة مليئة بالحياة ، مخيلة خصبة فتية مفعمة بالآمال ، أصبح حلم النجاة أبعد والتفكير بالشهادة هو الاقرب حين تنفصل الذاكرة وتعمل بما يعزز الحلم ، وكلما تتضاءل فرص النجاة يصبح التفكير منسجما مع الموت ، لا اعتقد ان احدا جرب النزهة مع الموت ، النيران تأتي من جهات متعددة ، الشعور بالحصار هو الحقيقة وبقينا نتنفس جعب الرصاص والبنادق التي هي أعز ما نملك لحظتها ، في مثل هذه الانفاس التي تختتم بها الحياة يصبح الانسان فيها حرا ، رغم ان الواقع الدموي قاس ، اليأس هو اقرب الطرق المؤدية الى حرية الانسان ، لأن الموت ليس هو الشيء المخيف في هذه اللحظات أو الساعات التي هي بمثابة سنوات ، كل الافكار هي جزء من حرية منفلتة من براثن الموت ، لأن الموت اساسا فكرة ملغية لاوجود لها، التفكير في صد الهجوم / المقاومة / النصر / الأرادة على استمرار القتال ، التفكير الجاد في محاولة موازنة ما تبقى من عتاد لتطيل به أمد المواجهة ، هاجس واحد يخذل المقاتل هو هاجس الأسر ، في الحرب كل شيء يشبه بعضه الفصول تتشابه ، الليل ــ النهار والحقيقة ـــ الحلم كل شيء مرعب لكن معايشة الرعب والاعتياد عليه يجعل الرعب مطواعا يشبه أي حلم عابر ، من فرط التعب وشد الأنفاس يصبح المقاتل صخرة ، من يا ترى سيقود لحظتها المصير هو السؤال اليافع ، لهذا نحن نرى ان حرب الطف كان نصرا حسينيا رغم النتيجة المأساوية لأنه هو من قاد المصير ، هو من قال كلمته ، ولم يرفع راية الاستسلام ولو في خاطر المصير ، اعشق الموضع لأنه ممكن ان يكون قبرا لكن لا يصلح ابدا ان يكون سجنا حتى ولو للحظات ، بين لحظة ولحظة انظر الى العتاد واذا فجأة كوميض البرق يمر على جسدي الرصاص ، ويأخذني النزف دماء من كل مكان في جسدي ، ويأخذني نزف الجراح ، نظرت الى كل من كان معي واذا هم مثلي ينزفون ، ورأيتهم غرقى بالدم ، حاولت ان اقف ، لكن لم استطع الوقوف كبوت على وجهي ، كدت ابكي لحظتها لكني ما زلت موجودا في زخم القتال ارمي ، كل من يتقدم نحو الموقع ارمي وانا اشعر بدنو الموت مني حين نفذ الرصاص زحفت الى اسلحة جماعتي ورحت اقاوم بما تبقى عندي من عتاد لا شيء عندي سوى الموت ، لا أملك في هذا الموقف سواه ،جميل ان يموت الانسان وهو يقاتل بجسد مملوء بالجراح ، لحظات يبدو أني فقدت الوعي ، وحين فتحت عيني أحسست بدنو ما كنت اخشاه ، الدواعش يحملوني اسيرا ليحاكموني كما يحاكم الجناة شعرت بالهزيمة تاسفت كثيرا ان اذبح ، بقيت اعاني لساعات وتقدم اخيرا من يعلن محاكمتي ، وقررت ان اتسلح بالصبر والعزيمة وان لا اعطيهم يدا وتقدم الذباح مني ليذبحني من القفا ، حينها صرخت صرخت واذا بي انهض من نومي مرعوبا ،وحمدت الله حين انزاح عني الكابوس ، ما بك ؟ ما بك أحمد؟ لاشيء انه حلم مرعب ،حملت سلاحي وخرجت لأقاتل من جديد
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
من أدب الفتوى ) ( منتظر العلي )
تقليص
X
-
من أدب الفتوى ) ( منتظر العلي )
