حكايتي التي صار يرويها البعض دون أن يحس بمعاناتي، وبهذا الجرح النازف فيّ، والذي أجده يزداد سوءاً، أنا امرأة غنية جداً، لكن كل تلك الأموال لم تستطع أن تمنحني الفرح، بل هي التي سلبت مني فرحي.
كنت امرأة فقيرة أحمل ابني على كتفي سعيدة به رغم الفقر والعوز والجوع الذي أنهكني، واذا انا اقف قرب كهف مخيف، تأملت فيه وانا خائفة من هذا الكهف العجيب، سمعت صوتاً آتياً من أغوار الكهف يقول لي: "ادخلي وخذي كل ما ترغبين ولكن لا تنسي الأساس والجوهر، فبعد خروجك من الكهف سيغلق الباب إلى الأبد... انتهزي الفرصة، ولكن خذي حذرك من عدم نسيان ما هو الأساس والأهم لك..!".
وما إن دخلت هناك حتى بهرتني ألوان الجواهر ولمعان الذهب، فوضعت ابني جانباً وبدأت ألتقط الذهب والجواهر ورحت أملأ جيوبي وصدري بالذهب وانا مذهولة، رحت أحلم بالمستقبل اللامع الذي ينتظرني، وعاد الصوت ينبهني أنه باق لك ثماني ثواني، لا تنسي الأساس.
وما أن سمعت أن الثواني على وشك أن تمضي ويغلق الباب، فانطلقت بأقصى سرعة إلى خارج الكهف، وبينما جلست أتأمل ما حصلت عليه، تذكرت أني نسيت ابني داخل الكهف، وأن باب الكهف سيبقى مغلقاً إلى الأبد وأحزاني لن تمحوها ما حصلت عليه من الجواهر والذهب.
هذا ما عندي ربما تقدر حكايتي أن تنبهكم على امور كبيرة وكثيرة، احذروا الدنيا، خذوا منها ما تريدون، ولكن لا تنسوا الأساس، وهو (صالح الأعمال) فلا أحد يدري متى يُغلق الباب، ولا يستطيع العودة للتصحيح، ادعوا االله تعالى لي ان يهبني السعادة ويغفر لي ذنبي، ويعيد لي ابني الذي صار بديلاً لهذا الغنى المريض.