إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أمّ البنين أعظَم أسم في قاموسِ الأمومة ايمان صاحب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أمّ البنين أعظَم أسم في قاموسِ الأمومة ايمان صاحب



    المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    شَاءَ القدر لِعلي عليه السلام ،أنّ يقترنُ بفاطمة بعدَ فاطمة، كماَ شاء أن تكونَ بنتِ مُزاحم أُماً قبلَ آوانهاَ، لأبناءِ زوجهاَ الأربعة ، الحَسن والحسين ، وأختيهماَ زينب وأمّ كلثوم، عليهم السلام، فَلمّ تكن رعايتها لهم ، فَقط مِن جانبِ الشفقة، كونهم يتاماَ الزهراء عليه السلام، بل لأنهاَ كانت ترى، بخدمتهم وجباً وشرفاًوتقرباً إلى الله تعالى، مماَجعلهاَ تؤثرهم على نفسهاَ، إلى درجة تخلت فيهاَ عن أسمهاَ من أجلِ أن لاينكسرَ خاطرهمّ ويتصدع قلبهمّ، لسماعِ ذكرَ أسم أمهمّ(فاطمة) حينَ طلبت من أميرَ المؤمنينَ _عليه السلام_أن يُناديهاَ بكنيتهاَ أمّ البنين، بدلاً مِن فاطمة، وربماَ يضعفُ أوينعدمُ هذا الأهتمام، عندَ بعض النساء حالَ إنجابهاَ ولدهاَ الأول و الأكبر، لكنّهُ لمّ يفرق مع أمّ البنين ، بل زادأكثر مماَ كانَ عندَ ولادة العباس _عليه السلام_ حتّى انهاَ ذات يوم رأت أميرَ المؤمنينَ _عليه السلام_ يُقبل كفي العباس وهو غارقٌ في البكاءِ فندهشة أمّ البنين لهذا الفعل، وراحت تقول : للإمام (مايبكيكَ ؟) فأجابهاَ الأمام بصوتٍ خافتٍ حزين النبرات: نظرتُ إلى هذينِ الكفينِ، وتذكرتُ ماَ يجري عليهماَ ، قالت :أمّ البنين ماذا يجري عليهماَ ؟؟
    أجابها الأمام إنّهماَ يُقطعانِ من الزندِ ، ثّم سألتهُ مرتاً أخرى لماذا؟. يقطعانِ ، رد عليها الأمام قائلاً: إنهما إنماَ يقطعانِ في نصرتِ الأسلام، والذبَّ عن أخيه ريحانة رسول الله،_صلى الله عليه وآله_ حينهاَ أجهشت بالبكاء أمّ البنين لماَ سيجري على أباَ عبدالله الحسين _عليه السلام_ لافقط لقطعِ الكفينِ ، ثّم بعد ذلك حمدة الله تعالى ، في أن ولدهاَ سيكونَ فداءً لأخيهِ.) (١)
    والأعظم والأندر مِن هذا المُوقف،
    سؤالها لبشر بن حذلم الذي أثارفي نفسه التعجب (أسألك بالله هل الحسين حي أم لا؟.) مع أنّهُ دخلَ المدينة ينعاهُ، كماَ تعجبَ مرتاً أخرى من سؤالها المتكرر عن الحسين _عليه السلام_ ولمّ تسألهُ عن
    أولادهاَ الأربعة، إذكان يخبرهاَ بشهادتهمّ واحداً بعدَ الآخر، وهي تقول:له وهل سمعتني سألتك عنهُ، إلى أن قال:لهاَ عظمَ الله لكِ الأجرَ بأبي عبدالله الحسين .فماَ إن سَمعت بالخبرِ صرخت مولولة، ورجعت إلى دارِ بني هاشم منادية:
    ألا لاتزار الدارُ بأهلها ....على الدارِ من بعدِالحسين سلام....
    .فَقَد هانَ خبر مَقتل أولادهاَ ، أمامَ مَقتل ريحانة رسول الله _صلى الله عليه وآله_ ومتداداً لهذا الموقف، نصبت مأتم عزاء في مقبرةِ البقيع ، حيثُ خطة أناملها خمسة قبور ، تخرجُ إليهاَ كلَ يوم لتندب سيدي شباب أهل وأبنائهاَ الأربعة أشجى ندبه وأحرقها، كماَ كانت تقيمُ العزاء في بيتهاَ تبكي فقد أحبتهاَ مرّ البكاء،
    ولمّ تزل على تلك الحال مِن الحزنِ والألمّ ، حتّى التحقت بالرفيقِ الأعلى ، في الثامن ِ من جماد الثانية يوم الجمعة ،سنة ٦٤/للهجرة فَقَد رحلت أم البنين عن هذه الدنيا ، بجسدهاَ الطاهر، لتبقى روحهاَ الزاكية ، مضرباً للأمثالِ كأعظم أسم خلده التاريخ في قاموس الأمومة.
    ____
    (١) كتاب العباس بن علي_الشيخ باقر القرشي/ ص٣٤.



    تعليق
    مشاركة​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X