هل ممكن أن يكون الموت أمنية يتمناها الانسان من أجل ان يفارق الدنيا بكرامته شهيدا عزيزا دون ان تذله الحياة ؟،، جواب مثل هذا السؤال استغرق عندي خمس ساعات أو اكثر من القتال الشرس والمقاومة العنيفة ، صارت الساعات الخمس وكأنها سنوات ، كل ساعة مليئة بالحياة ، مخيلة خصبة فتية مفعمة بالآمال ، أصبح حلم النجاة أبعد والتفكير بالشهادة هو الاقرب حين تنفصل الذاكرة وتعمل بما يعزز الحلم ، وكلما تتضاءل فرص النجاة يصبح التفكير منسجما مع الموت ، لا اعتقد ان احدا جرب النزهة مع الموت ، النيران تأتي من جهات متعددة ، الشعور بالحصار هو الحقيقة وبقينا نتنفس جعب الرصاص والبنادق التي هي أعز ما نملك لحظتها ، في مثل هذه الانفاس التي تختتم بها الحياة يصبح الانسان فيها حرا ، رغم ان الواقع الدموي قاس ، اليأس هو اقرب الطرق المؤدية الى حرية الانسان ، لأن الموت ليس هو الشيء المخيف في هذه اللحظات أو الساعات التي هي بمثابة سنوات ، كل الافكار هي جزء من حرية منفلتة من براثن الموت ، لأن الموت اساسا فكرة ملغية لاوجود لها، التفكير في صد الهجوم / المقاومة / النصر / الأرادة على استمرار القتال ، التفكير الجاد في محاولة موازنة ما تبقى من عتاد لتطيل به أمد المواجهة ، هاجس واحد يخذل المقاتل هو هاجس الأسر ، في الحرب كل شيء يشبه بعضه الفصول تتشابه ، الليل ــ النهار والحقيقة ـــ الحلم كل شيء مرعب لكن معايشة الرعب والاعتياد عليه يجعل الرعب مطواعا يشبه أي حلم عابر ، من فرط التعب وشد الأنفاس يصبح المقاتل صخرة ، من يا ترى سيقود لحظتها المصير هو السؤال اليافع ، لهذا نحن نرى ان حرب الطف كان نصرا حسينيا رغم النتيجة المأساوية لأنه هو من قاد المصير ، هو من قال كلمته ، ولم يرفع راية الاستسلام ولو في خاطر المصير ، اعشق الموضع لأنه ممكن ان يكون قبرا لكن لا يصلح ابدا ان يكون سجنا حتى ولو للحظات ، بين لحظة ولحظة انظر الى العتاد واذا فجأة كوميض البرق يمر على جسدي الرصاص ، ويأخذني النزف دماء من كل مكان في جسدي ، ويأخذني نزف الجراح ، نظرت الى كل من كان معي واذا هم مثلي ينزفون ، ورأيتهم غرقى بالدم ، حاولت ان اقف ، لكن لم استطع الوقوف كبوت على وجهي ، كدت ابكي لحظتها لكني ما زلت موجودا في زخم القتال ارمي ، كل من يتقدم نحو الموقع ارمي وانا اشعر بدنو الموت مني حين نفذ الرصاص زحفت الى اسلحة جماعتي ورحت اقاوم بما تبقى عندي من عتاد لا شيء عندي سوى الموت ، لا أملك في هذا الموقف سواه ،جميل ان يموت الانسان وهو يقاتل بجسد مملوء بالجراح ، لحظات يبدو أني فقدت الوعي ، وحين فتحت عيني أحسست بدنو ما كنت اخشاه ، الدواعش يحملوني اسيرا ليحاكموني كما يحاكم الجناة شعرت بالهزيمة تاسفت كثيرا ان اذبح ، بقيت اعاني لساعات وتقدم اخيرا من يعلن محاكمتي ، وقررت ان اتسلح بالصبر والعزيمة وان لا اعطيهم يدا وتقدم الذباح مني ليذبحني من القفا ، حينها صرخت صرخت واذا بي انهض من نومي مرعوبا ،وحمدت الله حين انزاح عني الكابوس ، ما بك ؟ ما بك أحمد؟ لاشيء انه حلم مرعب ،حملت سلاحي وخرجت لأقاتل من جديدالكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس