بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
في بعض الأحيان يشعر الإنسان بالاكتئاب بأن ما من شيءٍ سيجعل نفسيته تتحسّن، بإن شيء يكبّله فيصبح عاجزاً عن القيام بأمور كثيرة وحتى عن طلب المساعدة. وإن لا طاقة لديه، وثقته بنفسه تتدهور، كذلك حماسته وشغفه يزولان.
فعليه أن يتذكّر أنه أمر شائعٌ جدّاً ويمكنه تجاوز ذلك وعليه اتخاذ بعض الإجراءات للقضاء على ما يحطّ من حالته الذهنية والنفسية:
لا تعزل نفسك:
عندما تُصاب بالاكتئاب، قد تسمع أصواتاً تدعوك لأن تظلّ وحيداً، وأن لا أحد يهتم لك وأن لا شيء يجدي نفعا . لا تصغِ إلى هذه "الأصوات". الجأ إلى صديقٍ تثق به عبّر عمّا تمرّ به ، ففي التعبير عمّا يخالجك ستخفف من نفسيتك وتفتح الباب أمام الخروج من اكتئابك .
أن التكلم عن مشكلاتك وهمومك ليس أمراً أنانياً أو شفقة على النفس كما يعتقد البعض، بل أمر ضروري عليك القيام به وهو ما سيقدّره أصدقاؤك أوعائلتك.
حاول أن تندمج مع بعض الأشخاص المقربين لك وتنخرط معهم في بعض الأعمال النافعة .
تعرّف إلى صوتك الداخلي المنتقِد وتغلّب عليه:
ترافق الاكتئابَ ذهنيةٌ محطّمة للذات منتقدة على الدوام لذاتك ولتصرفاتك، ما يجعلك منزعج قلق متشائم سلبي، لا تستسلم لهذه الذهنية وتتقبل الهوية السلبية التي تقدّمها عنك معتبراً أن هذه الهوية هي فعلاً ما يمثّلك.
عليك أن ترى أن هذا الصوت كالإنفلونزا التي لا تسمح لك بممارسة الحياة بشكل طبيعي لكنك تسعى للتغلب عليها وعدم الاستسلام لها والبقاء في السرير، لا تصغِ لهذه الانتقادات التي تقولها لنفسك والداعية إلى تشاؤمك وسلبيتك وعزل نفسك والتخلي عن هواياتك. فعندها تعطي هذا "الصوت" قوة أكبر وقدرة أوسع على التأثير فيك. إذا عليك أن تلاحظ عندما يشتدّ "الصوت الداخلي المنتقِد" لديك، أن تتخذ نظرة منطقية وإيجابية احترازياً، حتى لا يؤثر فيك.
شاهد مسلسلاً أو فيلماً أو مقطع مُضحكاً:
قد يبدو الأمر سخيفاً أو بسيطاً جدّاً، عليك الاستعانة بأي شيء يجعلك تضحك أو تبتسم ، لأنه سيساعد على إقناع دماغك بأنك سعيد. إذا اعتبرت أن الاكتئاب هو صوتك المنتقد لذاتك – كما أشرنا آنفاً – فتَعلَم أنه خدعك وجعلك تشعر بالسوء.
شاهِد المسرحية الهزلية المفضّلة لديك، أو الفيلم الجديد المضحك، أو اقرأ كتاباتٍ هزلية أو حتى نكات!
شاهِد المسرحية الهزلية المفضّلة لديك، أو الفيلم الجديد المضحك، أو اقرأ كتاباتٍ هزلية أو حتى نكات!
لا تعتبر هذه العملية مجرّد إلهاء لنفسك، بل استعملها كوسيلة أساسية لتذكير دماغك بالشعور بتحسّن.
قُم بالأمور التي كنت تحب أن تقوم بها:
حتى لو لم تُرِد ذلك، عليك أن تقوم بالأمور التي كنتَ تحبّ القيام بها. لا تستسلم لحالتك النفسية التي تمنعك من المشاركة بالنشاطات التي تحبّها، فذلك سيشجع على زيادة اكتئابك أكثر. تنشّط وأعِد "الحياة" إلى أوقاتك عبر تفعيل هواياتك والمشاركة مجدداً بالأمور والنشاطات التي كنت تشارك فيها. صحيحٌ أن الكلام أسهل من الفِعل، ولكن الوقت الذي تتكاسل فيه وتظلّ جالساً على الأريكة هو الوقت المناسب لإجبار نفسك على الذهاب للمشي أو للطبخ أو للاتصال بصديق والتعبير له عن كوامنك.
لا تعاقب نفسك لأنك تشعر بالسوء:
الشعور بالخجل مما تمر به أو كره الذات لما تقول نفسيتك لك ستزيد من حدّة اكتئابك، وستمتنع عن طلب المساعدة. فأفكارك المنتقِدة لذاتك ستجعلك تهوي وتتردى نفسياً، من هنا ضرورة التصرف بشكلٍ رحوم على نفسك وأعلم أن هذا أمر طبيعي يمر به الكثير .
اتّخذ صحتك النفسية على محمل الجد وإياك أن تعاقب نفسك فقط لأنك تشعر أصلاً بالسوء بل حاول عمل ما يجعلك تتحسن لا تستلم.
تحرر من ما قد تكون غاضباً منه:
فيما يشعر البعض بحالٍ من العذاب الذاتي والوحدة في اكتئابهم، يختبر البعض الآخر حالةً من الضعف وعدم الحماسة على شيء. إن كبت المشاعر أو رفضها يأتي جرّاء غضبٍ كبيرٍ تجاه أمر ما أو موقف أو شخص ما. والغضب هو شعورٌ مرفوض، خصوصاً أن الأهل يعلّمون أولادهم أن الغضب لا يجوز وعليكم التصرف بحكمة وهدوء. لكن إذا ما وجدتَ أن أصل اكتئابك هو غضبٌ قد قمتَ بكبته وعدم التعبير عنه تسبّب بتحوّله إلى اكتئابٍ ذاتي، عليك أن تناقشَ هذه الأفكار الغاضبة حتى تقلّل من مدى "خنقها" لك والتحرر منها .
الخروج والتنزه بالهواء الطلق والطبيعة الخلابة.
التنفس العميق والأسترخاء
ممارسةالرياضة