إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العلاقات الزوجية....ولاية الزوج على زوجته..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العلاقات الزوجية....ولاية الزوج على زوجته..


    ينص الفقه الإسلامي على أن ولاية الزوج على زوجته مطلقة وهي تفوق ولاية الأخ والأب شرعا وقانونا وليس لها أن تتصرف حتى بمالها دون إذن زوجها.
    وذهب التشريع الإسلامي إلى عدم قيام الزوجة ببعض عبادات النوافل مثل الصيام دون إذن زوجها.
    وفلسفة ذلك أن النتيجة واضحة في مخالفة الزوجة لزوجها حتى وإن كان لها في ذلك طاعة من الممكن أن تؤدي إلى انهيار العلاقة الزوجية أو نشوب خلافات وهذا الشيء يخالف نصوص الشريعة والحكمة من قيام الحياة الزوجية وبناء الأسرة.
    والتفاهم والتراضي هنا هو يجب من يأخذ دوره ويكون منطلقا لكل الأعمال الواجبة والمستحبة..
    لماذا؟
    الجواب:
    إنكم تعلمون جيداً بأن كلّ مكان يلزمه رئيس، ولو اتفق أن تكون إحدى دوائر الدولة خالية من رئيس، ستكون الأمور مضطربة وقلقة في تلك الدائرة، حتى لو كان من فيها لا يتجاوزون السبع أو الثمان أشخاص.
    ومثل البيت كمثل إحدى دوائر الدولة الرسمية، أو على حد قول علماء النفس بأن مثل البيت كالدولة الصغيرة، وهذه الدولة لا بُدّ لها من رئيس، وإن الطبيعة تقول، وكذا فطرة المرأة: بأن الرجل يجب أن يكون رئيساً لهذه الدولة الصغيرة أو المؤسسة السرية، وخاصة حينما يكون هو الذي يؤمّن نفقة زوجته ونفقات البيت بشكل عام: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾1.
    فرئاسة البيت يجب أن تكون بيد الرجل، كونه يعدّ وجوداً تعقّليَّا، لذا تكون هذا الآية المباركة مطابقة للطبيعة والفطرة، وعليه ينبغي لأهل البيت أن يلتزموا بالسمع والطاعة له، فالمرأة تطيع زوجها، والفتى يسمع لقول الأبوين وكذا الفتاة، وإذا خرجوا على تلك الطاعة لم يستطع الزوج أو الأب إدارة البيت بالشكل الطبيعي، وعندها تبرز النزاعات والخلافات مما يبعث على المصائب والبلايا.

    وعدم طاعة الزوجة لزوجها تُعد الزوجة حينها ناشزاً لا حقَّ لها في مسكن ولا ملبس ولا مطعم.

    إن القرآن الكريم أكّد على هذه القضية بشدّة، وإن الروايات الواردة عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار سلام الله عليهم تعرضت كثيراً لحقوق الزوج على زوجه، وحسبتها أعظم مرتبةً من حقوق الزوجة على زوجها، فمنها ما جاء في صحيحة محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر محمد بن عليّ عليه السلام أنه قال: "جاءت امرأة إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله! ما حق الزوج على المرأة؟ فقال لها: أن تطيعه، ولا تعصيه، ولا تتصدق من بيته، إلا بإذنه، ولا تصوم طوعاً إلا بإذنه، ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب، ولا تخرج من بيتها الا بإذنه، وإن خرجت بغير إذنه لعنتها ملائكة السماء وملائكة الأرض، وملائكة الغضب، وملائكة الرحمة حتى ترجع إلى بيتها، قالت: يا رسول الله! من أعظم الناس حقاًّ على الرجل؟ قال: والده قالت: فمن أعظم الناس حقاًّ على المرأة؟ قال: زوجها، قالت: فما لي عليه من الحقِّ مثل ما له عليَّ؟ قال: لا، ولا من كل مئةٍ واحدة"2.

    و حقوق الزوجة الواجبة والمستحبة على الزوج تعادل حقوق الزوج الواجبة والمستحبة على الزوجة، إلا أن الرجال يفوقون النساء درجة، وهذا الدرجة هي: القيمومة التي جعلت للزوج في قيادة المرأة إلى أفضل السبل في الحياة، ويكفي أن تكون هذه القيمومة سبب زيادة حق الرجل على المرأة باعتباره مُحسِناً عليها أكثر مما لها من الإحسان عليه لو قامت بكل المستحبات نحوه، وذلك لأنه هو أيضاً يقوم بالمستحبات التي له تجاه زوجته.

    إن البعض من الرجال يتبجّح بمقولة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، ويعتبرها ذمّاً للنساء، بالرغم من أنها تعني أهمية مشاورة الزوجة ـ وخصوصاً المجرّبة بالكمال ـ ليبقى التصميم للرجل، وهذه المقولة هي: "شاوروهن وخالفوهن"3.

