المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منظرٌ يتكرر أماَمَ أعُيننا كلَ يومٍ عندَما نسيرُفي الشارع،لطفلٍ أوطفلة وهمّ يقومونَ ببيعِ مناديل_ الكلينكس_ على المارة،أما البعضُ الآخرمنّهم ينتظرُ الأشارة الحمراءَ وبيدهِ قِطعَةٌ مِنْ القماش، ليمسحَ بهازُجاجَ السيارات مُقابِل شيئاً بسيطاً مِن النقودِ ،رغمَّ شِدَة البردِ أو حَرارة الشمس اللاهبة في فصلِ الصيفِ،مَع مايلاقونهُ مِنْ أذى جسدي كوقوفهم لفتراتٍ طَويلة وضَربهم ،أوحَملهم أشيائاً ثقيلة فضلاً عن الأذى النفسي، كاالسبِ والإهانة ،وغيرذلك مماَ يجرحُ مشاعرهمّ الرَقيقة وقَد لايبالي من يتعاملُ مَعهم بهذا اللونُ مِن القسوة ولايعيرُلهمّ أهمية، لكونهمّ أطفالَ شَوارع كمَايُعبرُعنّهم غيرَ مُلتفت إلى أنّهم بشر لهم ّمَشاعر وإنّ كانَت ملابِسهمّ رَثة، ووجوههّم مُغبِرهة مِنْ ذراتِ الترابِ المُتطايرة جراءَ حركة السيارات والمّارة في حينَ أقرانّهم،مُتوفر لهّم كلُ شيء ملابس ألعاب تعليمٌ في أرقى المدارس،أماَهؤلاءِ الأطفال يفتقدونَ لكلِ هذه الأمور بل لايجدونَ وقتاً يلعبونَ فيهِ سواء بمالديهمّ مِنْ دمية اومعَ أحد الأصدقاء لأنّ العمل يأخذُ كُل وقتهم ولايدعهم يهتمونَ باأشياءٍ أخرى، ولوسألتهمّ لمّاذا؟! أنتم تَعملونَ يجيبونَك: مِن أجلِ تُوفير لقمة العيش،وخلفَ هذه الإجابة تجدُ قِصصاً كثيرة منّها،طفلاً يعملُ لأنّ والدهُ طريحُ الفراش بسببِ مرضٍ أوإعاقة وأهلهُ بحاجة للنقود، وأخرفقدَ أباه في جبهةِ القتال أوبحادثٍ ماَ ممّا دَعاهُ أنّ يتحملَ المسؤلية كاملةً رغمَ عمرهُ الصغير،وبالإضافة إلى هذا هنالك بعض الأسر تدفع اولادها الصغارإلى العملِ مع أنّها متمكنة مادياً!! لكونها ترى في ذلك أنفعُ له مِنْ الدِراسه ليكونَ رجلاً يعتمدُ على نَفسِه كمَا يظنّونَ، وبينَ هذا وذاك يكونُ الطفلُ اماَضَحيةالقدر، الذي أجبرهُ على العملِ، أويكونَ( ضحية الجهل الذي استغلَ طفولته) ؛ ِمِنْ أجلِ رغباتٍ ليس لها معنَى جعلت الطفلَ كإنسان آلي لايعرفُ شيء سوى العمل، همه انّ يحصلَ على النقود مهماَ كلفَ الأمرحتّى وإنّ كانَ مِن طرقٍ غيرَ صحيح،كالكذبِ والغش وغيرَ هذا مِن الأمور التي قَد تُعرض حياتهُ إلى
الخطر،لأنّه مازالَ طفلاً وإنّ سُلبت براءتهُ٠