المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العيد، وما أدراك ما العيد؟
من نِعم الباري تعالى على خلقه التي لا تُعد ولا تحصى، أنه جعل في كل عبادة من عباداته مفاهيم تربوية اخلاقية، مؤداها الاهتمام بالطرف الآخر كإنسان بغض النظر عن توجهاته النفسية، وما عليه من الحالة الاجتماعية، كما أنها تدعو إلى نبذ الأنانية وحب الذات.
فلو تأملنا يوم عيد الفطر المبارك، نجد أنه لا يخلو من هذه المفاهيم الإنسانية التي لا يستغني عنها الفرد المؤمن في حياته الدنيوية، ومن هذه المفاهيم: زكاة الفطرة، التي تتسم بالجانب العملي اتجاه الفقير وذلك بالسعي الجدّي في بذل شيء من مال الغني له، لكي يشاركه فرحة العيد، ويشعر بالاهتمام به من قبل أخيه المؤمن حتى وإن كان بالشيء اليسير، هذا من جانب.
ومن جانب أخر، يتميز يوم العيد عن سائر الأيام بزيارة الأهل والأقارب، وإن تباعدت أواصر القربى بينهم ولم ير أحدهم الآخر بسبب مشاغل الحياة أو لوجود بعض الخلافات العائلية، فهذا اليوم يُعد من الفرص الثمينة بالتقرب إليهم، واشعارهم بالمحبة والتعاطف، فهم قبل كل شيء يبقون أرحامهم الذين أمر الله تعالى بصلتهم وجعلهم في طليعة المبادئ الخلقية التي فرضها كما جاء في الكثير من الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) منها قول الإمام زين العابدين (عليه السلام): "من سره أن يمد الله في عمره وأن يبسط في رزقه، فليصل رحمه، فإن الرحم لها لسان يوم القيامة ذلق يقول: يا رب صل من وصلني وأقطع من قطعني) (1)
ومع هذا يقوم بعض الناس بزيارة أقاربهم في صبيحة العيد لأنهم اعتادوا على ذلك كما كان يفعل آباؤهم وليس من أجل التقرب إلى الله تعالى، وهذا غير صحيح لأن فيه مضيعة لما يحمله هذا العمل من آثار عظيمة، سواء كانت بالدنيا أو بالأخرة بل لا بُد أن يكون الداعي إلى ذلك التقرب إلى الله تعالى لا لشيء أخر.
كما أن هذه الزيارات تدخل الفرح والسرور على قلوب الأطفال، بالإضافة إلى ما يحصلون عليه من الهدايا و (العيدية)، من قِبل الجد والجدة وغيرهم، مما يمكنهم من شراء بعض الألعاب أو ادخار بعض النقود إلى أشياء أُخرى، وفي بعض الأحيان لا تقتصر العيدية على الصغار بل تتعدى إلى الكبار لتترك في اذهانهم أجمل ذكرى من العيد السابق إلى العيد اللاحق.
_______________________
أعجبني
تعليق
مشاركة