    إن عبارة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام لا تتناقض بالمرة مع ما هو موجود في القرآن المجيد، ولا تتناقض أيضاً مع أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله التي وردتنا بحق المرأة.
    وبناء على ما تقدم، تكون المشاورة للنساء تطييباًَ لنفوسهن، والتصميم القطعي بيد الرجل، فإن رأى الرجل من زوجته رأياً سديداً، موافقاً لما جاء في الكتاب الحكيم وسنّة المعصوم أخذ به وعمل، وإن لم يكن كذلك امتنع عن الأخذ به.
    إن البعض من الرجال الأشقياء لا يعرف ما هي الرحمة، وما هو العطف!
    لإنه لا يتعامل إلا بقسوة مع أبنائه وزوجته، ولو سألنا أبناءه وزوجته عن عمله؟ لأجابوا بعدم معرفتهم لذلك!

    أيها الرجل! عليك أن تفهم بأن لك أولاداً وزوجة ينتظرون قدومك في المنزل باعتبارك رب الأسرة، وربّ الأسرة لا يكون مجنوناً في تصرفاته وتعامله مع من هم في منزله، فالمنزل لا تحركه إلا الأحاسيس، والمشاعر، والعواطف إذا كان ربّ المنزل يريد نجاتهم، ويريد سموهم وإلا فالتعامل بقسوة معهم لا يؤدي بالمنزل وأصحابه إلا إلى الهلكة والانحراف، لذا ينبغي للرجل أن لا يُكره أبناءه وزوجته على ما لا يطيقون، لأن ذلك خلاف الشرع والعرف والقانون.
    إن للزوجة كل الحق في معرفة مصدر الطعام الذي تطعمه، وكذا بالنسبة للأولاد هذا إذا كان رب الأسرة يروم معيشةً هادئة بعيدة عن الضوضاء والصخب، وكم هي جميلة تلك اللحظات التي يجلس فيها ربّ الأسرة بعد استلام معاشه إلى زوجته وأولاده لحساب من يمكن أن يدّبروه بتلك المبالغ، فإذا كانت الزوجة غافلة عما يتقاضاه الرجل من معاش، فسوف تظنّه بخيلاً إذا ما أمسك يده بعض الشيء، وعندها تبرز مشاكل الكراهية والضغينة جراء عدم إخبارها بما عنده وما لديه.
    أما عندما يكون الرجل مستبداً، ولا يحسب حساباً لزوجته خصوصاً إذا كانت الزوجة صاحبة شخصية مرهفة، فإن العداء والكراهية تبرز من جرّاء ذلك الاستبداد، وعدم الاحترام.

    يجب على الرجل أن يصبر على زوجته إذا رأى منها بعض ما لا يعجبه من تصرفها، ويعرف بها ضعفها بوصفها أنثى فوق نقصها باعتبارها إنساناً، ويعرف لها حسناتها بجانب أخطائها، ومزاياها إلى جوار عيوبها: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾4.

    إن للرجل أن يمنع زوجته من الخروج إلى خارج الدار، وهذا من حقّه في الإسلام، ولكن لا ينبغي أن يتصرف الرجل بهذا الحق بشكل اعتباطي وطفولي، فإذا ما ارادت الذهاب ـ مثلاً ـ إلى بيت جارتها وقف أمامها وقال: إن الإسلام يقول بعدم خروجك إلاّ بإذن مني وها أنا أمنعك من الذهاب إلى بيت جارتنا، وكذا يفعل حينما تريد الذهاب إلى منزل أبيها أو أخيها.
    أيها السيد! إذا منعتها من الذهاب إلى بيت أبيها أو جارتها، أو ما شابه، فأين تذهب إذن؟ هل يجب عليها أن تحيا بين أربعة جدران؟ وهل هذا الحق مختص بك فقط؟
    يمكن منعها بوسائل أخرى ساحرة من مثل الرفق والمحبة، والعطف.

    إذن علينا استخدام وسائل الرفق، والعطف والتودد، بدل الإصرار على جعل القانون هو الحكم العدل بيننا، حيث نرى البعض من النساء تقول: إن حقي في المسألة الفلانية كذا، وهكذا قال القرآن الكريم، وكذا قال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام.
    أيتها السيدة! إن القرآن الكريم لا يريد تنفيذ أحكامه بدون ودّ، وحبّ، وصفاء، وكذا بالنسبة لك أنت أيها السيد!: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾5.
    إن التلطف في الحديث إلى المرأة، وإظهار المحبة والود لها يجعلها مطيعة 100% وعلى العكس من ذلك فإن التشدد معها وإلزامها بالقانون يجعل منها إنسانة رافضة لكل ما اسمه قانون، أو لكل شيء يمكن أن ينضوي تحت إسم القانون.
    تُسيء استعمال القانون بحيلة شرعية.

    المصدر:*الأخلاق البيتية، مظاهري، دار المحجة البيضاء، دار الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ، ط1، ص259-268.



    1- النساء:34.
    2- البقرة:228.
    3- وسائل الشيعة/ ج14، الباب 88 و 90 من أبواب مقدمات النكاح..
    4- النساء:19.
    5 -النحل:
    90
    ثقافتي في ديني✍️
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X