رائحة قطرات المطر التي قد قبلت جدار منزلي كالدواء، حين تغنت الغيوم برذاذها العذب على تِلك المباني التُرابية شعرت كأن قلمي يعزف على اوتار الجمال قديمة ولكنها منبع الالهام، عندما اتنفس نسمات الهواء في ساحة منزلنا الصغيرة اشعر بانها ليست هواءً عادي وأنما حروفًا تغزو اوردتي وتُزيد رأتي اتساع، السماء حين تملئها النجوم كانت حبر قلمي على سطور الورق، أسمر الحبر واوراقي بيضاء كبها النجوم، اصبحت الحروف تؤئمي ولدت بين طياتي مُهجتي، بلغ عمر قلمي عشرة اعوام وكل عام يزداد نضوج وفتنه، أمي ليست قارئه ولكن ذلك الفخر الذي يعلو على ملامحها عندما تتحدث الى جاراتها أن صغيرتها تستيطع تدوين الحروف ما جعل حبري يُحلق عالين ويصبح كجناحي الصقور، وراحلي حين ورثت منه حب الكتابة كان السند الغائب لي، كلما كتبت فيه شعرت وكأني اغوص الى اعماق الخيال، لم يُكن هُنالك ازهار او حدائق او شوارع زاهية في قريتي حتى اتغنى بها على جيتار قلمي، ولكن كان هُنالك اصوات الجيران ورائحة خبز الامهات، صرخات الأطفال، وتكاتف الرجال، قبل عام فقط كُنت اكتب بصمت، باسم مُستعار، كانت الرهبه من التقدم تُخيفني لم يكن هُنالك سفينه يكون قلمي مجرافها، ولكن اتى اخي واصبح سفينتي والشراع سلم لي القيادة ثم قال حلقي عالياً وكوني قمراً يُضيء الحروف ويزيدها بهاء، نظرت الى عينيه وشعرت بان قلبي قد حلق واخذت قلمي وابتداء مشوار السلام، لا انسى وجود اولئك الذينَ قد سخروا من قلمي وقالوا اضغاث احلام تدونينها، شعرت أن روحاً قد امسكت بروحي وقالت من أجل ان تصلي الى عنان سماء احلامك اجعلي من كلماتهم سلم صعود، واخيراً اود ان اخبر ذلك الشخص الذي قد اتهم عمق احساسي بالجنون
بانهُ اصبح مصدر قوتي نحو النجاح
اعدك باني سأصل والوح لك من بعيد
بيدين تغزوها الكلمات، والفضل اولاً واخيراً لله حين استشعر وجوده داخلي اشعر بمعنى الحياة اشعر بالجمال، فالحمدلله حتى يبلغ الحمد رضاه…