المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قيل قديماً: «اعطني خبزاً ومسرحاً، اعطِكَ شعباً مثقفاً»
وهذه المقولة ما هي إلا دلالة واضحة على مدى عمق وأهمية المسرح لدى المجتمعات، فهو أحد المنابر المهمة لنشر الأدب والثقافة ومختلف الفنون.
ترجع نشأة المسرح حسب المؤرخين الى تلك الاحتفالات والطقوس الدينية المرتبطة بكل الحضارات القديمة على الرغم أن الباحثين ينسبون البداية الحقيقة للمسرح في شكلة المتقدم الى الحضارة الإغريقية واحتفالات الإله ديونيزس.
وفي حضارة وادي النيل حيث اشكال الفرجة والاحتفال والدليل على ذلك هي نص لمسرحية دينية قد كتبت قبل 2000 سنة، فالمسرح ما هو إلا منبر لنشر لثقافة والعلوم.
في العصر الحديث ظهرت انواع عدة للمسرح، كان الجمهور يقبل على المسرحيات الجادة والكوميدية الهادفة، ولكن ظهر بمرور الوقت ما يسمى بـ(المسرح التجاري) وهو مسرح مخصص لكسب الاموال بغض النظر عن الهدف او القيم حيث تخلى عن الادب والثقافة فسلك طريقاً معاكساً ألا وهو الطريق المبتذل حيث نشر الكلمات النابية والنكات السخيفة مع هيئة مبتذلة، ويعد منافساً قوياً للمسرح الجاد؛ لضعف الوعي لشرائح واسعة من الجمهور الذي يقصد المسرح الاستهلاكي بذريعة الحاجة إلى العنصر الترفيهي؛ لما مر بهم من مآسٍ وحروب.
وشيئاً فشيئاً صار هذا المسرح مصدراً للثراء السريع من خلال الارتفاع المطرد في نسب الجمهور مما دفع بالمسرحين من ذوي المواهب المتواضعة والطامعين بالمال والنجومية الى تقديم مسرحيات شعارها الوحيد الاستهلال والابتذال، مما حدا بالعوائل إلى الابتعاد عن المسارح وخسارة فن ثقافي كان يعتبر مرتكزاً اساسياً في تثقيف الأسرة
١Hussein Sadeq